يتوقع متداولو العملات الأجنبية شتاءً بارداً وعاصفاً على اليورو، فالأسواق تتوتر بشكل متزايد بشأن العملة الأوروبية الموحدة مع عودة ظهور الوباء، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتزايد مشكلات إمدادات الغاز.
تراجعت انعكاسات المخاطر في عملتَي اليورو والفرنك السويسري إلى ما دون التكافؤ في الأول من نوفمبر للمرة الأولى منذ عام تقريباً، بالتزامن مع قفزة في زوج اليورو/دولار لمدة شهر واحد، أظهرها نموذج "GARCH"، وهو عبارة تقنية النمذجة الإحصائية التي تساعد على التنبؤ بالتقلب المالي للأصول. وخلال الأسبوع الجاري انخفض هذا التقاطع إلى أدنى مستوى له في ست سنوات.
يبدو أن اختراق زوج اليورو/دولار للمستوى النفسي البالغ 1.15 في العاشر من نوفمبر تسبب بالفعل في إثارة الفزع في حسابات الخيارات. وبقي معدل دوران خيارات اليورو مرتفعاً منذ ذلك الحين، مدفوعاً بتقلبات أعلى وطلب قصير الأجل، إذ يكشف الزخم الهبوطي عن حواجز التداول.
بلغ متوسط حجم الخيارات اليومية 22.8 مليار يورو في الأسبوع الماضي، وفقاً لشركة "ديبوزيتوري ترست أند كليرينغ" (Depository Trust & Clearing). وتفوّق عدد الصفقات القائمة على المسحوبة بنسبة 4 إلى 3، وجرى حجز أكثر من 9 مليارات يورو من الخيارات الغريبة خلال ذلك الوقت. ساعد الطلب على رفع التقلبات في أسعار الأموال إلى أعلى مستوى في أشهر، وتحوّل لفترة وجيزة من الانحرافات المستمرة لمدة شهر إلى الاتجاه الأكثر هبوطاً لليورو منذ مايو.
بينما تنخفض التقلبات عادةً مع اقتراب العطلات، يرسم تقويم انتهاء صلاحية الخيارات القادمة وشكل منحنى العائد صورة مختلفة. ففي 24 نوفمبر ستنتهي صلاحية نحو 4.2 مليار يورو عند مستوى 1.1500، و1.6 مليار يورو من الخيارات الغريبة المحجوزة على "ديبوزيتوري ترست أند كليرينغ" (DTCC)، ما يجعله إلى حد بعيد أكبر يوم منفرد لانتهاء الصلاحية قبل نهاية العام.
وباستثناء 4.8 مليار يورو من العملات الغريبة التي تنتهي صلاحيتها بعد اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي في ديسمبر، توجد ندرة نسبية في فترات انتهاء الصلاحية.
ومع التحرر من قيود الخيارات، يمكن أن يستمر اليورو في التذبذب مع اقتراب اجتماعات سياسة البنك المركزي وسط ضعف السيولة. ستكون الانحرافات هبوطية عبر فترات زمنية، لذلك من المحتمل أن يؤدي أي تدهور إضافي في النقطة إلى ظهور تقلب ضمنيّ. في الوقت نفسه فإن العودة إلى أعلى من مستوى 1.15 ستغير توقعات التقلب بالكامل.
بالنظر إلى عام 2022، يبدو المتداولون متحمّسين لالتقاط مخاطر الانتخابات وتقلبات الأسعار، لا سيما الميل المتفائل المحتمل من جانب الاحتياطي الفيدرالي. وحتى قبل أن ينخفض اليورو إلى ما دون 1.15، كانوا يستغلّون الخيارات طويلة الأمد. وقد تحركت المؤشرات الضمنية للين واليورو لمدة عام نحو الأعلى منذ منتصف سبتمبر، في إشارة إلى أن نظام التقلب المنخفض بين العملات المحمولة يشهد تحولاً (في يوم الخميس لامست التقلبات الضمنية لمدة عام على الدولار الكندي أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر).
ملاحظة: كاتب التحليل روبرت فوليم هو محلل استراتيجي في العملات الأجنبية وأسعار الفائدة، ويكتب في "بلومبرغ". الملاحظات التي يقدمها هي ملاحظاته الخاصة، ولا يُقصَد بها أن تكون نصيحة استثمارية.