انخفضت أسهم شركة المدفوعات الرقمية الهندية الناشئة "باي تي إم" (Paytm) مرة أخرى بعد أن هبط السهم بنسبة 27% في ظهوره الأول يوم الخميس الماضي، في أعقاب تسجيل رقم قياسي عند الطرح الأول للاكتتاب العام.
فقد سهم الشركة أكثر من 9% من قيمته اليوم الاثنين، لتتجاوز خسائره خلال يومين أكثر من 30%، قبل أن يسترد جانباً منها، ويغلق على انخفاض بنسبة 6% تقريباً.
اقرأ المزيد: "باي تي إم" للمدفوعات الرقمية تخطط لأكبر طرح عام أولي في الهند
جمعت شركة "وان 97 للاتصالات" (One 97 Communications)، وهي الشركة الأم لمنصة المدفوعات الرقمية "باي تي إم"، 2.5 مليار دولار عند الطرح الأولي للاكتتاب العام، وهي أعلى قيمة شهدتها الهند حتى الآن، غير أن الأداء الكارثي في أول تداول للسهم فجر موجة انتقادات بأن الشركة وبنوك الاستثمار بالغت في ترويج السهم عند الطرح.
اقرأ أيضاً: مديرة صندوق: الاستثمار في طرح "باي تي إم" الأكبر في الهند "رهان مرتفع الخطورة"
أصر مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي فيجاي شيكار شارما على التصريح باستمرار برغبته في أن يتجاوز طرح "باي تي إم" قيمة الطرح الأولي القياسي منذ فترة طويلة لأسهم شركة "كول إنديا" (Coal India) في عام 2010.
أسواق الهند كانت مغلقة يوم الجمعة في إجازة رسمية.
أعلنت شركة "باي تي إم" في نهاية الأسبوع بياناتها المالية عن شهر أكتوبر، التي تشمل الفترة الحرجة التي سبقت عطلة مهرجان ديفالي. ارتفع إجمالي قيمة المبيعات بنسبة 131% إلى 832 مليار روبية (11.2 مليار دولار) خلال الشهر. زاد توزيع القروض، الذي يراه المحللون شديد الأهمية في تحول "باي تي إم" إلى الربحية، بنسبة تجاوزت 400% إلى 6.27 مليار روبية.
ديفين تشوكسي، محلل استراتيجي لدى "كيه آر تشوكسي لإدارة الاستثمار" (KRChoksey Investment Managers) قال: "قد لا ينخفض سعر السهم بنسبة كبيرة، إذ أن 87% من الأسهم التي طرحت للاكتتاب قامت بشرائها مؤسسات استثمارية، وهي تستطيع دائماً أن تدعم سعر السهم".
طالع المزيد: الأكبر بالهند.. صندوق أبوظبي السيادي يستثمر في طرح "باي تي إم" العملاق
أسوأ البدايات
فقدت أكبر منصة للمدفوعات الرقمية في الهند أكثر من ربع قيمتها في أول أيام تداولها، فكانت واحدة من أسوأ البدايات لشركة تكنولوجية كبيرة تسببت في تبريد موجة صعود في بورصة كانت تعتبر بين أكثر بورصات العالم زخماً وجنوناً.
روج البعض لطرح الشركة الأولي للاكتتاب العام واعتبروه رمزاً لجاذبية البلاد باعتبارها مقصداً لرؤوس الأموال العالمية، خاصة بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن بدائل للأسواق الصينية.
أدارت طرح أسهم "باي تي إم" الأولي للاكتتاب العام بنوك بارزة، منها "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس غروب"، و"جيه بي مورغان تشيز" و"آي سي آي سي آي للأوراق المالية" (ICICI Securities) و"أكسيس كابيتال هولدينغز" (Axis Capital Holdings). جميعها إما أنها رفضت التعليق أو لم ترد على طلبات التعليق.
شكك الناقدون في فرص وتوقعات أداء "باي تي إم" في الأشهر الأخيرة. ففي حين ارتفعت المبيعات في نشاطها الأساسي من ذراع المدفوعات والخدمات المالية بنسبة 11% خلال السنة المنتهية في مارس الماضي، انخفض إجمالي الإيرادات بنسبة 10% وسط احتدام المنافسة، وفق إفصاح للشركة في يوليو الماضي.
طالع المزيد: موجة طروحات عامة أولية بـ8.8 مليار دولار تكتسح الهند مع صعود الشركات الناشئة
تقييم أولي ضعيف
حتى قبل أن يبدأ تداول أسهم الشركة، وجهت شركة "ماكواري كابيتال للأوراق المالية" بالهند (Macquarie Capital Securities (India)) صفعة إلى "باي تي إم" بأن منحت السهم تقييماً أولياً ضعيفاً وحددت له سعراً مستهدفاً عند 1200 روبية، بما يقل بنسبة 44% عن سعر الطرح الأولي.
كتب المحللان سوريش غاناباثي وبارام سوبرامنيان في مذكرة: "في ضوء نموذج أعمال شركة (باي تي إم) الذي يقوم على معدل حرق سريع للسيولة النقدية، مع عدم وجود مسار واضح نحو تحقيق الربحية، وارتفاع المخاطر التنظيمية التي تواجه النشاط، والتساؤلات التي تحيط بالتزامها بمعايير حوكمة الشركات، نعتقد أن تقييم الشركة مبالغ فيه عند أعلى نقطة في النطاق السعري التي تبلغ 2150 روبية للسهم".
دافع شارما، رئيس الشركة التنفيذي، عن فرص أدائها المستقبلية، وفق وسائل إعلام محلية، وقام بحشد الموظفين خلال لقاء مفتوح استمر أربع ساعات، وشجعهم على أن يتجاوزوا بنظرهم عن سقوط اليوم الأول.
في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" يوم الخميس الماضي قال شارما البالغ من العمر 43 عاماً، إن هذا الهبوط "ليس مؤشراً على قيمة شركتنا، ونحن ملتزمون بنجاحها في المدى الطويل، وسوف نتوجه إلى التركيز في عملنا والإنجاز".