تراجعت أسهم التكنولوجيا الصينية يوم الإثنين ليغلق المؤشر الرئيسي عند أدنى مستوى منذ إطلاقه العام الماضي، نتيجة تزايد المخاوف حول مقدار الألم الذي قد تكون بكين مستعدة للتسبب به على القطاع.
أغلق مؤشر "هانغ سينغ" للتكنولوجيا منخفضاً بـ 3.3%، مسجلاً أكبر تراجع في شهرين تقريباً، إلى أدنى مستوى له منذ إطلاقه في يوليو 2020، وكانت أسهم مجموعة "علي بابا" و"جي دي دوت كوم" أكبر الخاسرين، حيث تراجع كل منهما بنسبة 4.9% على الأقل، كما يتم تداول أسهم الشركتين أيضاً في الولايات المتحدة.
ويأتي التراجع بعد هبوط مؤشر "ناسداك غولدن دراغون" للأسهم الصينية بنسبة 9.1% يوم الجمعة، مسجلاً أكبر انخفاض منذ 2008، بسبب المخاوف من أن يضع شطب "ديدي غلوبال" ضغوطاً على باقي الشركات الصينية لتحذو حذوها.
توقع كاستور بانغ، مدير الأبحاث في "كور باسيفيك يامايتشي" (Core Pacific Yamaichi)، استمرار موجة البيع في الأسهم ذات الإدراج المزدوج في هونغ كونغ والولايات المتحدة بالنظر إلى التدقيق التنظيمي الأمريكي، وأضاف: "قد يكون الأمر مرهقاً بالنسبة للشركات أن تقدم سجلات محاسبية للحكومة الأمريكية".
وعزز المنظمون الأمريكيون الأسبوع الماضي جهودهم لشطب الشركات الصينية من البورصات الأمريكية لعدم امتثالها لمتطلبات الإفصاح التي تفرضها واشنطن، ويمكن أن يؤدي شطب الأسهم من سوق الأسهم الأمريكية إلى زيادة تكلفة رأس المال على الشركات الصينية وتقليل عدد المستثمرين.
وخفض البنك المركزي الصيني مساء الإثنين قدر السيولة التي يجب أن تحتفظ به معظم البنوك كاحتياطي لتعزيز الاقتصاد البطيء، وهي خطوة قال بنك "يو أو بي كاي هيان" (UOB Kay Hian) إنها لن تقدم الكثير لرفع المعنويات في أسهم هونغ كونغ، حيث يشعر المستثمرون بقلق أكبر بشأن المخاطر التنظيمية.
غضب المستثمرين
أدى قرار انسحاب "ديدي" من بورصة نيويورك بعد خمسة أشهر فقط من ظهورها الأول إلى زيادة قلق المستثمرين بشأن وضع إدراج شركات البر الرئيسي في الولايات المتحدة، بعد أن شددت بكين قبضتها على القطاع الخاص الغني بالبيانات. وقالت "بلومبرغ" الأسبوع الماضي إن الصين تخطط لفرض المزيد من القيود على الشركات التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام في أسواق الأسهم الأجنبية.
أدت الضغوط من المنظمين الأمريكيين والصينيين إلى تضرر المعنويات حول أسهم التكنولوجيا بعد موسم أرباح مخيب للآمال، فقد مؤشر "هانغ سينغ" للتكنولوجيا حوالي 48% تقريباً من ذروة فبراير، ما قضى على حوالي 1.5 تريليون دولار من القيمة السوقية المجمعة لأعضائه.
قالت سيلينا سيا، رئيس أبحاث الأسهم الصينية الكبرى في "كريدي سويس برايفت بانكينغ"، لتلفزيون "بلومبرغ": "لا يزال القلق من السياسات هو السمة الرئيسية.. وهذا يؤثر سلباً على التقييمات".
وتتداول أسهم "علي بابا" بمقدار 14 ضعف أرباحها المتوقعة لمدة 12 شهراً في هونغ كونغ، بانخفاض عن مستوى الذروة البالغ 30 مرة في أغسطس من العام الماضي، بينما هبط تقييم موقع "تريب دوت كوم" أيضاً إلى النصف إلى 24 مرة خلال الأشهر السبعة الماضية.
يمتلك المستثمرون المؤسسيون الأمريكيون حوالي 700 مليار دولار من الأسهم الصينية من الفئة "A" و"H" وشهادات الإيداع الأمريكية، وكتب محللو "غولدمان ساكس"، بمن فيهم كينغز لاو، في مذكرة يوم الاثنين أن الصناديق المشتركة الأمريكية ستحتاج ما يصل إلى شهرين لتصفية حيازاتها من الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة أو هونغ كونغ.
قدمت السوق الأمريكية مضاعفات تقييم أعلى من هونغ كونغ للشركات الصينية الساعية إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام، وذلك بفضل السيولة وتكوين المستثمرين، وفقاً للمذكرة.
هبط مؤشر هونغ كونغ، "هانغ سينغ"، بنسبة 1.8% إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر 2020، وفي نفس الوقت، تخلى مؤشر "سي إس أي 300" الصيني عن مكاسبه السابقة ليغلق منخفضاً بنسبة 0.2% في أول تراجع له في 4 جلسات.