يشير ثاني أكبر مكسب تشهده الأسهم اليابانية هذا العام، إلى أن حالة عدم اليقين التي تحيط بها قد تكون قريبة أخيراً من نهايتها، وأن فترة من الأداء المتفوق تلوح في الأفق.
خلال معظم عام 2021، لعب المستثمرون اليابانيون لعبة الحلول المؤقتة في ظل انعدام القدرة على التنبؤ، وكان في كل مرة يتم التغلب على أحد هذه المخاوف، تظهر مخاوف جديدة أخرى. من القلق بشأن وتيرة التطعيمات، إلى مصير الأولمبياد، إلى رئيس الوزراء السابق يوشيهيديه سوغا الذي قال إنه لن يترشح لإعادة انتخابه.
لكن الآن، أدى فوز بديله فوميو كيشيدا في الانتخابات بأفضل من المتوقع، إلى إخماد استطلاعات الرأي المتشائمة التي كانت تشير إلى أنه بانتظار الحزب الحاكم ليلة انتخابات سيئة. استجابت الأسواق لذلك ليحقق مؤشر "نيكاي 225" أكبر مكاسبه منذ شهر يونيو، وأغلق المؤشر القياسي عند أعلى مستوياته منذ انتخاب كيشيدا زعيماً للحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني في سبتمبر.
في هذا السياق، كتب ألفين ليو، كبير الاقتصاديين في "يونايتد أوفرسيز بنك"، في مذكرة يوم الاثنين: "يُنظر إلى نتيجة الانتخابات على أنها إيجابية بالنسبة لليابان، كإحدى علامات الاستقرار السياسي.. يتيح هامش الفوز لكيشيدا سهولة تمرير التشريعات، بما في ذلك مقترحات الميزانية الرئيسية وحزمة التحفيز المالي لنهاية العام".
تعزيز التحفيز
من المحتمل أن تبلغ قيمة حزمة كيشيدا التحفيزية 30 تريليون ين (262 مليار دولار)، وقد تشمل مساعدات نقدية للأسر. كما أن تزامن ذلك مع الاستئناف المتوقع للحملة الحكومية الشهيرة لدعم السياحة "غو تو ترافيل"، سيكون بمثابة دفعة قوية للأسهم الاستهلاكية في اليابان.
على صعيد العملة، يتداول الين الياباني حول أدنى مستوى له في أربع سنوات مقابل الدولار، ما يعتبر ميزة للعديد من المصدرين في البلاد.
في الوقت نفسه، وصل الوباء إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عام، وانخفضت الحالات اليومية بأكثر من 99% منذ ذروتها. بالإضافة إلى ذلك، تم تطعيم 72% من إجمالي السكان بشكل كامل. وبينما يؤدي ارتفاع عائدات السندات إلى إذكاء المخاوف في أماكن أخرى، فإن سيطرة البنك المركزي الياباني على سوق الديون تعني أن هناك تهديداً ضئيلاً بشأن حدوث تحركات مزعزعة للاستقرار.
وسط توقعات باستمرار نزيف الخسائر.. الين يهبط لأدنى مستوياته منذ 2018
هذا الوقت من العام
علاوة على ذلك، يميل أداء الأسهم اليابانية في الربع الرابع تاريخياً إلى الصعود، حيث تعزز الشركات توقعات أرباحها المتحفظة مع دخولها النصف الثاني من السنة المالية.
ومع ذلك، يتعين على المستثمرين اتخاذ الحذر من "صدمة كيشيدا" الثانية - وهو مصطلح يستخدمه المراقبون في دلالة على عمليات البيع التي قد تشهدها السوق بسبب القلق بشأن سياساته الضريبية.
يقول ناوهيكو بابا، الخبير الاقتصادي في "غولدمان ساكس": "لن يكون الأمر الرئيسي لـ(كيشيدا) هو خطة التحفيز فحسب، بل "أيضاً كيفية نظر الرأي العام لمدى التقدم في سياساته الأساسية، وخاصة استراتيجيات النمو وخطط إعادة توزيع الدخل".