رفع مسؤولو مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة دعوى قضائية لعرقلة صفقة شركة تصنيع الرقائق، "إنفيديا"، المقترحة للاستحواذ على "آرم" بمبلغ 40 مليار دولار، وقالوا إنها ستعيق الابتكار في أشباه الموصلات وستقوِّض منافسي "إنفيديا".
قالت لجنة التجارة الفيدرالية في بيان أمس الخميس، إن عملية الاستحواذ ستمنح "إنفيديا" نفوذاً واسعاً على السوق من خلال منحها السيطرة على تصميمات الرقائق المستخدمة من قبل أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بما في ذلك صناع الهواتف الذكية ومعدات المصانع والسيارات.
تحقيقات أمنية بريطانية في صفقة استحواذ "إنفيديا" على صانعة الرقائق "آرم"
وقالت هولي فيدوفا، مديرة مكتب المنافسة التابع للجنة التجارة الفيدرالية، في البيان: "سترفع لجنة التجارة الفيدرالية دعوى لعرقلة أكبر اندماج في التاريخ لرقائق أشباه الموصلات، ومنع تكتل الرقائق من خنق مصادر الابتكار للتقنيات من الجيل التالي".
تضارب المصالح التجارية
تُعرف شركة "آرم"، المملوكة لمجموعة "سوفت بنك"، باسم "سويسرا صناعة أشباه الموصلات"، وتقوم بمنح تراخيص تقنيتها لمئات الشركات دون التنافس مع أي منها.
ويعتبر جميع صانعي الرقائق الرئيسيين عملاء لـ"آرم"، ويقوم العديد من هذه الشركات، بما في ذلك "كوالكوم" و"إنتل" و"أدفانسد مايكرو ديفايسيز"، ببيع الرقائق التي تتنافس مباشرة مع منتجات "إنفيديا".
جعل هذا الانتشار ملكية "آرم" قضية مثيرة للجدل، لأنه قد ينقل الميزة التي تتمتع بها إلى مالك جديد سيكون صانع الرقائق "إنفيديا" إذا قام بالاستحواذ عليها.
وتحت قيادة الرئيس التنفيذي والمؤسس، جينسين هوانغ، أصبحت "إنفيديا" صانعة أشباه الموصلات الأكثر قيمة في العالم، بعد أن أدى شراء المستثمرين للسهم إلى دعم توسعه في أسواق جديدة خارج رقائق الرسومات.
"سوفت بنك" تُجري محادثات لاقتراض 7.5 مليار دولار بضمان عائد صفقة "آرم"
ارتفاع الأسهم
احتفظت "إنفيديا"، ومقرها سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، بمعظم مكاسبها في اليوم التالي لانتشار الأخبار وأغلقت بنسبة 2.2% عند 321.26 دولاراً في نيويورك.
أدى ذلك إلى رفع السهم بنسبة 146% هذا العام، وبالتالي صعود مستويات الارتفاع السابقة لمؤشرات الولايات المتحدة الواسعة، وجعل المعاملات القائمة على الأسهم أكثر جاذبية لـ"سوفت بنك".
قالت "إنفيديا" في بيان، إن الاستحواذ على "آرم" سيفيد الصناعة ويعزز المنافسة.
وأضافت: "ستستثمر (إنفيديا) في وحدة البحث والتطوير بشركة (آرم)، وتسريع خرائط الطريق، وتوسيع عروضها بطريقة تعزز المنافسة، وخلق المزيد من الفرص لجميع حاملي تراخيص (آرم)، وتوسع منظومة عملها".
وافقت "إنفيديا" على شراء "آرم" من "سوفت بنك" في شهر سبتمبر من عام 2020 مقابل حوالي 40 مليار دولار، مسجلة بذلك رقماً قياسياً لصفقة استحواذ في صناعة الرقائق، وأدت الزيادة في قيمة سهم "إنفيديا"،المكوِّن الرئيسي لسعر البيع، إلى ارتفاع قيمة الصفقة.
استحواذ "إنفيديا" على "آرم" مقابل 40 مليار دولار يترقب التحقيق
تعزيز صناعة الرقائق
تأتي الشكوى في الوقت الذي تناقش فيه إدارة بايدن وأعضاء الكونغرس طرق تعزيز إنتاج أشباه الموصلات، وسط نقص عالمي، وجعل الولايات المتحدة أكثر قدرة على المنافسة مع الصين.
فقدت الولايات المتحدة، التي لا تزال تقود العالم في تصميم الرقائق، حصة كبيرة من قدرة تصنيع الرقائق العالمية خلال الثلاثين عاماً الماضية، حيث انخفضت إلى 12% من 37% في عام 1990، وفقاً لجمعية صناعة أشباه الموصلات.
تعتبر شركة "كوالكوم" واحدة من الشركات التي أثارت مخاوف المنافسة بشأن صفقة "آرم" أيضاً تحت مراجعة الأمن القومي في بريطانيا التي تتخذ منها "آرم" مقراً لها.
وقالت "بلومبرغ إنتلجينس" في مذكرة بعد تقديم الشكوى، إن تواجه الصفقة من المرجح أن تواجه تحديات من سلطات التحقيق الأخرى، بما في ذلك المفوضية الأوروبية، وهيئة أسواق المال في بريطانيا، والمنظمون الصينيون.
تهيمن تقنية "آرم"على الهواتف الذكية، حيث يتم استخدامها من قبل كل من "أبل" و"سامسونغ"، إلى جانب "كوالكوم"، التي تعد رقائقها أساس معظم الطرز الرائدة في الصناعة.
حققت "آرم" أيضاً تقدماً في مجال الحوسبة، بما في ذلك معالجات سلسلة (إم) التابعة لـ"أبل"، ومراكز البيانات، كما أن تصميمات "أمازون" الداخلية تستخدم تكنولوجيا "آرم" في رقائق الخادم.
صنعت "إنفيديا" اسماً لها في قطاع رقائق الرسومات لأنظمة الألعاب، ودخلت في عالم المعالجات التي تُشغِّل الخوادم.
دفعت المبيعات المزدهرة القيمة السوقية للشركة إلى ما يزيد على 800 مليار دولار، مما يجعلها صانع الرقائق الأكثر ثراءً في العالم.