يبدو أن إستراتيجية صفر كوفيد الصينية تثبت أنها نعمة لأسهمها مع ازدياد قلق الأسواق العالمية من سلالة "أوميكرون" من فيروس كورونا. لا يتجلى هذا بوضوح أكبر مما هو في أداء مؤشر تشينكست الذي يركز على النمو.
ارتفع المقياس الذي تهيمن عليه أسهم شركات التقنية والرعاية الصحية بما يصل إلى 1.6% الاثنين، حتى مع استمرار خسائر الأسهم الآسيوية بعد اضطراب الجمعة. قفزت أسهم مصادر الطاقة المتجددة واللقاحات في مؤشر تشينكست مع بحث المستثمرين عن رهانات آمنة. كما كانت الأسهم الصينية بشكل عام أكثر منعة وسط المخاوف من سلالة "أوميكرون"، حيث انخفض مؤشر "سي إس أي 300" (CSI 300) بأقل من 1% عن إغلاق الخميس، بينما فقد مؤشر مورغان ستانلي لأسواق رأس المال العالمية لآسيا والمحيط الهادئ أكثر من 2%.
قال كينجر لاو، المحلل الاستراتيجي لدى "غولدمان ساكس" في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "من منظور الاقتصاد الكلي الصيني واستمرار قيود كوفيد، أعتقد أنها في وضع أفضل للتعامل مع السلالات المتحولة الجديدة".
قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في افتتاحية الأحد إذا بدأت سلالة "أوميكرون" من فيروس كورونا موجة عدوى جديدة، ستكون الصين قادرة بشكل أفضل على منعها. حافظت الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم على نهج صفر كوفيد، واتخذت تدابيرَ غاية في الصرامة للحد من تفشي المرض مؤخراً، بما في ذلك إغلاق المدن، حتى مع تحول أطراف من أثقال هذه المقاربة نحو التعايش مع الفيروس كمرض مستمر الوجود.
أسهم مندفعة
واصل مؤشر تشي نيكست الاستفادة من طفرة شركة صناعة بطاريات السيارات الكهربائية "كونتيمبراري أمبيريكس تكنولوجيز" (Contemporary Amperex Technology)، التي تشكل أكثر من 20% منه. كان سهمها أكبر مساهم بمكاسب الاثنين أيضاً، حيث ارتفع بنسبة 4% بعد أنباء عن إضافته لمؤشر (CSI 300).
صعدت "صن غرو باور سبلاي" (Sungrow Power Supply) شركة تصنيع معدات الطاقة المتجددة وشركة "تشونغشينغ زيفي بيلوجيكال برودكتس" (Chongqing Zhifei Biological Products) التي تنتج لقاح كوفيد 19 بنسبة 6.4% على الأقل لتمثلا الدفعة الكبيرة الأخرى للمؤشر.
قال تشانغ غانغ، المحلل الاستراتيجي في شركة "سنترال تشاينا سيكيوريتيز" (Central China Securities) التي يقع مقرها في شنغهاي: "لدى أعضاء مؤشر تشينيكست عدد كبير من الشركات البيولوجية التي ارتفعت أسهمها بسبب المخاوف من كوفيد. إضافة إلى ذلك، فإن جميع الشركات التي كانت تستفيد من سياسات بكين الإيجابية في قطاعي الطاقة المتجددة والرعاية الصحية أعضاء في مؤشر تشينيكست".
كما حصل أداء المؤشر على دعم من خلال حقيقة أنه معزول بأمان عن التأثير المباشر لانخفاض أسعار العقارات في الصين، ولديه تعرض بسيط للبنوك أو المطورين أو الأسهم التقديرية للمستهلكين ذات الصلة، وهي المجموعة التي شهدت انخفاضاً حاداً وسط توقعات مبيعات باهتة.
انخفضت تقلبات مؤشر تشينيكست لثلاثين يوماً لأدنى مستوى لها منذ بداية 2018، وهو ما قال تشانغ إنه انعكاس لمعنويات "جيدة جداً".