يتفشى القلق من سلالة "أوميكرون"، إذ اتسمت جلسة تداول اليوم الاثنين في آسيا بتجنب واضح المخاطر، فقد هبطت مؤشرات العقود الآجلة الأمريكية، وصعدت سندات الخزانة، وانزلقت العملات الحساسة للمخاطر، في الوقت الذي تثير فيه الإغلاقات الجديدة لاحتواء المتحول الجديد قلق المستثمرين.
أدى رفض السيناتور، جو مانشين، لحزمة الإنفاق الأمريكية التي تُعَدّ قلب الأجندة الاقتصادية للرئيس جو بايدن، إلى إضافة مزيد من الوقود للنيران مع ضعف سيولة السوق واقتراب عيد الميلاد.
قال وال واي هو ليونغ، استراتيجي في "موديولار أسيت مانجمنت" (Modular Asset Management) بسنغافورة: "إن ذلك نتيجة لـ(أوميكرون) خلال احتفالات الأعياد، بجانب رفض مانشين.. لكن الأهم من كل ذلك هو نقص السيولة في جميع الأسواق".
وتراجعت عقود مارس على مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.1% في الساعة 1:55 مساء بتوقيت طوكيو نتيجة تخلص المستثمرين من الأصول الحساسة للمخاطر، فيما ارتفع سعر السندات، إذ تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بثلاث نقاط أساس إلى 1.37%.
ارتفع الين، الملاذ الآمن، أمام كل عملة من عملات مجموعة العشر، وصعد الذهب.
وهبطت الأسهم الآسيوية بجانب العقود الآجلة الأمريكية، وتراجعت المؤشرات المعيارية في اليابان وهونغ كونغ وأستراليا، وانخفض مؤشر "إم إس سي آي" لآسيا والمحيط الهادي بنسبة 1.7% إلى أدنى مستوى في 13 شهراً.
الملاذات الآمنة
يبدو أن التدافع نحو الملاذات الآمنة أمامه مجال للاستمرار.
أصبحت صناديق التحوط أقل تشاؤماً بشأن الين في تسعة أشهر، وتوقعت ذراع "جيه بي مورغان" لإدارة الأصول ارتفاع الطلب على العملة مع الاقتراب من نهاية العام إذا تفاقمت المخاوف من الفيروس.
وخفض "غولدمان ساكس" توقعاته لمعدل نمو الاقتصادي الأمريكي في أعقاب خطوة مانشين ضد برنامج حكومة بايدن للإنفاق والضرائب بقيمة تريليونَي دولار تقريباً، وقلص "غولدمان" توقعات الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الأول إلى 2% من 3% سابقاً.
كما أن خلفية التقليص التدريجي للمحفزات النقدية في الاقتصادات الرئيسية تزيد مشكلات أصول الدول النامية.
يقول وين ثين، المدير العالمي لاستراتيجية العملات في "براون براذرز هاريمان أند كو"، إن التخلص من السياسة النقدية الميسرة من قِبل عديد من البنوك المركزية الرئيسية "ستضرب الأسواق الناشئة بقوة"، بجانب الأصول الخطيرة الأخرى التي تعتمد على السيولة الوفيرة، وأضاف: "ستظل الأسواق الناشئة على الأرجح تحت ضغط مع دخولنا أكثر في 2022".
تراجع جميع عملات الأسواق النامية، باستثناء اليوان، أمام الدولار خلال الأشهر الستة الماضية، وفي الأسهم هبط مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة بأكثر من 7% العام الجاري، فيما صعد مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية بنسبة تزيد على 16%.
ويوم الجمعة، واصل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تراجعه الأسبوعي في جلسة اتسمت بأحجام تداولات هائلة، ومع اقتراب العطلات سريعاً كان يمكن أن يكون آخر يوم تداول في 2021 بسيولة كافية تسمح للمستثمرين بالدخول في تداولات كبيرة أو الخروج منها.
وكتب كريس ويستون، مدير الأبحاث في "بيبرستون فاينانشال" (Pepperstone Financial Pty Ltd)، في مذكرة للعملاء: "إذا لم نشهد تحولاً في هذه التدفقات فقد نكون حينها تحت رحمة إغلاق المراكز الاستثمارية بدلاً من ملاحقتها، وسيسحب المشترون بعض السيولة من السوق قبل انتهاء العام".