صعدت العقود الآجلة للقطن في طريقها نحو تحقيق مكاسب للشهر الخامس على التوالي، مدفوعة بنقص الإمدادات في الولايات المتحدة، التي تُعَدّ أكبر مُصدِّر للمنتج، والطلب الصيني القوي.
ازدهرت المبيعات الأمريكية في الخارج، وارتفعت مبيعات الصادرات الأسبوعية في الولايات المتحدة بتاريخ 21 أكتوبر بنحو الثلث مقارنة بالعام الماضي، بالتزامن مع تزايد عمليات الشراء من قِبل الصين. وتُعتبر الفوضى اللوجستية هي الشيء الوحيد الذي يعوق الشحنات، وأدت بدورها إلى صعوبة نقل المنتج في الوقت الحالي وسط ارتفاع أسعار الشحن بين آسيا والولايات المتحدة.
أدى تصاعد سعر القطن إلى تآكل هوامش ربح صانعي الملابس، وترجح أرقام التصدير استمرار ارتفاع الأسعار المرتفعة، وبالتالي قد تُمرَّر تلك الزيادة في النهاية إلى المستهلكين، ما سيرفع أسعار الملابس في جميع أنحاء العالم.
سعر القطن يرتفع لأعلى مستوى في عقد.. وقد يجعل الجينز أغلى
قال جاك سكوفيل، نائب رئيس مجموعة "برايس فيوتشرز" في شيكاغو، إنّ الطلب على المنتج الأمريكي "لا يزال قوياً للغاية"، وهذا يعني "استمرار تصاعد الأسعار".
ارتفع عقد ديسمبر بـ1.8% ليصل إلى 1.1254 دولار للرطل في العقود الآجلة في البورصة العالمية للسلع في الولايات المتحدة، ما رفع مكاسب أكتوبر إلى 6.3%.
قفزت مكاسب السلعة بـ50% هذا العام مدعومة بتوقعات حدوث عجز عالميّ ثانٍ. من المتوقع أن تنخفض المخزونات في المستودعات التي تراقبها البورصة العالمية للسلع إلى أدنى مستوى لها في عام.
وأضاف سكوفيل أنه بينما من المتوقع أن يكون المحصول وفيراً في الولايات المتحدة، فإنّ حول إنتاج تكساس، أكبر مزارع القطن في البلاد، علامات استفهام، إذ أدى الطقس السيئ والأمطار إلى تأخير نضج المحاصيل.
ومن جانب آخر، أدى احتفاظ بعض المتداولين التجاريين بصفقات بيع ضخمة إلى الحفاظ على ثبات الأسعار ، ومن المتوقع أن يغطي هؤلاء المشاركون صفقات البيع خلال فترات التراجع.
وتخطى طلب المستهلكين على الملابس القطنية مستويات الإمدادات. قال جون ديفين، الخبير الاقتصادي في سلسلة التوريد في شركة الأبحاث "كوتون" التي يقع مقرها في نورث كارولينا، إنه رغم استيراد الولايات المتحدة المزيد فقد هبطت مخزونات متاجر الملابس إلى مستويات قياسية مقارنة بالمبيعات، و"سيبقى الطلب على الواردات الأمريكية قوياً لمواكبة طلب المستهلكين".
في السلع اللينة الأخرى، تعرَّض السكّر الخام وقهوة أرابيكا لضغوط بسبب تراجع الريال البرازيلي، ما سيحفز أكبر مورد للسلعتين في العالم لتسعير بيع كلا المنتجين بالدولار.