ارتفعت أسعار الدولار الأمريكي، اليوم الثلاثاء، متجاوزة المستوى الرئيسي مقابل الين الياباني لأول مرة منذ عام 2017، فقد أدت إعادة ترشيح جيروم باول كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تعزيز الرهانات على أنَّ الولايات المتحدة قد تشدد سياستها النقدية بشكل أسرع، بحسب وكالة "بلومبرغ".
ارتفع الدولار-ين بنسبة 0.2% إلى 115.14 يناً للدولار الواحد، و قفزت عوائد سندات الخزانة بين عشية وضحاها ، مما أدى إلى توسيع الفجوة مع السندات الحكومية اليابانية.
قال الخبير الاستراتيجي في بنك الكومنولث الأسترالي، كيم موندي، لـ"بلومبرغ":
"ما زلنا نعتقد أنَّ الدولار-ين يجب أن يستمر أكثر من ذلك، ونتوقَّع أن يصل إلى 120.50 يناً للدولار بحلول ديسمبر 2022".
أضاف: "ستدعم فروق أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان بشكل متزايد تحركات العملتين، إذ يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد العام المقبل".
بقيادة باول أو برينارد.. "الاحتياطي الفيدرالي" سيعاني من المواءمة بين رفع الفائدة والتوظيف
استقرار واستقلال البنك المركزي
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء أمس الإثنين، عن إعادة ترشيح جيروم باول لفترة ثانية في منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، قائلاً إنَّه يريد استقرار واستقلال البنك المركزي.
وفي كلمة ألقاها في البيت الأبيض، أشار بايدن إلى قيادة باول الحاسمة والراسخة كعامل مهم في قراره إعادة ترشيحه، مشيراً إلى أنَّ هناك حاجة إلى الحفاظ على ثقة الشعب الأمريكي في مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
باول: التوقيت الحالي غير مناسب لرفع الفائدة ونرغب في تعافي سوق العمل
من حهتها، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، إنَّ مجلس الاحتياطي الاتحادي سيكون له دور مهم في الأجل الطويل لضمان ألا يصبح التضخم "مزمناً"، وفقاً لوكالة رويترز.
وفي مقابلة مع شبكة (سي إن بي سي)، أشارت يلين إلى أنَّ الأمر متروك للبنك المركزي الأمريكي لتقرير حجم الدعم النقدي الضروري، بالنظر إلى البطالة، ومدخرات الأسر، وعوامل أخرى.
اعترفت يلين أنَّ معظم الأمريكيين قلقون إزاء ارتفاع الأسعار، لكنَّها قالت، إنَّها
ما زالت تعتقد أنَّ معظم الزيادة ترجع إلى اختناقات في سلاسل الإمداد، وهي مرتبطة بالجائحة، وعبًرت عن الثقة بأنَّ القفزة في الأسعار ستنحسر.
قالت، إنَّ تغير المناخ يشكل عاملاً خطراً مهماً على المؤسسات المالية والاقتصاد الأمريكي.
تداعيات التضخم المرتفع
كان جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، ولايل برينارد عضو مجلس الاحتياطي، قد أقرا بالتأثير الضار للتضخم المرتفع في الاقتصاد والأسر الأمريكية، فيما قد تكون إشارة إلى أنَّ السيطرة على الوتيرة السريعة لزيادات الأسعار هي الآن الأولوية العليا للبنك المركزي الأمريكي.
في تعليقات مقتضبة عقب إعلان الرئيس جو بايدن ترشيح باول لفترة ثانية كرئيس لمجلس الاحتياطي، وترشيح برينارد لمنصب نائب رئيس مجلس الاحتياطي؛ أكد الاثنان إدراكهما لحجم الضرر الذي يسببه التضخم المرتفع.
قال باول في تعليقات أدلى بها بينما كان يقف إلى جانب بايدن وبرينارد: "نعلم أنَّ التضخم المرتفع يسبب معاناة للأسر، خصوصاً أولئك الأقل قدرة على تحمل ارتفاع تكاليف حاجات أساسية مثل: الغذاء، والإسكان، والمواصلات"، مضيفاً: "سنستخدم أدواتنا لدعم الاقتصاد، ودعم سوق عمل قوية، ومنع ارتفاع التضخم من أن يصبح مترسخاً".