ارتفعت أسعار النفط، اليوم الإثنين، مدفوعة بإعلان السعودية عن زيادة سعر البيع الرسمي لخامها، في حين تترقب الأسواق احتمالات قيام الولايات المتحدة باستخدام احتياطيها الاستراتيجي من النفط لتهدئة الأسواق، بعد أن رفض "أوبك+" دعوات الرئيس جو بايدن لتعزيز الإمدادات بسرعة أكبر.
وبعد اجتماع قصير أمس الخميس الماضي، وافق تحالف "أوبك+" على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً خلال ديسمبر، وهو ما يرى كبار المستهلكين، أنَّه غير كافٍ للحفاظ على الانتعاش الاقتصادي بعد كوفيد، إذ تطلب الولايات المتحدة زيادة إنتاج النفط بمقدار 800 ألف برميل يومياً.
الأسعار
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر 1.2% إلى 82.27 دولاراً للبرميل في بورصة نيويورك التجارية في الساعة 11:38 صباحاً بتوقيت سنغافورة.
زاد سعر خام برنت تسليم شهر يناير 1.2% إلى 83.72 دولاراً للبرميل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة ICE.
قال متعاملون، إنَّ رفع السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، الفارق السعري لخامها الرئيسي للمشترين من آسيا لأكثر من مثليه في ديسمبر مقابل نوفمبر تجاوز توقُّعات السوق، وبث رسالة تفاؤل إلى سوق النفط العالمية، بحسب وكالة "رويترز".
أزمة الطاقة مستمرة
قالت فاندانا هاري، مؤسسة Vanda Insights في سنغافورة، إنَّ عمليات البيع التي شهدتها أسواق الخام بعد بيانات المخزونات الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، مبالغ فيها بعض الشيء.
أضافت: "نظراً لأنَّ "أوبك+" لم تذعن للضغوط الأمريكية حتى الآن، ولم يكن هناك أي تحرير لكميات الاحتياطي الأمريكي الاستراتيجي؛ فإنَّ أزمة الطاقة تعود إلى الواجهة مجدداً".
بايدن ينظر في إمكانية استخدام الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لتهدئة الأسعار
رفعت شركة النفط العملاقة "أرامكو" السعودية، يوم السبت، سعر البيع الرسمي لشهر ديسمبر لمشتري خامها العربي الخفيف 1.40 دولاراً إلى 2.70 دولاراً للبرميل فوق متوسط خام دبي على بلاتس، وخام عمان على بورصة دبي للطاقة في ديسمبر، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر.
يتجاوز هذا بفارق كبير زيادة ما بين 30 و90 سنتاً للبرميل في توقُّعات للخام العربي الخفيف في استطلاع أجرته "رويترز" في 29 أكتوبر.
قالت "إيه.إن.زد ريسيرش" في مذكرة، إنَّ خطوة "أرامكو" تشير إلى أنَّ "الطلب ما يزال قوياً"، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه المنتج العضو في "أوبك"، بالإضافة إلى مصدِّري نفط رئيسيين آخرين، كبح الإمدادات.
تفاؤل سعودي
قال متعامل في سنغافورة: "القرار السعودي يعني أنَّ المملكة متفائلة للغاية، وأنَّها تعتقد أيضاً أنَّ السوق تشهد شحاً كبيراً، ولهذا السبب أقدموا على رفع الأسعار بشكل كبير"، في حين يرى آخرون أنَّ القرار استند على الأرجح في حسابه للسعر إلى أرباح التكرير في آسيا التي قفزت في أكتوبر بفعل زيادات كبيرة في البنزين والنفتا.
قفزت خامات القياس في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي بعد أن زادت علاوة برنت فوق الأسعار المعروضة لخام دبي إلى أعلى مستوياتها منذ 2013، مما جعل الخام المرتبط بـ"برنت" من حوض الأطلسي وأمريكا اللاتينية أكثر تكلفة من خامات الشرق الأوسط وروسيا.
اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول، فضلاً عن حلفاء من بينهم روسيا، في إطار مجموعة "أوبك+"، الأسبوع الماضي على التمسك بخطتهم لزيادة إنتاج النفط 400 ألف برميل يومياً اعتباراً من ديسمبر.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد دعا "أوبك+" لإنتاج المزيد من النفط لكبح ارتفاع الأسعار، وقال يوم السبت، إنَّ إدارته لديها "أدوات أخرى" للتعامل مع ارتفاع أسعار الخام.