"غلاكسو" ترفض عرضاً بـ68 مليار دولار من "يونيليفر" لشراء وحدة تابعة

"يونيليفر" تسعى لإعادة هيكلة محفظتها  - المصدر: بلومبرغ
"يونيليفر" تسعى لإعادة هيكلة محفظتها - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

رفضت شركة صناعة الأدوية "غلاكسو سميث كلاين" (GlaxoSmithKline Plc) عرضاً تقدمت به شركة "يونيلفر" (Unilever Plc) لشراء وحدة الرعاية الصحية للمستهلكين التابعة لها في العام الماضي، بقيمة تبلغ نحو 50 مليار جنيه إسترليني (68 مليار دولار)، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر.

أكدت "يونيليفر" هذه الاتصالات الخاصة بعرض الشراء في بيان لها، اليوم السبت، والذي أشارت فيه إلى أن الوحدة التابعة لـ"غلاكسو" كانت ستمثل "صفقة إستراتيجية قوية"، في الوقت الذي تعمل "يونيلفر"، وهي الشركة المالكة لـ"بن آند جيري" للآيس كريم وصابون "دوف"، على إعادة تشكيل محفظة أعمالها.

قال المطلعون على الأمر إن "يونيلفر" لا تزال مهتمة بالصفقة، ويمكن أن تعيد عرضها مجدّداً، على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد. ونوّهوا إلى أن مجلس إدارة "غلاكسو" منفتح على جميع العروض، لكن هذا العرض لم يكن يأتِ ضمن النطاق الجدير بالدراسة من قبل مجلس الإدارة، مضيفين أن الأولوية ستكون لإجراء عملية فصل للوحدة التي تضم علامات تجارية، مثل معجون الأسنان "سنسوداين" وأقراص تسكين الألم "أدفيل".

اقرأ أيضاً: كيف أشعلت شركة "يونيليفر" معركة الأيس كريم الإسرائيلي؟

كان هذا الاستحواذ المحتمل سيصنف ضمن أفضل الصفقات على مستوى العالم منذ بداية تفشي جائحة "كورونا"، حيث يأتي في وقت بلغ فيه نشاط الاندماج والاستحواذ أعلى مستوياته على الإطلاق. ومن شأن الصفقة أن تُسرّع عملية التحول لاثنتين من أكبر الشركات بالمملكة المتحدة، حيث يواجه كل منهما ضغوطاً من جانب المساهمين لتحسين الأداء.

وفي ظل تقييم المحللين لوحدة أعمال المستهلكين في "غلاكسو" بما يصل إلى 48 مليار جنيه إسترليني، فمن المرجح أن يتضمن أي عرض من شركة "يونيلفر" علاوة كبيرة تتجاوز هذا المستوى، بالإضافة إلى النظر في أوجه التكامل، لإغراء شركة "غلاكسو" لإلغاء التفكير في خطة فصل الوحدة، والتي تدخل بالفعل مرحلة متقدمة.

منتجات الأسنان

ذكر الأشخاص المطلعون أن وحدة منتجات العناية بالأسنان تُشكّل مقوماً رئيسياً للجذب، ضمن محفظة أعمال المستهلكين لدى شركة "غلاكسو"، حيث تحقق أكبر معدل نمو، نظراً لأن جميع الشركات والعلامات التجارية الأخرى تقريباً، إما أنها تفقد زخمها أو تنمو ببطء. وتشكّلت وحدة صحة المستهلك بوضعها الحالي في عام 2019، بعد صفقة مع شركة "فايزر"، التي تحتفظ بحصة أقلية بها.

تعرضت إيما والمسلي، الرئيسة التنفيذية لـ"غلاكسو"، لضغوط من قبل المساهمين، بما فيهم الصندوق الناشط "إليوت إنفستمنت مانجمنت" (Elliott Investment Management)، والذي دعا لأن تكون الشركة أكثر انفتاحاً على صفقة لبيع وحدة المستهلكين التابعة لها، وهي تسعى إلى تحفيز الأعمال الصيدلانية الأساسية. وفي ديسمبر الماضي، عيّنت الشركة ديف لويس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "تيسكو" (Tesco Plc) لقيادة عملية فصل وإدراج الوحدة.

اقرأ أيضاً: الرئيسة التنفيذية لـ"غلاكسو" في مواجهة صندوق "وول ستريت" الأكثر رعباً

كانت شركة "غلاكسو" قد تلقت سابقاً عرض اهتمام من كلٍ من شركة "أدفنت إنترناشونال" (Advent International) و"سي في سي كابيتال بارتنرز" (CVC Capital Partners) و"كيه كيه آر آند كو" (KKR & Co)، وهي الفترة التي كانت تستعد خلالها للإدراج في الخريف الماضي.

كما يتعرض آلان جوب، الرئيس التنفيذي لشركة "يونيلفر"، لضغوط من بعض المستثمرين بالشركة بسبب أدائها الضعيف أخيراً.

وانتقد تيري سميث، مؤسس "فاندسميث" (Fundsmith LLP) وأحد أكبر 15 مساهماُ في "يونيلفر"، الشركة هذا الأسبوع في رسالته السنوية إلى المستثمرين. وقال، إن الشركة، التي تشمل علامتها التجارية أيضاً شركتي "هيلمانز" لإنتاج المايونيز و"دومستوس" لخدمات التنظيف، "فقدت صوابها" كونها تركز علناً على استعراض قدرات الاستدامة، على حساب التركيز على الأعمال التجارية.

تحفيز الاستدامة

واصل آلان جوب حملة الاستدامة التي قادها الرئيس التنفيذي السابق، بول بولمان. كما أعادت "يونيلفر"، تحت قيادة الرئيسين، إعادة تشكيل محفظة أعمالها، حيث قامت ببيع وحدات الأعمال التابعة لها، والتي تعاني نمواً بوتيرة أبطأ، مثل وحدة تصنيع المواد الغذائية التابعة لها، وأخيراً وحدة إنتاج الشاي، بينما استحوذت على وحدة أعمال المنتجات الاستهلاكية التابعة لشركة "غلاكسو" في الهند، والتي تشمل العلامة التجارية "هورليكس" (Horlicks).

ومع ذلك، فقد انخفضت الأسهم بنسبة 10% خلال الاثني عشر شهراً الماضية، مقارنة بزيادة نسبتها 20% لشركة "نستلة" (Nestle SA) المنافسة، والتي اتخذ رئيسها التنفيذي، مارك شنايدر، إجراءات أكثر صرامة سعياً من أجل تحقيق نمو جديد، والتخلص من وحدات الأعمال ذات الأداء الضعيف التابعة لها.

استكملت "يونيلفر" منذ أكثر من عام بقليل تعزيز عملياتها ككيان موحّد يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، وتخلت عن ازدواج الجنسية منذ فترة طويلة، وغيّرت خطتها السابقة للاندماج في هولندا. وكان أحد أسباب التخلي عن المضي في عملية الهيكلة المرهقة هو المساعدة على تسهيل آفاق محتملة لصفقات الاندماج والاستحواذ من شأنها أن تحقق التحوّل للشركة.

ووفقاً للأشخاص المطّلعين، يتولى كلٌ من "دويتشه بنك" وشركة "سنترفيو بارتنرز" Centerview) Partners LLC) تقديم الاستشارات لـ"يونيلفر". وكانت "بلومبرغ نيوز" أفادت في شهر يونيو الماضي بأن شركة "غلاكسو" تتعاون مع كلٍ من "غولدمان ساكس." و"سيتي غروب" في عملية الإدراج والاستشارات القانونية للصفقة.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "ذا تايمز" كانت أول من نشرت أنباء العرض المقدم من "يونيلفر"، اليوم السبت.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك