قال محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة "ألاينز" (Allianz)، إنَّ الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى التحرك بسرعة لاستعادة السيطرة على مسار التضخم، مستنكراً التأكيد السابق الذي أطلقه الرئيس جيروم باول بأنَّ ارتفاعات الأسعار قصيرة الأجل.
وأضاف "العريان" في برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس"، اليوم الأحد: "لعل توصيف التضخم بأنَّه أمر مؤقت، أسوأ دعوة إلى التضخم في تاريخ الاحتياطي الفيدرالي".
وتابع: "سينتج عن ذلك احتمال كبير لوقوع خطأ في السياسة. لذلك يجب على الاحتياطي الفيدرالي وبسرعة، واعتباراً من هذا الأسبوع، استعادة السيطرة على مسار التضخم، واستعادة مصداقيته. وإلا؛ فسيصبح محركاً لتوقُّعات التضخم الأعلى التي تغذي نفسها بنفسها".
أكد "العريان" مراراً على أنَّ "الاحتياطي الفيدرالي" يقلل من مخاطر التضخم، فقد أدى التعافي الاقتصادي الأمريكي من صدمة الوباء العام الماضي إلى تسريع زيادات أسعار كل شيء من الطاقة والغذاء إلى المواد الاستهلاكية.
وأوضح "العريان" أنَّه ما يزال باستطاعة
معالجة مشكلة التضخم إن كان صادقاً الآن بشأن الأخطاء السابقة. وجدد دعوته لصانعي السياسات إلى "تخفيف الضغط على دواسة السرعة" من خلال تقليل السيولة التي يضخها وخفض دعم سوق الإسكان".وقال، إنَّ عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى الحاجة إلى "اتخاذ إجراءات كبح مشددة" في غضون أشهر قليلة، مما قد يؤدي إلى دخول الاقتصاد في حالة ركود.
كان "الاحتياطي الفيدرالي" يشتري 80 مليار دولار من سندات الخزانة، و 40 مليار دولار من الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري كل شهر خلال الوباء، للمساعدة في تحفيز النشاط الاقتصادي الذي سُحق في الإغلاق الأولي والانتعاش غير المتكافئ اللاحق، لكنَّه في نوفمبر أعلن عن خطط لخفض ذلك بمقدار 15 مليار دولار في الشهر.
يرى الاقتصاديون أنَّ تقرير التضخم الأسبوع الماضي، والذي أظهر ارتفاع تكلفة المعيشة بأسرع وتيرة منذ حوالي 40 عاماً، بالإضافة إلى الأدلة الأخرى تعني أنَّ البنك المركزي سيعلن عن تسريع تلك الوتيرة في اجتماعه هذا الأسبوع، مع الإعداد لرفع أسعار الفائدة من قرب الصفر قريباً أيضاً.
وقال "العريان"، إنَّه لا يعتقد أنَّ الولايات المتحدة قد تجاوزت ذروة التضخم، وأنَّ وتيرة ارتفاع أسعار المستهلك ستبقى بالقرب من المستويات الحالية لبضعة أشهر.
يشغل "العريان" أيضاً منصب رئيس كلية كوينز في كامبريدج، ويساهم بالكتابة في "بلومبرغ".