بدأ العام 2022 بانتعاش قوي مفاجئ لأسهم السيارات الأوروبية، مع تسجيل مستوى قياسي مرتفع، وتزاحم المستثمرين على القطاعات الأرخص.
يعتبر مؤشر"ستوكس 600" (Stoxx 600 ) للسيارات وقطع الغيار القطاع الأفضل أداءً في أوروبا خلال الجلسات الثلاث الأولى من العام، مرتفعاً بنحو 7.7%، مقارنة بتقدّم نسبته 1.4% للمقياس المعياري.
استعاد المؤشر، بقيادة مكاسب كل من "بورشه" و"دايملر"، جميع الخسائر التي أثارتها المخاوف بشأن متغيّر "أوميكرون" الفيروسي منذ نهاية نوفمبر، ويرى المحللون المزيد من الاتجاه الصعودي في العام المقبل.
عادت أسهم القيمة إلى الرواج في الأسابيع الأخيرة، وسط احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة. ويتم تداول أسهم شركات صناعة السيارات الأوروبية بمضاعف سعر إلى ربح آجل يبلغ 7.4، مقارنة بحوالي 16 لمؤشر "ستوكس 600".
ويتم كذلك تداول شركات صناعة السيارات، التي لا تزال تتعافى من نقص الرقائق الذي عطّل إنتاجها، بأقل من متوسطها في 10 سنوات مع تقديرات تقترب من أدنى مستوى لها منذ شهر مارس في العام 2020.
يرى المحللون المزيد من المكاسب لشركات صناعة السيارات بعد ارتفاع نسبته 25% في العام الماضي مع متوسط أهداف سعرية مُجمّعة لمقياس القطاع، والذي يشير إلى ارتفاع نسبته 15% في العام 2022.
تزامنا مع ذلك، يقول خبراء الأسهم إن القطاع جذّاب، وكتب الخبراء الإستراتيجيون لدى "باركليز"، بقيادة إيمانويل كاو، في مذكرة: "ما يزال هناك ما يبرر ميل القيمة" في الأسهم، مؤكدين على المركز الثقيل لقطاعي الطاقة والسيارات، وأسهم إعادة الفتح، ومشيرين إلى "التقييمات الجذّابة للغاية وآفاق النمو القوية".
مع ذلك، يواجه عمالقة صناعة السيارات في أوروبا مخاطر تشمل افتتاح مصنع "تسلا" الألماني، وفقاً لـ"جيه بي مورغان آند تشيس". وكتب المحللون، بقيادة خوسيه أسوميندي، في مذكرة يوم الأربعاء: " يجب أن يُمكّن المزيج من عروض منتجات (تسلا) الموثوقة والتنافسية، والمنتجة محلياً في ألمانيا على بعد ساعات قليلة من المقر الرئيسي لمجموعة (فولكس واجن)، الشركة من الاستحواذ على حصة كبيرة من سوق المركبات الكهربائية في جميع أنحاء أوروبا".
خفّضت الشركة توقعاتها لنمو الحجم في القطاع لعام 2023 إلى 6% بدلاً من 8%، مستشهدة بوجهة نظر أكثر حذراً بشأن الطلب على الاستبدال وسط التحوّل إلى تكنولوجيا السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات.