حذّر متعاملون في سوق النفط من أن اللجوء المحتمل إلى الاحتياطي البترولي الاستراتيجي في الولايات المتحدة بهدف خفض أسعار البنزين قد يكون له تأثير ضئيل، حتى مع طرح إدارة بايدن للفكرة كوسيلة للتأثير على الأسعار.
وقالت وزيرة الطاقة الأمريكية، جينيفر غرانهولم، اليوم الجمعة على تلفزيون "بلومبرغ" إن الرئيس الأمريكي جو بايدن "يتطلع" إلى استخدام محتمل من إمدادات الخام من احتياطيات النفط الأمريكية أثناء الطوارئ، بعد أن رفض تحالف "أوبك +" طلبه لزيادة إنتاج الخام بشكل أسرع، مؤكدة التكهنات التي استمرت عدة أسابيع بأن الإدارة ستبحث تطبيق مثل هذه الخطوة.
لكن المتداولين يحذرون من أن أسعار النفط قد لا تنخفض بالقدر الذي يريده البيت الأبيض نتيجة اللجوء إلى الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، وهو ما يرجع إلى أن استخدام الاحتياطي النفطي الحكومي قد يكون "خام عالي الكبريت"، والذي لم يعد مفضلاً لدى المصافي، لكونه يتطلب معالجة إضافية، تتطلب بدورها غازاً طبيعياً باهظ الثمن.
اعتبارا من 29 أكتوبر، بلغ احتياطي البترول الاستراتيجي في الولايات المتحدة 612.5 مليون برميل من النفط الخام، مخزنة في أربعة مواقع، بما في ذلك حوالي 40% فقط من الخام "الحلو" أو منخفض الكبريت.
وقد لا يكون اللجوء إلى احتياطي البترول الاستراتيجي كافياً لإحداث تأثير كبير. و بعد احتساب المبيعات الإلزامية التي يوافق عليها الكونغرس مسبقاً، والحد الأدنى المطلوب في مواقع التخزين، من المحتمل أن تتمتع إدارة "بايدن" بالقدرة على استخدام 60 مليون برميل كحد أقصى، وفقاً لمصدر في واحدة من أكبر شركات تجارة النفط في العالم، طلب عدم الكشف عن هويته.
تعادل هذه الكمية، 60 مليون برميل، ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أيام من متوسط الاستهلاك في الولايات المتحدة، بالنظر إلى مستويات 2020.
ولم يذكر "بايدن" احتياطيات النفط في تصريحات اليوم الجمعة، والتي قرأها الكثيرون على أنها علامة على أن اللجوء إليها، ليس وشيكاً، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار نتيجة لذلك.