اجتاز بنك الاستثمار الفرنسي "ناتيكسيس" بنجاح أول عملية اكتتاب عام يُشارك بإدارتها في السعودية، والمتمثلة بطرح أسهم "أكوا باور". ويمتلك البنك مخططاً تفصيلياً بكيفية الحركة في سوق يسيطر عليها منافسون أكثر رسوخاً منه في المملكة.
يهدف البنك، الذي يتخذ من باريس مقراً له، إلى زيادة إيراداته من الأنشطة المصرفية الاستثمارية بنسبة 7% سنوياً حتى عام 2024. وتقول باربارا ريكاردي، رئيسة نشاط ترويج الاكتتاب والخدمات المصرفية للشركات لمنطقة الشرق الأوسط بالبنك، إن مصرفها يتطلع إلى تحقيق "زيادة كبيرة" في حجم الإيرادات التي يجنيها من السعودية.
في مقابلة بالرياض، أضافت ريكاردي: "السوق السعودية مزدحمة و ينشط فيها كثير من الناس، وواضح أننا لن نحاول منافسة البنوك الأمريكية وأمثالها. غير أن القطاع الذي يمكننا فعلاً أن نحقق فيه قيمة مضافة هو القطاع الذي تواجدنا فيه دائماً وباستمرار باعتبارنا بنكاً يقدم القروض والاستشارات المالية".
كان بنك "ناتيكسيس"، الذي فتح مكتبه في الرياض العام الماضي، واحداً من المستشارين في عملية طرح شركة "أكوا باور إنترناشيونال" للاكتتاب العام، والتي بلغت قيمتها 1.2 مليار دولار، وسجلت طلبات اكتتاب بقيمة تزيد على 300 مليار دولار في أكتوبر الماضي، ومثلت أكبر عملية طرح للاكتتاب العام في المملكة منذ بيع أسهم في شركة "أرامكو السعودية".
تعد شركة "أكوا باور" عميلاً طويل الأجل لدى "ناتيكسيس"، إذ غالباً ما يقدم البنك الفرنسي قروضاً لتمويل مشروعات الطاقة التي تتولاها الشركة. وأضافت "ريكاردي" أن: "أكوا تمثل نموذجاً جيداً لما نريد أن نكرره في السعودية، وفي مختلف دول مجلس التعاون الخليجي مع عملاء آخرين، فهي تقع تماماً في مركز دائرة الخبرات التي نوفرها".
قامت شركة "بي بي سي إي" المالكة لبنك "ناتيكسيس" بالسيطرة على أسهمه كاملة في يوليو الماضي في إطار خطة لإقامة أكبر مجموعة بنكية خاصة في أوروبا.
مجالات متخصصة
شجع فتح سوق الأسهم السعودية، مع خطط لبيع حصص في عشرات الشركات المملوكة للدولة، العديد من البنوك الغربية الكبرى على فتح مكاتب لها أو زيادة حضورها في البلاد.
يركز القادمون الجدد مثل بنك "ناتيكسيس" على مجالات متخصصة بدلاً من المنافسة على الصفقات الكبرى مع بنوك الولايات المتحدة مثل "جيه بي مورغان" و"سيتي غروب" و"غولدمان ساكس".
مع ذلك، أدى الدور الذي لعبه البنك الفرنسي في بيع أسهم شركة "أكوا" في النهاية إلى أن يعمل جنباً إلى جنب مع كثير من البنوك الأمريكية المنافسة.
قالت "ريكاردي": "في إطار خطتنا الاستراتيجية في هذه المنطقة، فإننا نهدف إلى تحقيق زيادة كبيرة في الإيرادات التي تأتي من المملكة العربية السعودية. لا يعني هذا أننا لا نهتم بالبلدان الأخرى، حيث نستمر في النمو والاستثمار، وإنما يعكس فقط حجم الأعمال التي تحدث في السعودية".
منذ عام، عينت الشركة الفرنسية، عمار بوخمسين، رئيساً تنفيذياً لشركة "ناتيكسيس السعودية للاستثمار"، ورئيس عمليات الخدمات المصرفية للشركات وترويج وضمان الاكتتاب في البلاد.
قامت الشركة أيضاً بتعيين جودي مور، وهي عضو منتدب سابق في بنك "إتش إس بي سي"، لقيادة وحدة أسواق رأس المال الاستراتيجية في المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط في أبريل الماضي، ونقلت كيفين بيغ من باريس إلى دبي في وقت سابق من هذا العام بوظيفة نائب رئيس الوحدة لأسواق رأس المال الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
يعمل البنك بنشاط على استهداف مزيد من صفقات طرح الشركات للاكتتاب العام في منطقة الشرق الأوسط، بحسب تصريحات "مور".