أحرزت شركة "فولفو" (Volvo) مكاسب في أول تداول لها في ستوكهولم، بعد أن جمعت 20 مليار كرونة سويدية (2.3 مليار دولار) في طرحها العام الأولي، حيث اقتنع المستثمرون بالتحوّل الناجح للشركة، ووعدها بمستقبل السيارات الكهربائية.
ارتفعت أسهم الشركة 11% في ستوكهولم، وتم تداولها بسعر 58.18 كرونة، في التعاملات الصباحية، أي أعلى من سعر الإدراج الذي تم تحديده عند 53 كرونة. وطبقاً لبيان الشركة فقد قدّر الاكتتاب العام شركة صناعة السيارات المملوكة لمجموعة "تشجيانغ جيلي" (Zhejiang Geely) الصينية بـ 158 مليار كرون.
يأتي الظهور الأول بالبورصة الناجح في أعقاب تحرك شركة السيارات "فولفو" لخفض حجم عرضها بمقدار الخمس، وتسعيره في أسفل النطاق الأوّلي، بعد أن أعاق المستثمرون احتمالية احتفاظ "تشجيانغ جيلي" بالجزء الأكبر من حقوق التصويت. وفي النهاية، وافقت الشركة الصينية على تخفيف قبضتها على صانعة السيارات.
و يُصنف الاكتتاب العام لشركة سيارات "فولفو" ضمن أفضل الصفقات التي شهدتها أوروبا في هذا العام، وهو مؤشر مهم لدعم المستثمرين للانتقال إلى السيارات الكهربائية. وتعدّ هذه العملية أيضاً أكبر صفقة بيع تشهدها السويد منذ طرح شركة الاتصالات "تلياسونيرا" (Telia Co) للاكتتاب العام في عام 2000.
قال ليف إريكسرود، رئيس قسم الأسهم في الصندوق النرويجي "ألفريد بيرغ لإدارة الأصول" (Alfred Berg Kapitalforvaltning): "أخذت شركة سيارات "فولفو" الملاحظات من عملية ما قبل الاكتتاب العام، وتأكدت من وضع الصفقة على مستوى تجده السوق جذاباً". ومع ذلك، تبدو شركة سيارات "فولفو" باهظة الثمن بعض الشيء بالمقارنة مع أقرانها الألمان مثل "بي إم دبليو"، و"دايملر" و"فولكس واجن"، ومع توقع أن تصبح جميع شركات صناعة السيارات "كهربائية في وقت قصير"، قد لا تكون الشركة "متقدمة كثيراً بشكل فريد"، على حد قوله.
تخطط "فولفو" لبيع السيارات الكهربائية فقط بشكل كامل بحلول نهاية هذا العقد، وبناء مصنع للبطاريات في أوروبا، وتريد الشركة استخدام عائدات الاكتتاب العام لزيادة قدرة صناعة السيارات ومضاعفة المبيعات السنوية تقريباً لتصل إلى 1.2 مليون سيارة بحلول عام 2025.
وفي ظل ملكية "تشجيانغ جيلي" لها، تمكنت "فولفو" من تحقيق تحوّل ناجح، بعد أن عانت طويلاً عندما كانت مملوكة لشركة "فورد موتور". وحققت الشركة نجاحاً خاصاً من خلال تشكيلتها من سيارات الدفع الرباعي مثل "إكس سي 90" و"إكس سي 60" الأصغر التي تجمع بين التصميم الإسكندنافي النظيف وسمعة الصلابة والسلامة. وتتناقض إعادة إحياء "فولفو" مع تراجع شركة "ساب"، علامة السيارات السويدية الشهيرة التي تعثرت تحت قيادة شركة "جنرال موتورز" وانهارت في النهاية.