ارتفعت أسعار النيكل في لندن إلى أعلى مستوى في 7 سنوات، وسط مخاوف من نقص المعروض من هذا المعدن الذي يعدُّ أحد المعادن الرئيسية المستخدمة في الصناعة، بما لا يسمح بتلبية الطلب المتزايد من الاقتصادات التي أعيد فتحها مع انحسار الوباء.
خفَّضت شركة "فالي" (Vale)، أحد أكبر منتجي النيكل، تقديرات إنتاجها هذا العام بسبب الإضراب في منجم الشركة في كندا، في حين أبلغت شركة "إم إم سي نورليسك نيكل" (MMC Norilsk Nickel) أكبر منتج للنيكل المكرر في العالم، عن انخفاض إنتاجها خلال الربع الثالث. كذلك؛ أعلنت الفلبين ثاني أكبر منتج للمعدن الذي يستخدم في صناعة أدوات المطبخ وبطاريات السيارات الكهربائية، عن تراجع الإنتاج هذا العام إلى أقل من 10% عن متوسط الإنتاج السنوي، بسبب هطول الأمطار بشكل متكرر، وقلة السفن القادمة.
اقرأ أيضاً: أسعار المعادن تحقق مكاسب قياسية.. وخفض المعروض يعزز مخاوف التضخم
صعود يقارب 5%
ارتفع سعر النيكل تسليم 3 أشهر في "بورصة لندن للمعادن" 4.6% ليبلغ 20963 دولاراً للطن المتري بحلول الساعة 5:53 مساءً بالتوقيت المحلي من يوم أمس الأربعاء، مسجلاً بذلك أعلى مستوى منذ مايو 2014.
اقرأ المزيد: أسعار النحاس تقفز لأعلى مستوى في 27 عاماً
قال مايكل كوكو، رئيس صندوق تحوط مبيعات المعادن ومواد البناء في مجموعة "ستونكس" (Stonex Group): "كانت هناك مشتريات انتقائية على مدار جلسة الأربعاء، نتيجة ضغوط من جانب العرض بسبب تقديرات (فالي)، وخفض إنتاجها، وتقرير الإنتاج الأضعف من (نورليسك)، إلى جانب توقف العمل بمنجم شركة (فالي) في أونسا بوما في البرازيل".
أضاف كوكو، أنَّ الأسعار تلقت دعماً أيضاً من تراجع أسعار الحديد الزهر في الصين، وبيانات إنتاج النيكل المكرر لشهر سبتمبر، وعودة المناقشات السياسية بشأن صادرات إندونيسيا، واضطراب الأحوال الجوية في الفلبين. يعتبر الحديد الزهر بديلاً رخيصاً للنيكل المكرر الذي يستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ، الذي يعدُّ المستوى الأعلى لاستخدام النيكل النهائي.
اقرأ المزيد: الصين ستؤسس شركتين عملاقتين للمعادن الأرضية النادرة لتعزيز هيمنتها عالمياً
من المرجح أن يصل إنتاج "فالي" من النيكل إلى ما يتراوح بين 165 – 170 ألف طن هذا العام، أي أقل من التوقُّعات السابقة البالغة 200 ألف طن، بحسب ما ذكرت الشركة في بيان يوم الثلاثاء. ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان شركة التعدين البرازيلية العملاقة تعليق العمل في منجم "أونسا بوما" مرة أخرى، بقرار من المحكمة.
خفض إنتاج "نورنيكل"
انخفض أيضاً إنتاج شركة "نورنيكل" (Nornickel ) بنسبة 23% على أساس سنوي ليصل إلى 129.858 ألف طن في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، وفقاً لبيان الشركة.
تتزامن تقديرات انخفاض الإمدادات مع تحسُّن الطلب على الفولاذ المقاوم للصدأ في الأشهر الأخيرة، وانتعاش صناعات الطيران والنفط والغاز من أدنى مستويات الركود التي سجلتها بسبب كوفيد-19 العام الماضي، إذ يصعب الحصول في الوقت الحالي على المواد الخام مثل النيكل، وسط تعدد المشكلات اللوجستية التي استمرت مع الوباء، من ازدحام الشحن في أحواض المحيط الأطلسي، إلى المحيط الهادئ والهند.
ويدعم ارتفاع الأسعار التوقُّعات بانخفاض إنتاج النيكل من أكبر مورد في إندونيسيا، وذلك بعدما أعلنت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا الشهر الماضي عن خطتها لحظر أو فرض ضرائب على الصادرات من المنتجات شبه المصنعة المستخدمة في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ، بهدف الاحتفاظ بالمزيد من المعدن في البلاد، ودعم الصناعة المحلية التي تركِّز على صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
قال آلان راي ريسترو، المحلل لدى "بلومبرغ لأبحاث تمويل الطاقة الجديدة" (BloombergNEF) في مذكرة بحثية، إنَّ إندونيسيا معروفة بالرجوع في سياساتها، كما حدث مع أول حظر تصدير على المنتجات المعدنية غير المصنَّعة في عام 2014، والعودة للسماح بالتصدير في عام 2017، مع اقتصار التصدير على الشركات التي لديها مصاهر عاملة، ليعود منع التصدير مرة أخرى قبل عامين حتى مطلع 2020.
تتوقَّع "بلومبرغ لأبحاث تمويل الطاقة الجديدة" بقاء أسعار النيكل مرتفعة فوق مستوى 18 ألف دولار للطن، برغم استمرار ضعف أداء النحاس والألمنيوم.
