ارتفعت أسهم "ألفابيت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، لتكسر حاجز تريليونيْ دولار من القيمة السوقية لأول مرة بدعم من الانتعاش في الإنفاق على الإعلانات الرقمية ونمو أعمال الحوسبة السحابية.
اكتسبت أسهمها من الفئة "أ" نحو 1.2% ووصلت إلى مستوى قياسي مرتفع، وواصل السهم سلسلة الارتفاعات الحديثة للجلسة الخامسة على التوالي. وتعد "ألفابيت" هي الأفضل أداء من بين أكبر خمسة أسهم تكنولوجية أمريكية العام الجاري، واكتسبت أكثر من 70%، مدفوعة إلى حد كبير بالنمو في أعمال الإعلانات في "غوغل".
ويضع تقدم سعر السهم الشركة في نادٍ حصري إلى جانب "أبل"، و"مايكروسوفت "، ووصلت الأخيرة أيضا إلى تقييم تريليونيْ دولار العام الجاري، وبلغت قيمة الشركة الأم لشركة "غوغل" تريليون دولار لأول مرة في يناير 2020.
اقرأ أيضا: إنفوغراف.. "غوغل" تُزيح "أرامكو" من المركز الثالث بقائمة أكبر الشركات سوقياً
وقال كيم فورست، المؤسس ومدير الاستثمار في "بوكيه كابيتال بارتنرز" (Bokeh Capital Partners)، في مقابلة: "إنه مجرد رقم، لكن أعتقد أنه يوضح أن هذه هي الشركات الرائدة.. والأمر حقاً بهذه البساطة وهو أن السوق تكافئ نموها وآفاق نمو بتقييمات كبيرة".
يعد سهم "ألفابيت" الأفضل أداءً العام الجاري من بين أكبر خمس شركات تكنولوجيا أمريكية من حيث المبيعات، ويرى المضاربون على الارتفاع أن السهم يرتفع أكثر بسبب تقييمه الأرخص ومعدل النمو الأعلى للشركة من معظم نظيراتها من الشركات الكبرى.
يتداول سهم "ألفابيت" بمضاعف ربحية 24 مرة، ما يجعله أرخص من "أمازون"، و"مايكروسوفت"، لكنه أغلى من الشركة الأم لـ"فيسبوك" "ميتا بلاتفورمز"، وقال المحلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس"، براد إريكسون، إنه من الممكن الجدل حول ما إذا كان مضاعف ربحية السهم يحمل بالفعل ما يكفي من التفاؤل، ومع ذلك، فهو لا يزال يتوقع ارتفاع السهم وقال إنه "سهم يشهد إقبالا كبيرا لسبب".
اقرأ أيضا: روسيا تتوعد "غوغل" بغرامة تستقطع 20% من إيراداتها السنوية
وبالإجماع تقريبا، تعد "ألفابيت" المفضلة في "وول ستريت"، فمن بين 49 محللا تتبعهم "بلومبرغ"، والذين يغطون السهم، يوصي جميعهم باستثناء واحد بشراء أسهم "ألفابيت"، ويبلغ متوسط السعر المستهدف لمدة 12 شهرا للسهم 3321 دولاراً، ما يشير إلى تحقيق عائد بنسبة 11% مقارنة بسعر السهم الحالي.
وكتب "إريكسون" في مذكرة بتاريخ 26 أكتوبر، مشيرا إلى منصة الحوسبة السحابية لـ"غوغل": "بالنظر إلى تعرضها الجذاب للتعافي من كوفيد، والارتفاع المستمر للانخراط على "يوتيوب" وإدراره للإيرادات، وتقدم أعمال الحوسبة السحابية تجاه الربحية، فنحن نرى أسباب قوية لامتلاك الاسم".
أعلنت "ألفابيت" عن مبيعات الربع الثالث في 26 أكتوبر، والتي فاقت تقديرات المحللين، ما يعكس الإنفاق القوي من قبل المعلنين، وكتب مارك ماهاني، المحلل في "إيفركور آي إي آي"، في مذكرة، أن نتائج أعمال "ألفابيت" كانت "واحدة من بين من النتائج الأكثر إثارة للإعجاب" المشهودة في السنوات الماضية في مواجهة الرياح المعاكسة الكبيرة.
نمو سريع
تأسست "غوغل" في مساكن الطلبة بجامعة ستانفورد في عام 1998، بعد ثلاث سنوات من لقاء المؤسسين المشتركين لاري بيج وسيرجي برين، واستعان بيج وبرين بتنفيذي متمرس وهو إريك شميدت لتحويل شركتهما الناشئة الناجحة إلى أعمال أكثر نضجا في عام 2001، ثم طُرحت الشركة للاكتتاب العام في بورصة ناسداك في 19 أغسطس 2004، بسعر سهم بقيمة 85 دولار، بتقييم سوقي قدره 23 مليار دولار.
واتسمت السنوات التالية بنمو سريع للمنتجات مع الاستحواذ على "أندرويد" و"يوتيوب"، وتطوير تطبيقات الخرائط "مابس"، و"كروم" و"غوغل كلاود"، وهي مجموعة من خدمات الشركات، واستخدمت الشركة معظم المنصات الإضافية لدفع محركها الإعلاني، وأصبحت نتيجة لهذه العملية أكبر مركز للإعلانات الرقمية في العالم.
اقرأ أيضا: وزارة العدل الأمريكية تستعد لمقاضاة "غوغل" حول احتكار الإعلانات
تأسست "ألفابيت" في عام 2015 لتكون شركة أم لـ"غوغل"، وهي الخطوة التي سمحت لبيج وبرين بإعادة هيكلة الأعمال، وأصبحت المشاريع المستقبلية الطموحة التي أُطلق عليها اسم "الرهانات الأخرى" بما في ذلك "وايمو"، شركة القيادة الذاتية، منظمة تحت مظلة شركة "ألفابيت"، وأصبح سوندار بيتشاي، وهو مسؤول تنفيذي قديم، رئيس تنفيذي لشركة "غوغل" في عام 2015، وعُين رئيسا تنفيذيا لـ"ألفابيت" في عام 2019 بعد تنحي "بيج".
اتسمت فترة "بيتشاي" بزيادة الصراع بين "غوغل" وموظفيها، ولكن أيضا بالنمو السريع في الإيرادات والأرباح، وفي عام 2020، ورغم تقليص وباء "كوفيد 19" لسوق الإعلانات، حققت "غوغل" 147 مليار دولار من إيرادات الإعلانات.