مبيعات التجزئة تنتعش في بريطانيا عقب أطول فترة تراجع على الإطلاق

أعياد الكريسماس ساهمت في تحريك القوى الشرائية في بريطانيا - المصدر: بلومبرغ
أعياد الكريسماس ساهمت في تحريك القوى الشرائية في بريطانيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت مبيعات التجزئة في بريطانيا لأول مرة منذ ستة أشهر، وسط إقبال من المستهلكين على شراء الألعاب، والمعدات الرياضية، والملابس.

أعلن "مكتب الإحصاء الوطني" اليوم الجمعة عن ارتفاع المبيعات في المتاجر وعلى الإنترنت بنسبة 0.8% في أكتوبر، ما يعد أول ارتفاع يتم تسجيله منذ أبريل الماضي، عندما تمت إعادة فتح أبواب معظم متاجر التجزئة، وانتهاء عمليات الإغلاق. وفاق الارتفاع متوسط توقُّعات الاقتصاديين البالغ 0.5%.

تمثل تلك البيانات مؤشراً إيجابياً يُطمئن صنَّاع السياسة النقدية في "بنك إنجلترا" بشأن مرونة إنفاق الأسر، وهو المؤشر المهم في حالة اتخاذ قرار برفع الفائدة لمعالجة التضخم. وكان البنك أعرب عن بعض المخاوف من ضعف الاستهلاك، وخطر ذلك على التعافي.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

زخم الأعياد

قال ألد باتشيت رئيس قسم التجزئة والسلع الاستهلاكية في "لويدز بنك": "ارتفاع المبيعات في أكتوبر –يرجع جزئياً لمبيعات عيد الهالوين- يشير إلى أنَّ التضخم والضغط على ميزانيات الأسرة لم يحدَّا من الإنفاق، إذ تتسوق نسبة كبيرة من المستهلكين في عيد الميلاد هذا العام مبكراً نتيجة عدم اليقين بشأن سلسلة التوريد، واحتمال حدوث نقص في المنتجات مع اقتراب الأعياد".

تركزت الزيادة بنسبة 4.2% في مبيعات المتاجر التي لا تبيع المواد الغذائية. وأرجعت متاجر الملابس الزيادة في المبيعات إلى الشراء المبكر قبل عيد الميلاد.

تراجعت مبيعات الوقود بنسبة 6.4% في أكتوبر لتعود لمستوياتها الطبيعية بعد تسارع وتيرة الشراء نتيجة الذعر خلال أزمة الإمدادات في فبراير. وانخفضت المبيعات عبر الإنترنت إلى 27.3% في أكتوبر لتسجل أدنى مستوى منذ مارس 2020، لكنَّها ماتزال أعلى بكثير من معدلات فترة بداية الوباء التي بلغت 19.7%.

تعد بيانات مبيعات التجزئة هي الثالثة في سلسلة التقارير الاقتصادية البريطانية الصادرة هذا الأسبوع، والتي من المرجح أن تعزز التوقُّعات بتحرك "بنك إنجلترا" في ديسمبر (بشأن سعر الفائدة). وأكدت البيانات الصادرة الثلاثاء الماضي استمرار قوة سوق الوظائف حتى بعد انتهاء خطة الحكومة لدعم الوظائف التي تأثرت بالوباء، والتي صدرت قبل يوم واحد من إعلان "مكتب الإحصاء الوطني" بلوغ التضخم أعلى مستوى له منذ عقد.

أشار تقرير منفصل صادر عن شركة "جي إف كيه" (GfK) في وقت سابق أنَّ المتسوقين أصبحوا أكثر استعداداً لصرف الأموال على شراء بضائع رئيسية، وقال التقرير، إنَّ مؤشر الشركة لنية شراء البضائع الرئيسية قفز في نوفمبر، في حين ارتفع مؤشر الثقة العام أيضاً.

قال جو ستاتون، مدير استراتيجية العميل في "جي إف كيه": "إن أبرز العوامل المؤثرة في ارتفاع مبيعات التجزئة من المتاجر والإنترنت هي القفزة المكونة من 7 نقاط في مؤشر نوايا شراء السلع الرئيسية في الفترة التي تسبق الجمعة البيضاء وعيد الميلاد. هل يعدُّ هذا مؤشراً على أنَّ المتسوقين مستعدون للعودة مرة أخرى بعد التجمعات العائلية التي تم إلغاؤها العام الماضي، وازدهار المبيعات خلال عيد الميلاد في الأسابيع المقبلة؟ هذا ما يبدو عليه الأمر، لكنَّ المستهلكين يعرفون أيضاً أنَّه عندما تنتهي الاحتفالات سيكون 2022 عاماً صعباً".

يتوقَّع المستثمرون حالياً رفع "بنك إنجلترا" الفائدة 15 نقطة أساس لتصل إلى 0.25% الشهر المقبل، وهي الخطوة التي ستكون أول زيادة يقوم بها بنك مركزي رئيسي منذ بدء الوباء. و برغم ذلك، يقول محللو "رويال بنك أوف كندا" إن زخم البيانات الأخيرة لا سيما بيانات سوق العمل تعني أنَّ تحركاً أكبر سيكون ضرورياً الشهر المقبل، متوقِّعين رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك