تعتزم السلفادور إصدار أول سندات سيادية في العالم مقومة بعملة بتكوين"، بهدف بناء "مدينة بتكوين"، التي لن تفرض فيها ضرائب على الدخل أو الملكية العقارية أو الأرباح الرأسمالية، وفق ما أعلنه رئيس البلاد نجيب بوكيله أمام حشد من مشجعي بتكوين في مدينة ميزاتا الشاطئية.
قال سامسون ماو، كبير الاستراتيجيين لدى شركة "بلوك ستريم" (Blockstream)، إن السلفادور تخطط لإصدار سندات مقومة بالدولار الأمريكي المدعوم بالعملة المشفرة بقيمة مليار دولار تستحق بعد 10 سنوات لسداد 6.5% عبر "الشبكة السائلة".
نصف متحصلات ما يسمى "بسند البركان" سوف يتم تحويلها إلى بتكوين وسوف يستخدم النصف الآخر في البنية الأساسية وتعدين البتكوين باستخدام طاقة الأرض الحرارية، وفق تصريحات ماو الذي كان يشارك بوكيله منصة الحديث.
سوف تبدأ الحكومة في بيع البتكوين وسداد كوبونات إضافية للمستثمرين بعد خمس سنوات تمثل فترة عدم الاسترداد، كما أوضح ماو الذي أخطر "بلومبرغ نيوز" بمشروعه يوم الخميس الماضي.
تبين نماذج "بلوك ستريم" عند نهاية الأعوام العشرة التي تمثل مدة السند أن نسبة العائد السنوي ستبلغ 146% نتيجة الارتفاع المتوقع لقيمة البتكوين، إذ يتنبأ ماو بأن تبلغ قيمة بتكوين مليون دولار في غضون خمسة أعوام.
قال ماو إن فترة عدم السماح باسترداد قيمة السندات وضعت حتى يمكن سحب 500 مليون دولار في صورة عملة بتكوين من الأسواق وحجبها لمدة خمسة أعوام، بما يعزز ندرة العملة المشفرة ويرفع قيمتها.
سجلت عملة بتكوين رقماً قياسياً تاريخياً عندما تجاوزت قيمتها 68 ألف دولار للوحدة في أوائل شهر نوفمبر الجاري، ثم انخفضت بما يقرب من 20% في الأسابيع التالية.
كان بوكيله يستجيب أكثر من مرة، لانخفاض أسعار العملة المشفرة "بشراء الهبوط". وفي نهاية أكتوبر كانت البلاد تملك على الأقل 1100 وحدة بتكوين.
هذه الخطط ستجعل من السلفادور، وفقاً لماو، "المركز المالي للعالم، وسنغافورة أمريكا اللاتينية"، وأضاف أنه يتوقع أن تتبع دول أخرى نفس النموذج. "سوف تحظى الدول التي تفعل ذلك أولاً بميزة كبيرة، فهذه هي بداية حالة الخوف من ضياع الفرصة في بتكوين".
سوف يمنح المستثمرون أيضاً إقامة دائمة في المدينة، ويحصلون بسرعة على المواطنة، وفق تصريحات ماو أثناء وقوفه إلى جانب بوكيله.
ستقام "مدينة بتكوين" قرب بركان كونشاغوا الذي سيوفر الطاقة اللازمة للتعدين، كما قال بوكيله، مضيفاً أن إصدار سندات بتكوين سيبدأ في عام 2022.
أوضح أن الضريبة الوحيدة التي ستفرض في "مدينة بتكوين" هي ضريبة القيمة المضافة بنسبة 10% بهدف تمويل أعمال البناء والخدمات في المدينة.
في سبتمبر الماضي، أصبحت السلفادور أول دولة تقبل بتكوين عملة رسمية لها، في تحرك قوبل بالحماس والاحتجاج خلال الأشهر التالية.