قفزت أسعار القمح في شيكاغو إلى مستويات قياسية بعدما تخطت 8 دولارات للبوشل للمرة الأولى منذ نحو 9 سنوات، وسط تزايد الضغوط التضخمية التي تهدد برفع أسعار المواد الغذائية التي تشهد موجة من الارتفاع بكافة أنحاء العالم.
كذلك ارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بالحبوب الأخرى في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث اقتربت أسعار العقود الآجلة للقمح المطحون في باريس من تسجيل أعلى مستوياتها على الإطلاق، كما سجلت أسعار قمح مينيابوليس الربيعي أعلى مستوياتها منذ أبريل 2008.
يزداد طلب المستوردون الرئيسيون على الحبوب مقابل نقص الإمدادات العالمية بسبب سوء الأحوال الجوية الذي أضر بالمحاصيل في البلدان الرئيسية المصدرة هذا العام، ما أدى لتسجيل أطول سلسلة مكاسب شهرية للقمح منذ عام 2007.
قد يتأثر إنتاج محاصيل العام المقبل في ظل معاناة بعض المزارعين من جفاف الطقس وقت الزراعة إضافة لارتفاع تكاليف الأسمدة.
وقال جاك سكوفيل، نائب رئيس مجموعة "برايس فيوتشرز" ومقرها شيكاغو في مذكرة بحثية: "المضاربون يواصلون الحديث عن التضخم ويشترون السلع من أجل تجارة التضخم".
تضخم أسعار الغذاء
تعاقدت إحدى المؤسسات السعودية على شراء 1.3 مليون طن من القمح خلال مناقصة نهاية الأسبوع الماضي ما يعادل نحو ضعف الكمية المتوقعة. كما عادت مصر أكبر مستوردٍ للقمح للسوق بعقد مناقصة يوم الإثنين وبعد أقل من أسبوع من أكبر عملية شراء خلال الموسم.
ارتفع سعر القمح الشتوي الأحمر الناعم المعياري المستخدم في تصنيع البسكويت والكعك بنسبة 3.6% ليبلغ 8.005 دولارات للبوشل مسجلاً أعلى مستوى منذ ديسمبر 2012.
كما ارتفع القمح الشتوي الأحمر الصلب الذي تعتمد عليه صناعة الدقيق متعدد الأغراض بشكلٍ كبير بنحو 3% ليبلغ 8.095 دولار للبوشل ليصل لأعلى سعر منذ مايو 2014.
تُعزز إمكانية استمرار مشكلات نقص الإمداد العام المقبل فرص استمرار ارتفاع أسعار القمح وتفاقم تضخم أسعار المواد الغذائية.
تظهر بيانات حديثة لـ"الأمم المتحدة" ارتفاع أسعار المواد الغذائية لعقد من الزمان وسط نكسات الحصاد واضطرابات في سلسلة التوريد.
كما أدت مخاوف العرض التي عززتها ارتفاعات أسعار الأسمدة إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للذرة. حيث ارتفع أكثر العقود نشاطاً في شيكاغو للجلسة الخامسة على التوالي إلى 5.82 دولار للبوشل ليسجل بذلك أعلى مستوى منذ منتصف أغسطس.
يشهد فول الصويا تقلب بين تحقيق المكاسب وتكبد الخسائر، حيث تتوقع الولايات المتحدة أن تحصد أكبر محصول لها على الإطلاق هذا العام. كما يُرجح احتمال زراعة مساحات كبيرة العام المقبل، حيث من المتوقع أن يتراجع بعض المزارعين عن زراعة بعض مساحات الذرة لصالح الحبوب التي تعتمد على الأسمدة بشكل أقل.
