يراهن بعض مديري صناديق الأسهم الأوروبية الأفضل أداءً هذا العام على أن استثماراتهم في أسهم التكنولوجيا ستجني المزيد من العوائد في عام 2021، في وقت يغذي فيه التفاؤل بشأن لقاحات فيروس كورونا ارتفاعاً في أسهم القيمة ومهدداً أداء الصناديق.
كانت الصناديق العشرة الأفضل أداءً من بين الصناديق التي تتجاوز أصولها المليار دولار والتي تركز على الأسهم في أوروبا الغربية، تميل نحو التكنولوجيا الرقمية والبرمجيات والإنترنت، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وهذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى أن تعافي السوق كان مدفوعاً بأسهمهم، والتي بدورها تجعل هذه الصناديق أكثر عرضة للتغلب على أداء تفوق محتمل للشركات ذات القيمة الأرخص والتقلبات الدورية في عام 2021 حيث تعمل اللقاحات على إنعاش الاقتصادات.
ولكن حتى الآن، لم يهتز للمستثمرين المتفوقين في الأداء طرف. لقد تسببت جائحة كوفيد -19 في إحداث تغيير هيكلي كبير من شأنه تسريع التحول نحو الشركات الرقمية، في وقت تكافح فيه العديد من الشركات الأخرى للعودة إلى مستويات النمو لعام 2019، كما يقول هنريك نيبيلوم، الذي أظهرت البيانات أن صندوقه في "سويدبنك روبر ناي تيكنيك ارتفع بنسبة 73% بالعملة المحلية و 90% بالدولار في عام 2020 مسجلاً أفضل أداء هذا العام من حيث القيمة بالدولار.
وقال نيبيلوم، مدير محفظة في ستوكهولم تستثمر في استثمارات على مدى ثلاث إلى خمس سنوات: " لا أرى حاجة لتغيير أسلوب عملي ومطاردة عوامل التناوب قصيرة الأجل. لقد بدأت الاتجاهات طويلة الأمد نحو الاقتصادات الرقمية كأسلوب حياة. ولا يزال معدل النمو الأساسي لشركات التكنولوجيا يبدو قوياً للغاية خلال السنوات المقبلة حتى لو كانت المقارنة السنوية في عام 2021 معالعام الجاري أكثر صرامة بالنسبة للبعض منها.
قد يكون لدى مديري الصناديق الأفضل أداءً سبباً للثقة في أساليبهم. ففي حين ارتفع مؤشر القيمة الأوروبية "إم أس سي آي" (MSCI) بنحو 20% في شهر نوفمبر نتيجة التفاؤل بتقدم اللقاح، ارتفع المقياس في شهر ديسمبر بأقل من نسبة 1% وسط مخاوف بشأن مفاوضات "بريكست" وتأخر المحفزات الأمريكية الجديدة. وبالرغم من أن المضاربين كانوا يراهنون، ولسنوات، على الأداء المتفوق للأسهم الأرخص سعراً، ولكن نادراً ما كانت تتحقق هذه التنبؤات خلال العقد الماضي.
إن المشكلة التي تقف في طريق بعض أكبر القطاعات ذات القيمة، مثل الطاقة والبنوك، هي مواجهتها رياحاً معاكسة أساسية، مثل أسعار النفط وأسعار الفائدة المنخفضة، والتي لا يمكن معالجتها بسهولة مع التعافي الاقتصادي.
قال ستيفن بايس من شركة "بيلي غيفورد أند كو" ( Baillie Gifford & Co)، والتي تفوق صندوقها الأوروبي على 98% من أمثاله هذا العام، وارتفع بنسبة 40% بالجنيه الإسترليني، "أولئك الذين يراهنون على انتعاش بعض الأسماء القيمة مخدوعون. أنا لا أؤمن بالعودة إلى الشركات الأقل جودة والتي تواجه الكثير من الاتجاهات المُعطلة، لا سيما في أوروبا عندما يتعلق الأمر بالمالية أو البنوك أو شركات الطاقة".
فيما يقوم مستثمرون آخرون، مثل أوسكار كارلسون من شركة "هاندلسبانكين فوندر إيه بي، بعدة مراهنات صغيرة لحماية أنفسهم من الخسارة من خلال التنويع بالأسهم الدورية. ويمتلك كارلسون، والذي يسير صندوقه على الطريق الصحيح لتحقيق أفضل أداء له منذ عام 2009 من حيث القيمة الدولارية، شركة صناعة الشاحنات "فولفو إيه بي"، وشركة التعدين "بوليدين إيه بي".
وتصدرت الصناديق التي تركز على الأسهم السويدية قائمة الأفضل في أوروبا لهذا العام، وبلغ عددها 6 من أصل 10، وفقاً لبيانات "بلومبرغ". وقد أدى الحضور القوي للشركات الرقمية التي ازدهرت خلال الجائحة إلى منح أسهم السويد ميزة هذا العام، وتضاعفت القيمة السوقية لمزود المنصات السحابية "سينتش إيه بي" أربع مرات متصدراً مؤشر "ستوكس يوروب 600".
وساعد صعود "سينتش" الرائع، إلى جانب استثمارات أخرى مثل متاجر مستحضرات التجميل بالتجزئة "لايكو غروب إيه بي وشركة تكنولوجيا التدفئة "نايب اينداسترير إيه بي، على تحقيق صندوق "إيه أن أف أكتيفوند سمابولاغ" (AMF Aktifond Smabolag) لأفضل أداء بين أقرانه في عام 2020.
وقالت أنجيليكا هانسون، مديرة الصندوق: "كان المبدأ الذي حقق الربح هذا العام هو الجرأة على الاحتفاظ بالأسهم التي نؤمن بأدائها خلال السنوات القادمة حتى لو لم تتفوق في السوق. أعتقد أن التوجه موجود وسيبقى حتى خلال العام المقبل، على الرغم من أنه قد يكون طريقاً وعراً وليس سهلاً".