نجحت جولة جديدة من زيادة عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل أمس الثلاثاء في تشجيع الطلب على أولى مزادات الأسبوع الحالي من إصدار الكوبونات الثلاثة – وهي سندات تستحق بعد ثلاثة أعوام سجلت أعلى سعر للفائدة فيما يقرب من عامين.
باعت وزارة الخزانة الأمريكية إصداراً بقيمة 54 مليار دولار من سندات تستحق بعد 3 سنوات بسعر فائدة بلغ 1%، في أعلى حصيلة لمزاد منذ فبراير من عام 2020.
قوة الطلب من جانب المستثمرين لم تترك للمتعاملين نصيباً إلا بنسبة 29.8% من السندات المطروحة، ورغم زيادة هذه النسبة عن الشهر الماضي، فهي من بين أقل الحصص التي تُترك للمتعاملين على مدى العقد الماضي.
في بداية المزاد، تراجع العائد الجاري على السندات أجل 3 سنوات بنسبة طفيفة إلى 0.95%، وبلغ أعلى مستوى له خلال جلسة المزاد 0.96% قبل البيع، بما يقل بمقدار نقطتي أساس عن أعلى مستوى للعائد في 2021، الذي سجل في 24 نوفمبر الماضي.
كان مزاد الكوبونات هو أول مزاد يعقد منذ تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة متشددة في الأسبوع الماضي.
توقعات التقشف
تعرض سوق السندات الذي يتسم بحساسية خاصة إزاء السياسة النقدية إلى ضغوط بسبب توقعات تبني الاحتياطي الفيدرالي سياسة تقشفية، مع توقع أن تبدأ زيادة أسعار الفائدة بحلول منتصف العام القادم.
مع انتظار إعلان تقرير بيانات التضخم عن شهر نوفمبر في نهاية الأسبوع الحالي، واجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في الأسبوع القادم، مازالت عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل قرب أعلى مستوى لها في هذا العام.
وكما ارتفعت عوائد السندات يوم الإثنين الماضي بما يتراوح بين 4 و10 نقاط أساس على امتداد منحنى العائد، صاحبت حركة العائد على سندات الخزانة يوم الثلاثاء مكاسب سريعة في سوق الأسهم وقائمة مزدحمة من سندات الشركات الجديدة.
في ذروة صعودها.. صناديق التحوط تراهن على هبوط سندات الخزانة الأمريكية
سندات طويلة الأجل
تستكمل مزادات السندات أجل 10 سنوات و30 سنة خلال اليومين المقبلين جدول عرض كوبونات الخزانة هذا الأسبوع.
وفي حين كان مزاد السندات أجل 30 سنة في الشهر الماضي أسوأ من مزاد السندات أجل 3 سنوات – بعدم تحقيق القيمة المستهدفة بأوسع فارق منذ عدة سنوات – فإن اتجاه منحنى العائد نحو الاستقامة يدعم حركة المزاد في الوقت الحالي، إذ تسارع هذا الاتجاه بعد تحول سياسة الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع الماضي.
كان العائد على سندات استحقاق 30 عاماً أعلى بأقل من نقطة أساس واحدة عند 1.78%، وكان الفارق بينه وبين عائد سندات 5 سنوات حوالي 53.5 نقطة أساس بعد أن لامس مستوى 51.5 نقطة أساس، وهو رقم قياسي منخفض خلال العام الحالي.
وصل العائد على السندات طويلة الأجل إلى أدنى مستوى له في العام الحالي خلال الأسبوع الماضي، مع بداية استبدال مخاوف التضخم بقلق يتعلق بتأثير رفع أسعار الفائدة على نمو الاقتصاد.
وقال محللون استراتيجيون إن أحد أسباب انخفاض العائد أيضاً هو طلب المؤسسات على سندات طويلة الأجل بعد فترة من زيادة مكاسب الأسهم الأمريكية.
