يُجري المالكون الجدد لشركة "جيت إيروايز إنديا" -التي أعلنت إفلاسها من قبل- محادثات مع شركتي "بوينغ" و"إيرباص"، لشراء ما لا يقل عن 100 طائرة ضيقة البدن (ذات ممر واحد) لأسطولها، وذلك في محاولة لاستعادة قوة الشركة التي كانت أكبر خط طيران خاص في منطقة جنوب آسيا فيما مضى، قبل أن تنهار تحت وطأة أعباء الديون المتراكمة.
يخطط الفائزان بمزاد بيع "جت إيروايز" ضمن عملية تسوية الإفلاس التي أدارتها الدولة، وهما: موراري لال جالان، رجل أعمال هندي الأصل مقيم في دبي، وفلوريان فريتش، رئيس مجلس إدارة شركة "كالروك كابيتال مانجمنت" للاستشارات المالية وإدارة الأصول البديلة، ومقرها في لندن، لبدء الرحلات الجوية في الثلاثة أشهر الأولى من العام المقبل، حسبما أكده أنكيت جالان، ممثل الائتلاف، في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز".
في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، قال جالان، وهو ابن شقيق موراري لال، إن المجموعة ستستثمر حوالي 15 مليار روبية (ما يعادل 200 مليون دولار) عبر نافذتي حقوق الملكية والديون في شركة الطيران، وذلك على مدى الستة أشهر المقبلة، أي قبل نصف عام مما كان مقرراً في الأصل.
إنعاش الشركة
سيكون الإنعاش المحتمل لشركة "جت إيروايز"، الذي أجبر الدائنين على إجراء خصم من القيمة السوقية للأصل بنسبة 95٪، هو الأول بالنسبة لأي شركة طيران بموجب قوانين الإفلاس في الهند، وسيؤدي إلى زيادة المنافسة في أحد أسواق الطيران الأكثر شراسة في العالم.
أسس الشركة ناريش جويال، وهو وكيل تذاكر، تحوّل إلى رجل أعمال رائد فيما بعد، وكان ذلك عقب إنهاء الهند احتكار الدولة لقطاع الطيران في أوائل التسعينيات.
وأصبحت "جيت إيروايز" مشهورة بين المسافرين جواً كبديل جذاب لشركة "إير إنديا"، إذ وفرت لهم رحلات كاملة الخدمات إلى عدة مدن، بما في ذلك لندن وسنغافورة، قبل أن تقدم مجموعة من شركات الطيران منخفضة التكلفة أسعاراً رخيصة للرحلات الخالية من الخدمات المرفهة.
قال جالان، البالغ من العمر 37 عاماً، الذي يقود مشروع شركة الطيران المغامر التابع للائتلاف، متحدثاً من المكاتب القديمة لشركة "جيت إيرويز" الموجودة على حدود نيودلهي مباشرة، مساء أمس الأربعاء: "رد الفعل الذي شهدناه على عودة علامة (جيت إيرويز) التجارية كان هو الدافع بحد ذاته للعمل مجدداً".
وأضاف: "هذا هو بالضبط سبب عودة (جيت إيروايز)؛ لخدمة قاعدة العملاء المخلصين، وخدمة الأشخاص الذين يفتقدون الشركة".
سوق صعبة
ارتفعت أسهم شركة الطيران بحوالي 5.6٪ تقريباً، اليوم الخميس، في مومباي، وهي أكبر قفزة لها منذ أكثر من 3 أشهر.
تعاود "جيت إيروايز" - التي كان لديها ما يقرب من 21 ألف دائن، يسعون للحصول على مطالبات بحوالي 6 مليارات دولار، تحت مظلة عملية الإفلاس- الدخول إلى سوق مشهورة بصعوبتها.
أنهت "كينغ فيشر إيرلاينز"، التي أسسها فيجاي ماليا، عملاق صناعة البيرة، عملياتها في عام 2012، بعد فشلها في تسديد المديونيات المستحقة عليها للبنوك، والموظفين، والمؤجرين، والمطارات.
وانهارت شركة "سبيس جيت" بعد ذلك بعامين تقريباً، قبل أن يستعيد مؤسسوها السيطرة على زمام الأمور، وقيامهم بإنعاش الشركة.
أيضاً، أنشأت شركة الخطوط الجوية السنغافورية ومجموعة "إير إيشا" شركات تابعة في الهند، لكنها لا تحقق أي أرباح.
"إيرباص" ترفع مستهدف الأرباح في 2021 لتعزيز تميزها على "بوينغ"
خطط الأسطول
تبقى لدى "جيت إيرويز" حالياً أسطولاً مكوناً من 11 طائرة، بما في ذلك طائرات "بوينغ" من طرازي 737 و777، بالإضافة إلى طائرات "إيرباص" طراز "إيه 330"، لكن جالان قال إن هذه الطائرات قديمة في الغالب، وتحتاج إلى بيعها واستبدالها بطائرات أحدث وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
وقد تكلف صفقة شراء طائرات "737 ماكس"، الطراز الأكثر شعبية لدى "بوينغ"، أكثر من 12 مليار دولار، رغم أن الخصومات شائعة في الطلبيات الكبيرة.
أوضح ممثل الائتلاف أن الخيارات المتاحة لصفقة شراء الطائرات تشمل الشراء الفوري والتأجير على حد سواء.
بينما تنظر "إيرباص" في إمكانية التسليم المبكر المحتمل لطائراتها طراز "إيه 320 نيو" الأكثر رواجاً لديها، والتي شهدت بيع إنتاجها الكامل بالفعل لعدة سنوات، قد تعيد "بوينغ" طلبية قديمة مكونة من 225 طائرة لطائرة "ماكس 737"، كانت شركة "جيت إيروايز" قد اتفقت عليها قبل إعلان إفلاسها، حسبما أكده جالان.
ومن المتوقع صدور قرار في هذا الصدد بحلول أوائل الشهر المقبل.
قال جالان، في أول مقابلة للمالكين الجدد مع وسائل الإعلام بعد سيطرتهم على شركة الطيران: "سنتفق على صفقة تؤمن احتياجاتنا خلال السنوات الخمس إلى الست المقبلة على الأقل".
وأضاف: "تتمثل خطتنا في التحول إلى شركة +100 خلال خمس سنوات، بمعنى أن يكون أسطول طائراتنا أكثر من 100 طائرة. وهذه هي خطتنا. لذا، يجب أن تدعم الطلبية الجديدة ذلك الأمر".
"إياتا": خسائر شركات الطيران جرّاء كوفيد تتجاوز 200 مليار دولار
"مساحة كافية"
أشار جالان إلى أنه لا يزال لدى الهند "مساحة كافية" لاستيعاب المزيد من الطائرات، خاصة عند المقارنة مع الصين، التي تملك عدداً أكبر من الطائرات وعدداً مماثلاً من السكان، والولايات المتحدة، التي لديها 10 أضعاف عدد الطائرات مقارنة بالهند، رغم أن سكانها يبلغون الربع فقط.
وقال جالان، إن "جيت إيروايز" وظفت بالفعل معظم الإدارة العليا للشركة، وامتنع عن الخوض في التفاصيل قبل الإعلان الرسمي.
تعيش عائلة جالان -ذات الشهرة المحدودة بالهند- في دبي، ولديها أعمالاً تمتد بين قطاعات الرعاية الصحية، والعقارات، وحتى الطاقة المتجددة، وتتركز استثماراتها بشكلٍ أساسي في أوزبكستان ودبي وروسيا، حسبما قال ممثل الائتلاف، الذي تلقى تعليمه في كل من دبي والولايات المتحدة.
ويُطلق على موراري لال جالان صفة "هندي غير مقيم" منذ أكثر من ثلاثة عقود، مع وجود غالبية أعماله خارج الهند.
ستكون "جيت إيرويز 2.0" -كما أطلق عليها الملاك الجدد- شركة طيران كاملة الخدمات، مع توفير درجة رجال الأعمال في معظم الطائرات بمجرد انطلاق المشروع، كما ستوفر برنامج المسافر الدائم.
وقال جالان، إن شركة الطيران الجديدة ستستهدف سوق المسافرين لأغراض تجارية على وجه الخصوص، والتي كانت "جيت إيرويز" تهيمن عليها من قبل، كما ستحرص على وجود صلات لها في مدن المترو الرئيسية بما في ذلك نيودلهي ومومباي وبنغالور.
أضاف جالان: "نعمل على جميع الأشياء التي نحتاج إلى القيام بها لتشغيل شركة طيران، سواء كان هذا الشيء مختص بالبنية التحتية للتدريب، أو أنظمة تكنولوجيا المعلومات، أو خطة التسويق، وكل هذا يتم العمل عليه حالياً أثناء حديثنا، وكل هذه العناصر ستجتمع بشكلٍ جميل في الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة".
وقال: "هذه هي الطريقة التي نعمل بها منذ الآن، دون الانتظار للقيام بذلك في المستقبل".