انخفض سعر الين الياباني أمام الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في خمسة أعوام، مع ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية بسبب التفاؤل بمعدل نمو الاقتصاد العالمي الذي أضعف في الوقت نفسه جاذبية الأصول التي تعتبر ملاذاً آمناً.
هبط سعر العملة اليابانية أمام الدولار بنسبة بلغت 0.4% إلى 115.82 اليوم الثلاثاء، مسجلاً أدنى مستوى منذ يناير 2017، والذي جاء بعد انخفاض الين بنسبة 10% خلال العام الماضي، في أكبر هبوط سنوي له منذ سبع سنوات.
بحسب ديفيد فورستر، محلل استراتيجي أول لأسواق النقد الأجنبي لدى بنك "كريديه أغريكول سي آي بي" في هونغ كونغ؛ فإنَّ تحول الاقتصاد العالمي وعودته إلى طبيعته في عام 2022 سيدفع عدداً كبيراً من البنوك المركزية إلى إعادة السياسة النقدية إلى طبيعتها، بما فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما سيضغط على قيمة الين، مضيفاً: "نحن نتوقَّع أن يصل سعر الدولار إلى 118 يناً بحلول منتصف 2022".
صناديق التحوط تخفض رهاناتها على هبوط الين بأكبر نسبة منذ انتشار كورونا
تباين السياسات النقدية
باع المستثمرون الين وسط صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية، والرهان على ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
أوصت صناديق مختلفة، من "مورغان ستانلي" إلى "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت"، ببيع العملة اليابانية مقابل الدولار مع زيادة التباين في السياسة النقدية بين تشدد "الاحتياطي الفيدرالي"، وتيسير "بنك اليابان".
ارتفعت عوائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات بمقدار 12 نقطة أساس أمس الإثنين، وأغلقت على 1.63%.
المتشائمون بأداء الين
يتوقَّع محللون آخرون أيضاً أن تعاني العملة اليابانية مزيداً من الخسائر مع دراسة البنوك المركزية المناظرة لـ"بنك اليابان" زيادة أسعار الفائدة لمواجهة الضغوط التضخمية.
يقول بنك "ميزهو" (Bank Mizuho)، إنَّ الين قد يتدهور حتى يصل سعره 119 أمام الدولار بحلول الربع الأخير من العام، كما يتوقَّع كل من بنك "بي إن بي باريبا"، و "كوميرزبنك" أن تلامس العملة اليابانية مستوى 118 يناً أمام الدولار خلال الفترة نفسها، وفقاً لبيانات "بلومبرغ".
قال هيرويوكي ماشيدا، مدير الصرف الأجنبي لليابان ومبيعات السلع لدى مجموعة "أستراليا آند نيوزيلاندا بانكينغ غروب" في طوكيو: "في ضوء ارتفاع أسعار الأسهم وعوائد السندات في نفس الوقت؛ يبدو أنَّ سعر الدولار أمام الين حالياً مازال منخفضاً".