هل تحتاج إلى المزيد من الأدلة على أن هذا هو العام الذي أصبحت فيه الأصول الرقمية سائدة؟ إليك هذه الحقيقة: ضخت صناديق رأس المال المغامر حوالي 30 مليار دولار في العملات المشفرة، أي أكثر مما تم ضخه خلال جميع السنوات السابقة مجتمعة في تكنولوجيا عمرها بالكاد تجاوز عشر سنوات.
يبلغ هذا حوالي أربعة أضعاف قمتها السابقة البالغة قرابة 8 مليارات دولار في 2018، وهو العام الذي جاء بعد أن حققت "بتكوين" مكاسب تجاوزت 1,300%، وفقاً لبيانات جمعتها شركة "بيتشبوك داتا".
"لقد تجاوز الأمر وجود مجرد ذهب رقمي. لقد أصبح هناك خدمات مالية، وفنون وألعاب كفئة فرعية من الرموز غير القابلة للاستبدال، و"ويب 3"، ووسائل التواصل الاجتماعي اللامركزية، واللعب من أجل الربح،و كل ذلك جعل المستثمرين يعتقدون أنهم مقصرين في الاستثمار فيها''، بحسب قول سبنسر بوغارت، الشريك العام في "بلوك تشين كابيتال" ومقرها في سان فرانسيسكو، وهي واحدة من أكبر الشركات التي تستثمر في الصناعة بعد تمويلها لأكثر من 120 شركة منذ إنشائها في 2013.
تراهن الشركات الراسخة الأخرى، على غرار "كوين بيس فينتشرز" (Coinbase Ventures) ومجموعة "ديجيتال كرنسي" (Digital Currency) و"بولي تشين كابيتال" (Polychain Capital)، على النقلة الكبيرة التالية في عالم التشفير، وهي "كل أنواع المشاريع التجريبية" التي ضمنت التمويل، وهي عبارة عن تطبيق وسائط اجتماعية يحول المشاهير إلى رموز، أي رموز غير قابلة للاستبدال "للعب من أجل الربح" مستوحاة من إيلون ماسك أو مجموعة تتكون من قائمة من الكلمات.
ووفقاً لروب لو المحلل في "بيتش بوك" "سيمول المستثمرون أي شيء وكل شيء".
دبي تعتمد تحويل المركز التجاري العالمي كمنطقة لتنظيم الأصول المشفرة
كشف الإنبثاق المفاجئ لما كان يُعتبر في السابق قطاعات متخصصة، مثل الرموز غير القابلة للاستبدال، للمستثمرين ما يفوتهم، وفقاً لسبنسر بوغارت، الذي يشير إلى أن "أوبن سي" (OpenSea) سوق الرموز عبر الإنترنت، التي كانت غامضة في السابق، أصبحت تُقارن بموقع التجارة الإلكترونية "إتسي" (Etsy).
جولات التمويل
تتضمن المليارات الثلاثين التي تم جمعها جولات التمويل التي أنجزتها شركات مثل "روبن هود ماركتس" و"ريفولوت"، وهي شركات تكنولوجيا مالية لتوليد الإيرادات بالكاد تتعامل بالعملات المشفرة. لكن عندما نتفحص تعاملات رأس المال المغامر في الولايات المتحدة، نجد أن العام الحالي شهد صفقات ضخمة بحوالي 7.2 مليار دولار، أي أربعة أضعاف الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2018، وفقاً لبيانات "بيتش بوك" (PitchBook).
- أتمت بورصة مشتقات العملات المشفرة "إف تي كس" (FTX) جولة تمويل بقيمة مليار دولار من الفئة (B) في يوليو، والتي دفعت بتقييمها إلى 18 مليار دولار.
- جمعت مجموعة "كوستوديان نيويورك ديجيتال إنفستمنت" (Custodian New York Digital Investment) مليار دولار في منتصف ديسمبر، بتقييم يزيد عن 7 مليارات دولار.
- أتمت "فورت" (Forte)، وهي شركة تقدم أدوات تكامل "سلاسل الكتل" لناشري الألعاب، جولة تمويل بقيمة 725 مليون دولار في نوفمبر.
- جمعت "دابر لابز" (Dapper Labs)، منصة تداول الرموز غير القابلة للاستبدال التي تقف وراء "كريبتو كيتيز" (CryptoKitties)، 350 مليون دولار في مارس من مستثمرين، من بينهم أسطورة كرة السلة مايكل جوردان، ما دفع تقييمها إلى 2.5 مليار دولار.
- أتمت مزودة البنية التحتية للمدفوعات المشفرة "مون باي" (MoonPay) جولة تمويل بقيمة 555 مليون دولار في أواخر نوفمبر، مما زاد من تقييمها إلى 3.4 مليار دولار.
- جمعت "سكاي مافيس" (Sky Mavis)، مطورة "أكسي إنفينيتي" (Axie Infinity)، أكثر من 150 مليون دولار بتقييم 3 مليارات دولار في أكتوبر للعبة على الإنترنت قائمة على العملات المشفرة.
مشاريع أخرى
المنظمات اللامركزية والرموز غير القابلة للاستبدال
مشروع "لوت" (Loot)، وهو عبارة عن مجموعة من 8000 رمز غير قابل للاستبدال في شكل ملف نصي يتكون من عبارات تصور "معدات مغامر عشوائي" مثل "سيف قصير" أو "رداء الثعلب الإلهي". أطلق دوم هوفمان الشريك المؤسس في شركة "فاين" (Vine) المشروع في أغسطس. والمستثمرون هم من الأفراد الذين يملكون آلافاً من الرموز غير القابلة للاستبدال لمحافظ "لوت" والذين كان بينهم في البداية جون كول من "غالاكسي ديجيتال".
وسائل التواصل الاجتماعي اللامركزية
تعد "بيت كلوت" (BitClout) شبكة اجتماعية للعملات المشفرة تعمل على تحويل المشاهير والمؤثرين مثل كيم كارداشيان أو إيلون ماسك إلى رموز مميزة، حيث تمثل قيمة رموزهم المميزة مدى شعبيتهم على الموقع. أطلقت "دايموند هاندز" (Diamondhands) المشروع في مارس، وتم الكشف لاحقاً على أنه نادر الناجي (مهندس شبكات التواصل الاجتماعي غير المركزية)، ومن بين المستثمرين أندريسن هورويتز، وشركة "سوشال كابيتال" (Social Capital) ومؤسسها شاماث بالهابيتيا.
البلوك تشين والألعاب
تعد "سبيس واي 2025" (SpaceY2025) لعبة رموز غير قابلة للاستبدال، بغرض اللعب من أجل الربح. وهي مبنية على فكرة استعمار المريخ والدفاع عنه، ومستوحاة من مهمة إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إلى الكوكب. أُطلق الإصدار الأول من اللعبة التي صممتها "بلوك فيش" (Blockfish) في يوليو. ويشمل المستثمرون فيها صندوق "درابر دراغو" (Draper Drago) لرأس المال المغامر العابر للحدود.