أسهم التكنولوجيا تواجه أعنف موجة بيع منذ عشر سنوات

المستثمرون يتابعون  تحركات أسعار الأسهم في شركة أوراق مالية في شنغهاي - المصدر: بلومبرغ
المستثمرون يتابعون تحركات أسعار الأسهم في شركة أوراق مالية في شنغهاي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عزز انهيار أسهم التكنولوجيا واحدة من أشد موجات بيع الأسهم نشاطاً من قبل مضاربين محترفين منذ الأزمة المالية، وقد بدأ الانتشار على نطاق واسع في السوق أمس الأربعاء.

بدأت صناديق التحوط العام الجديد بالتخلص من أسهم شركات الرقائق الإلكترونية والبرمجيات بوتيرة عنيفة، وجاء ذلك بعد أن أمضت شهر ديسمبر في التخارج من أسهم النمو، وذات القيمة المرتفعة.

خلال أربع جلسات للتداول حتى نهاية الثلاثاء؛ سجلت مبيعات هذه الصناديق أعلى مستوياتها من ناحية القيمة منذ أكثر من عشر سنوات، وفقاً للأرقام التي جمعها وسيط أول لدى "غولدمان ساكس".

تشديد أسرع

تفاقمت مذبحة أسهم التكنولوجيا بعد أن أشارت نتائج آخر اجتماع للاحتياطي الفيدرالي حول السياسة النقدية إلى رفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع وفي وقت أقرب، لتكشف بذلك عن "تشديد سياسة البنك المركزي بوتيرة أكبر مما توقَّع بعضهم"، بحسب مايك لوينغارت، العضو المنتدب لاستراتيجية الاستثمار لدى "إي تريد فايننشال".

فقد مؤشر "ناسداك 100" ما يزيد على 3% من قيمته، ليسجل أسوأ يومين في تداوله منذ مارس الماضي. كانت موجة البيع أشد ضغطاً على الأسهم ذات التقييم المرتفع، مع انخفاض أسعار سلة "غولدمان ساكس" من أسهم البرمجيات مرتفعة الثمن بنسبة 6.3% إلى أدنى مستوى منذ شهر مايو الماضي.

انخفض مؤشر "مورغان ستانلي لخدمات الاتصالات في آسيا والباسيفيك" بنسبة تصل إلى 1.5% يوم الخميس الماضي، وتصدّرت شركة "كاكاو غيمز" (Kakao Games) الكورية الجنوبية الأسهم المنخفضة بعد أن فقدت 13% من قيمتها.

تراجع مؤشر "هانغ سنغ" في بورصة هونغ كونغ، الذي يرصد بالأساس حركة الأسهم الصينية العملاقة، بنسبة 0.6% في استراحة منتصف اليوم. و فقد المؤشر 4.6% من قيمته يوم الأربعاء حتى اقترب من مستويات التشبع البيعي.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

قال مارك فريمان، رئيس شؤون الاستثمار لدى شركة "سوكورو أسيت مانجمنت" (Socorro Asset Management): "سيرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام، ربما بمعدلات أعلى مما توقَّع كثيرون. لا تحظى الكثير من أسهم التكنولوجيا بدعم من مستثمري الأجل الطويل، لذلك؛ فهي لا تحتاج إلى ضغوط بيعية عنيفة حتى تنخفض أسعارها بشكل حاد، وهذا بدوره يدفع صناديق التحوط إلى بيع المزيد من أسهمها".

تبرير التقييم

دفع شبح ارتفاع تكاليف الاقتراض المتعاملين إلى إعادة التفكير في ولعهم القديم بأسهم التكنولوجيا. وأدى التسابق على التخارج منها إلى اضطراب صناديق التحوط التي مازالت رهاناتها على أسهم البرمجيات مرتفعة، حتى بعد تخليها عن بعض هذه الاستثمارات في أواخر العام الماضي. عانى صندوق "غولدمان ساكس" صاحب استراتيجية الاستثمار "طويلة وقصيرة الأجل" من أسوأ هبوط في العائد، أو عبر عوائد أقل من السوق، خلال عام.

بدأ الضرب في قطاع التكنولوجيا بشكل متلاحق، حتى قبل نشر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، مع قيام كبار المستثمرين ببيع أسهم كانت الأنجح ذات يوم لشراء شركات مهيأة للاستفادة من تحسن الأداء الاقتصادي.

قبل يوم الأربعاء، كان عملاء "غولدمان ساكس" في صناديق التحوط يتخطّفون أسهم خطوط الطيران، والطاقة، والشركات الصناعية على مدى الجلسات الأربع السابقة. ونتيجة ذلك؛ انخفضت استثماراتهم في أسهم التكنولوجيا مقارنة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى أدنى مستوى سجله البنك.

مع تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة أكثر تشدداً، وارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية؛ قد تواجه أسهم التكنولوجيا المغالى في تقييمها فترة عصيبة في تبرير هذا التقييم.

وفق بيانات جمعتها "برنستاين"؛ تم تداول نحو ثلث أسهم التكنولوجيا مؤخراً على سعر يزيد على 10 أضعاف إيراداتها. وتكشف بيانات "بلومبرغ" أنَّ تقييم مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" يصل 3.2 ضعف قيمة المبيعات.

قال بنجامين دون، رئيس شركة "ألفا ثري أدفايزرز": "عندما لا يتوفر دعم من التقييم لأسعار ثلث أسهم القطاع؛ فإنَّ التخارج هو في النهاية وسيلة لإعادة هيكلة الاستثمار وامتصاص الألم".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك