من المرجح أن يؤدي الزخم المحتمل للتدفُّقات الأجنبية الداخلة على خلفية بيع عدد كبير من الأسهم إلى جلب بعض الراحة للروبية الهندية.
وفقاً لمسح أجرته بلومبرغ؛ يمكن للعملة الهندية التي أصبحت الأسوأ أداء في أسواق آسيا الناشئة خلال الشهر الماضي، أن تربح بحلول نهاية ديسمبر حوالي 2% من سعر أمس الأربعاء الذي قارب 74 مقابل الدولار.
كما ستحصل الروبية أيضاً على دفعة تعزيزية من التدفُّقات الأجنبية، إذ تخطط الشركات الرقمية، بما في ذلك "باي تي إم" (Paytm) المدعومة من "وارن بافيت"، لجمع حوالي 10 مليارات دولار في مبيعات الأسهم الأولية.
اطلع على المزيد: "باي تي إم" للمدفوعات الرقمية تخطط لأكبر طرح عام أولي في الهند
ارتفاع الأسعار
تعرَّضت الروبية للضغط، فقد أدى ارتفاع أسعار السلع إلى إعادة تأجيج المخاوف حول التضخم والصحة المالية للدولة التي تعتمد على استيراد النفط. كما أنَّ قوة الدولار، التي حفَّزتها الرهانات المتزايدة لتراجع الحوافز الأمريكية، أثَّرت في العملة أيضاً.
قال ساجال غوبتا، رئيس تداول العملات الأجنبية والأسعار في شركة "إديلويس سيكيوريتيز بي في تي" (Edelweiss Securities Pvt): "تاريخياً، عندما كان الخام يغلي، كانت الأسهم بطيئة، ولم تكن الأموال تتدفَّق، لذلك تحوَّل كل شيء إلى سلبي بالنسبة للروبية، لكن هذه المرة ينبغي أن تخفف قائمة الاكتتابات الأولية بشكل كبير من تأثير ارتفاع أسعار النفط الخام".
تقييم الروبية
انخفضت الروبية بنسبة 3% منذ أوائل سبتمبر، بحسب أبيشيك غوينكا، الرئيس التنفيذي لشركة "إنديا فوريكس أدفايزرس بي في تي" (India Forex Advisors Pvt)، و ربما سمح بنك الاحتياطي الهندي بخسائر تهدف إلى تصحيح المبالغة في تقييم الروبية. كما أشار غوينكا إلى أنَّ بنك الاحتياطي الهندي قد يسمح للروبية بالتداول في نطاق أوسع من 73.90 إلى76.90 للدولار في السنة المالية الحالية.
اقرأ أيضاً: "المركزي الهندي" يرسل ومضات تحذير بشأن تقليص ضخ السيولة تدريجياً
تعزيز الواردات
أدى ارتفاع أسعار النفط والطلب المحلي السريع إلى تعزيز الواردات، مما أدى إلى توسيع العجز التجاري الهندي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في سبتمبر. كما زادت واردات النفط بنحو 200%.
أظهرت البيانات التي جمعتها بلومبرغ أنَّ الهند تلقَّت تدفُّقات أجنبية بقيمة 134.4 مليون دولار في الأسهم حتى الآن في أكتوبر، علاوةً على 445.8 مليون دولار في الربع المنتهي في سبتمبر. كما تُعدُّ شركة "فليب كارت" (Flipkart)، عملاق التجارة الإلكترونية الهندي الذي تسيطر عليه شركة "ولمارت" (Walmart Inc)، و"بايتم"، الشركة الرائدة في البلاد في مجال المدفوعات الرقمية، و هما من بين الشركات التي تهدف إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام الأولي قبل نهاية مارس.
اقرأ أيضاً:انفكاك بنوك عالمية من تعاملات مربحة بعد تحذير بنك الاحتياطي الهندي
كما قال ديراج نيم، محلِّل استراتيجي للعملات الأجنبية في "مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة" (Australia & New Zealand Banking Group Ltd): "ستظل التدفُّقات الداخلة داعمة للروبية، خاصة في ظلِّ عمليات الاكتتاب الأولية النشطة. وبافتراض استمرار التدفُّقات الداخلة؛ سيتعيّن على بنك الاحتياطي الهندي تقليص مشتريات العملات الأجنبية، بالتزامن مع إدارته للسيولة المحلية الفائضة".