كانت "بان دونغ" مُدرسة في جامعة في غوانغتشو الصينية، والآن بعد عقدين من الزمن، أصبحت واحدة من أغنى النساء في البلاد.
تبلغ "بان دونغ" 55 عاماً وهي رئيسة مجلس إدارة شركة "بلو موون القابضة" (Blue Moon Group Holdings Ltd) وهي زوجة مؤسسها "لو كيوبينغ".
جمعت شركة تصنيع المنظفات، 1.3 مليار دولار في أكبر طرح عام أولي في هونغ كونغ لهذا العام. حيث تم تسعيرها عند قمّة النطاق السعري للسهم خلال الأسبوع الماضي، علماً بأن منتجات الشركة نافست خلال السنوات الأخيرة مع العلامات التجارية الأجنبية بما في ذلك "يونيليفير بي إل سي" (Unilever Plc) و "بروكتر &غامبل" (Procter & Gamble Co). لتصبح أكبر مزود لمنظفات الغسيل السائلة في الصين
ومع افتتاح أسهمها يوم الأربعاء الماضي ارتفع السهم بنسبة 16%، لتصل ثروة بان دونغ إلى 8.8 مليار دولار في ضوء حصتها بالشركة والبالغة 77%، وفقاً لمؤشر بلومبرغ لأصحاب الثروات، ولكن متحدث باسم الشركة رفض التعليق على هذا الأمر.
من أين جاءت الثروة
أدت مُكالمة هاتفية لانطلاق عملية توسع العلامة التجارية ما أتى بثروة "بان"، فعندما اتصلت بان وزوجها بـ"شانغ لي" من شركة "هيلهاوس كابيتال مانجمنت" (Hillhouse Capital Management) قبل عشر سنوات لإخباره أنهما طورا أحد المُنظفات السائلة الأولى في الصين، أصبحت الشركة تملك بقرة مُربحة، لكنها كانت صغيرة.
وجاء في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز أجريت في عام 2015 أن "شانغ" شجعهم على تطوير هذا المنتج، وأصبحت شركة "هيلهاوس كابيتال مانجمنت" أول مُستثمر خارجي لهم.
وبعد تكبّد الخسائر عند البداية بسبب ارتفاع تكاليف تطوير المُنتج في مساحة تنافُسية مُزدحمة، كان الرهان يؤتي ثماره. أصبح صانع الصابون رابحاً مرة أخرى، وفي عام 2020 حصل على دفعة أخرى حيث دفعت جائحة كورونا الناس إلى شراء منتجات التنظيف والتعقيم.
وذكر "شانغ" من "هيل هاوس" في كتابه "القيمة"، أن دفع الشركة نحو المنظفات السائلة: "بلو موون هو مثال كلاسيكي على كيفية تفوق العلامة التجارية المحلية على الشركات مُتعددة الجنسيات في الأسواق الناشئة".
ليثبت أن رهان صندوق التحوط الخاص بالشركة كان هو أيضاً مُربحاً. فاستثمرت "هيلهاوس كابيتال" ما مجموعه 46 مليون دولار في جولتي تمويل لصانع المنظفات، ووفقاً لحسابات بلومبرغ فقد بلغت حصتها 988 مليون دولار بسعر افتتاح "بلو موون"، وهو عائد يعادل 21 ضعفاً، وأشارت نشرة الإصدار إلى أن الكيانات المرتبطة بالشركة ستكتتب في 34.5 مليون سهم على الأقل في الاكتتاب العام لتجنب إضعاف الحصة.
نمو الإيرادات
نمت إيرادات "بلو موون" المعروفة باسم "بي & جي" (P&G) الصينية، لتصل إلى 7 مليارات دولار هونغ كونغ (909 ملايين دولار) في العام الماضي، وتضاعفت الأرباح تقريباً لتصل إلى 1.1 مليار دولار هونغ كونغ، وفقاً للنشرة التمهيدية.
وأدى تفشي كوفيد-19 رغم عمليات الإغلاق، لزيادة الأرباح بنسبة 39% في الأشهر الستة الأولى من عام 2020، حيث جاءت 60% من المبيعات عبر الإنترنت بسبب إغلاق المتاجر.
وتحمل "بان" الجنسية الكندية وجنسية هونغ كونغ، وحصلت على الماجستير من جامعة ووهان في الكيمياء العضوية عام 1987 وعملت مُدرسة في كلية صينية أخرى خلال العقد الذي تلى ذلك.
انضمت "بان" إلى "بلو موون" في عام 1994، أي بعد عامين من إطلاق أول منتج تنظيف يحمل العلامة التجارية، وحصلت لاحقاً على حصص من زوجها "لو" ووالده من أجل "نشر أفضل" لمعرفتها الإدارية والتكنولوجية ومُساعدة الشركة في الحصول على مزايا ضريبية للشركة الأم والاستثمار الأجنبي، بحسب نشرة الإصدار.
وبما أن الصين واحدة من أولى الدول التي تمكنت من السيطرة على تفشي فيروس كورونا، كان المستثمرون يفضلون الأسهم المدعومة بالمنتجات الصناعية الاستهلاكية المُتعافية.
تغطية الطرح 300 مرة
وتم تغطية الاكتتاب لـ "بلو موون" بأكثر من 300 مرة، مع موجة من الإقبال على الشركات العاملة بالقطاع، حيث تضاعفت أسهم شركة "نونغفو سبرينغ" Nongfu Spring)) لتصنيع المياه المعبأة منذ أول ظهور لها في سبتمبر، وقفز متجر الأدوية عبر الإنترنت"جي دي هيلث إنترناشيونال" (JD Health International Inc) بأكثر من 55% في أول يوم تداول له في وقت سابق من هذا الشهر.
ويشير "مايكل كان" وهو مُدير الاستثمار في سينتالين سيكيورتيز ، إلى أن غزارة سوق الاكتتاب العام في هونغ كونغ سبب قلقاً، لأن بعض المُتداولين يركزون كثيراً على المضاربات قصيرة الأجل. ومع ذلك، فإنه يشير إلى سجل "هيلهاوس" المُمتاز على المدى الطويل.
وأضاف قائلاً: "يساعد بيت التمويل دائماً في تنمية أعمال الشركات التي استثمرت فيه، مع وجود الاستراتيجيات المُناسبة والتعاون مع الشركاء المُناسبين لاستكشاف آفاق جديدة"، مُضيفاً أنه سيراقب نتائج "بلو موون" عن كثب.