انكمش سوق السيارات الأوروبي للشهر الخامس على التوالي. ويعكس الانخفاض القياسي في تسجيلات المركبات بشهر نوفمبر مدى بطء عودة الصناعة من أزمة العرض العميقة.
انخفضت مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 17% في نوفمبر لتصل إلى 864,119 سيارة في أسوأ أداء لهذا الشهر، منذ بدأ اتحاد مصنعي السيارات الأوروبي تتبع الأرقام في عام 1993.
وارتفعت التسجيلات حالياً بنسبة 0.8% فقط مقارنة مع الـ11 شهراً الأولى من العام الماضي.
تسليمات أسرع
في المقابل تحسنت عمليات التسليم في نوفمبر مقارنة بشهر أكتوبر، وكان الانخفاض السنوي أقل حدة من أي من الشهور الأربعة السابقة.
وتؤيد هذه الإحصائيات وجهة نظر شركات صناعة السيارات بما في ذلك "فولكس واغن" التي توقعت بعض التحسن في إمدادات أشباه الموصلات خلال الربع الرابع.
وفي تقرير بوقتٍ سابق من هذا الشهر، كتب توم نارايان، محلل السيارات لدى "آر بي سي كابيتال ماركيتس": "سنبقى حذرين لأن التعافي المحتمل ما يزال في بداياته ويمكن أن يكون لدينا المزيد من التأثيرات المرتبطة بمتحوِّر (أوميكرون) الفيروسي الجديد.".
في الوقت نفسه، قال مايكل دين، المحلل لدى "بلومبرغ إنتيليجنس"، في مذكرته إن تسجيلات السيارات يجب أن تتحسن في الربع الأول نتيجة لتقلُّص العرض.
ويستمر تسارع مبيعات السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات تزامناً مع سعي شركات تصنيع السيارات نحو تحقيق أهداف أقل للانبعاثات الكربونية.
ينطبق هذا على ألمانيا، أكبر سوق أوروبي للسيارات، والتي شهدت انخفاضاً نسبته 32% في إجمالي المبيعات مقابل قفزة نسبتها 25% في عمليات تسليم السيارات الكهربائية. ارتفعت الحصة السوقية للمركبات الكهربائية في ألمانيا وبريطانيا إلى 20% و19% على التوالي.
أزمة الرقائق
بعد التحذير من احتمالية استمرار نقص أشباه الموصلات لسنوات، بدأ مُصنّعو السيارات في تغيير إستراتيجياتهم الشرائية.
ففي وقتٍ سابق من هذا الشهر، وقعت شركة "ستيلانتيس" صفقة مع "هون هاي تكنولوجي"، مالكة "فوكس كون"، لتغطية أكثر من 80% من احتياجاتها من الرقائق.
وقال الرئيس التنفيذي، كارلوس تافاريس، إنه ما تزال رؤية صانعي السيارات الخاصة بالإمدادات ضبابية خلال العامين المقبلين.
وفي نفس الأسبوع، وافقت "بي إم دبليو" على صفقة طويلة الأجل لتأمين "عدة ملايين" من أشباه الموصلات سنوياً لأنظمة الإضاءة داخل السيارة.
كما قالت شركة الاستشارات، "رولاند بيرغير"، هذا الأسبوع إنه يتعين على الصناعة الاستعداد لاستمرار النقص إلى ما بعد العام 2022، لأن صانعي الرقائق لا يستثمرون في إمدادات إضافية لصنع أشباه الموصلات القديمة المستخدمة عادة في طرازات السيارات الحالية.
تمكنت شركات صناعة السيارات من تخفيف الضربة التي تلقتها عن طريق إعطاء الأولوية لإنتاج أكثر الطرازات ربحية لديها ورفع الأسعار.
وأدت ندرة المخزون كذلك إلى زيادة قيم المركبات المستعملة وساعدت في دعم الإدارات المالية لشركات السيارات.