تباطأت وتيرة نمو أرباح الشركات الآسيوية بشكل ملحوظ في الربع الثالث من العام، ما زاد من معاناة أسواق الأسهم في المنطقة لتتخلف عن باقي الأسواق على مستوى العالم.
نمت ربحية السهم بالنسبة إلى الشركات المدرجة في مؤشر "إم إس سي آي إيجا باسيفيك" (MSCI Asia Pacific Index) في الربع الثالث، بنسبة 36%، ما يمثّل أداءً ضعيفاً مقارنة بتسجيل معدل نمو من ثلاثة أرقام في النصف الأول من العام، بدعم من التعافي من الوباء، وفقاً لأحدث بيانات الأرباح التي جمعتها بلومبرغ. فقد نمت أرباح الشركات المدرجة في المؤشرات الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا بنسبة 42% و91% على التوالي خلال الأشهر الثلاثة التي انتهت بنهاية سبتمبر.
اقرأ أيضاً: هذه أبرز توصيات "غولدمان ساكس" للمتداولين في 2022
دفعت موجة تسجيل أرباح قياسية بالتزامن مع ارتفاع تكاليف المواد وأزمة الإمداد التي أدت إلى تراجع المعروض، إلى ارتفاع الأسهم وتسجيلها مستويات قياسية هذا العام. لكن الصورة مختلفة في آسيا، حيث نمت الأسهم بشكل طفيف وسط تباطؤ نسبي في تخلص المنطقة من قيود التنقل وسياسة "صفر كوفيد" في الصين، وحملتها المستمرة ضدّ الشركات الخاصة، الأمر الذي يزيد من ضبابية المشهد وحالة عدم اليقين.
الوباء والنمو
قالت جيسيكا تي، كبيرة خبراء الاستثمار في "بي إن بي باريبا لإدارة الأصول" (BNP Paribas Asset Management): "نجحت المنطقة الآسيوية في السيطرة على انتشار جائحة كوفيد-19 بشكل أكثر فاعلية من أجزاء أخرى من العالم، لكن ذلك جاء على حساب قيود أعلى وتعافي أكثر تواضعاً في النشاط الاقتصادي".
مثّلت الصين عبئاً على أرباح المنطقة بسبب نقص إمدادات الطاقة وإغلاق المدن وأزمة العقارات المتزايدة. وقد أعلنت "تنسينت هولدينغز" (Tencent Holdings) عن تسجيل أبطأ وتيرة نمو في مبيعاتها منذ عام 2004، بعد أن أضرت الإجراءات الحكومية بأعمالها الإعلانية.
يقول مارفن تشين، الخبير الاستراتيجي في "بلومبرغ إنتليجنس"، إن الشركات الصينية سجلت أرباحاً أسوأ من التوقعات بنسبة 2 إلى 1 للشركات التي أعلنت عن أرباحها حتى 10 نوفمبر، وسط معاناة قطاع العقارات وقطاعات الاستهلاك الشخصي أكثر من غيرها. ويتوقع كل من "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس" المزيد من تخفيضات الأرباح على خلفية بيانات الاقتصاد الكلي الضعيفة.
اقرأ المزيد: الأسهم البرازيلية الأسوأ عالمياً بسبب قلق المستثمرين من تدخلات بولسونارو
مع إعلان أكثر من 1000 شركة من كبريات الشركات الآسيوية عن نتائجها المالية، نجد العديد من الشركات التي جاءت أرباحها أقل من التوقعات، ومن بينها أكبر شركة لتصنيع القفازات المطاطية في العالم "توب غلوف" (Top Glove Corp) و"بيغاترون" (Pegatron Corp) التايوانية مورد شركة "آبل"، وشركة الإنترنت الكورية الجنوبية "كاكاو" (Kakao Corp). وفي اليابان، تراجعت أسهم الشركات في قطاعات التصنيع كافة، من الطلاء إلى شركات تصنيع آلات البيانو ومعدات المكاتب، بسبب نقص أشباه الموصلات.
نقاط مضيئة
لكن في المقابل، تشير التوقعات إلى نمو الأرباح في الهند وجنوب شرق آسيا، حيث قطعت المنطقتان خطوات أكبر نحو إعادة فتح اقتصاداتهما هذا الربع. وبالفعل، ارتفع مؤشر "إم إس سي آي إيجان" (MSCI Asean Index) نحو 5% منذ نهاية سبتمبر متفوقاً على مؤشر المنطقة الأوسع بأكثر من 3%.
كتب محللو "غولدمان ساكس"، ومن بينهم تيموثي مو في مذكرة بحثية: "بعد ضعف أدائها بشكل ملحوظ مقارنة بباقي المنطقة منذ عام 2013" قد تحقق الأسهم في منطقة جنوب شرق آسيا عوائد أفضل في عام 2022 مع التعافى من تداعيات كوفيد.
اقرأ أيضاً: "بيمكو" تحذّر من مستقبل اقتصادي غامض وتراجع عوائد الأسهم والسندات
لكن من غير المرجح أن تغير تلك النقاط القليلة المضيئة توقعات الأرباح للمنطقة الآسيوية بأكملها، حيث تستمر تقديرات الأرباح لمؤشر المنطقة أقل من أعلى مستوى سجله في سبتمبر، بينما تواصل التوقعات الخاصة بالولايات المتحدة وأوروبا الارتفاع.
قال وليام يوين، مدير الاستثمار في "إنفيسكو هونغ كونغ" (Invesco Hong Kong)، إن الشركات مازالت غير واثقة مما إذا كنّا قد انتهينا من جائحة كوفيد-19 ومشكلات ارتفاع تكاليف المدخلات، أو اضطرابات جانب العرض.