"تاتا" تسيطر مجدداً على "طيران الهند" مقابل 2.4 مليار دولار

الهند تعمل على بيع أصول حكومية من أجل سد عجز الموازنة - المصدر: بلومبرغ
الهند تعمل على بيع أصول حكومية من أجل سد عجز الموازنة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

فازت شركة "تاتا سانز" (Tata Sons) بعرض بيع حصة في شركة الطيران الهندية، لتنهي بذلك عقوداً من محاولات خصخصة شركة الطيران الخاسرة والمثقلة بالديون، وتنهي أيضاً سنوات من عمليات الإنقاذ التي تحمّل فاتورتها دافعو الضرائب، وكانت السبب في استمرار عمل الشركة.

"تاتا" تعرض شراء الناقلة الجوية "إير إنديا" المتعثرة

الحكومة الهندية تعتزم بيع شركة طيران "إير إنديا" لسد عجز الموازنة

أعلن توهين كاناتا باندي، كبير المديرين في إدارة الاستثمار وإدارة الأصول الحكومية في الهند، يوم الجمعة، عن قيام شركة "تاتا سانز" التي أسست "طيران الهند" بنفس الاسم والعلامة التجارية عام 1932، بتقديم عرض استحواذ على كامل حصة الحكومة بمبلغ 180 مليار روبية (2.4 مليار دولار).

تهدف الحكومة إلى إتمام الصفقة بنهاية عام 2021.

خصخصة الأصول

تدعم الصفقة الضخمة خطة الخصخصة الجريئة التي أطلقها رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، لسد عجز الميزانية المتزايد ويؤكد مساعيه لتقليص سيطرة الدولة على معظم الشركات.

تضيف الصفقة ثالث شركات الطيران لمحفظة "تاتا سانز" وتزيد قدرات أسطولها إلى ما يزيد على 100 طائرة وآلاف الطيارين المدربين وأطقم الطائرات والامتيازات المربحة لأماكن الهبوط والمواقف بالمطارات المنتشرة حول العالم.

ذكرت "بلومبرغ نيوز" الأسبوع الماضي أن لجنة وزارية هندية قبلت اقتراح كبار المسؤولين الذين أوصوا بقبول عرض المجموعة بدلاً من عرض من رجل الأعمال أجاي سينغ.

وكان باندي قد أشار إلى أن الكونسورتيوم الذي يقوده سينغ رئيس شركة "سبيس جيت" كان قد قدم عرضاً بقيمة 151 مليار روبية.

[object Promise]

تاريخ حافل

تمتد أعمال إمبراطورية "تاتا سانز" القابضة إلى قطاعات أعمال متنوعة من الملح إلى البرمجيات، وتمتلك المجموعة حصة منذ نحو 90 عاماً في شركة صناعة السيارات البريطانية الفاخرة "جاغوار لاند روفر".

أسس الإمبراطورية رجل الصناعة والأعمال الخيرية الأسطوري، راتان تاتا، الذي نجح في الحصول على أول ترخيص لعمل شركة طيران في الهند، والتي بدأت أعمالها بنقل البريد في ثلاثينيات القرن الماضي بين إقليم كراتشي المنفصل وقتها وبومباي الخاضعة للحكم البريطاني والتي تعرف حالياً باسم مومباي.

وبمجرد أن تحولت "طيران الهند" لشركة تجارية مملوكة للحكومة في خمسينيات القرن الماضي سرعان ما زادت شهرتها وخاصة بين الأثرياء القادرين على تحمل تكلفة السفر عبر الطيران في السماء. حيث ظهر في إعلانات الشركة المشاهير من ممثلات "بوليوود" والمسافرين وهم يتناولون الشمبانيا في أكواب من الخزف تحمل رسومات صممها الرسام السريالي سلفادور دالي.

غرد جي راتان تاتا خليفة تاتا والرئيس الفخري لمجموعة "تاتا سانز" على حسابه على "تويتر" قائلاً: "مرحباً بعودتك لطيران الهند".

وجاء في تغريدته: "من البديهي أن الأمر سيستغرق جهداً كبيراً لإعادة بناء الخطوط الجوية الهندية ونأمل أن تزيد فرص مجموعة تاتا بقوة وحصتها السوقية في قطاع الطيران".

مع ظهور شركات الطيران الخاصة في تسعينيات القرن الماضي والاندفاع نحو الطيران منخفض التكلفة الخالي من الرفاهيات في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فقدت "طيران الهند" ميزتها التنافسية في الأسواق المحلية والدولية.

لم تكن مفاجأة أن شركة الطيران المعروفة بشعار تميمة المهراجا، لم تعد الخيار الوحيد للسفر للخارج مع انحسار سمعتها المتعلقة بالخدمة الممتازة والضيافة.

تضررت "طيران الهند" بشكلٍ كبير من تقديم شركات الطيران الخليجية وخاصة "طيران الإمارات" و"الاتحاد للطيران" خدمات أرخص تكلفة لأوروبا والولايات المتحدة عن طريق دبي وأبو ظبي.

أصول ثمينة

تمثل "طيران الهند" ثالث علامة تجارية لشركة طيران ضمن الشركات التابعة لمجموعة "تاتا" حيث تملك حصة أغلبية في "إير آسيا الهندية" و"فيستارا" التي تعد مشروعاً مشتركاً مع "الخطوط الجوية السنغافورية".

تمتلك "طيران الهند" التي لم تحقق أرباحاً منذ اندماجها عام 2007 مع "الخطوط الجوية الهندية" امتياز أماكن انتظار ثمينة للهبوط والتوقف في مطار هيثرو في لندن مما قد يساعد "فيستارا" في جذب المسافرين من رجال الأعمال الراغبين في الطيران على رحلات مباشرة إلى أوروبا.

تمثل الصفقة اختباراً لخبرات المجموعة في قطاع الطيران. وقد واجهت مجموعة "تاتا" انتقادات لعدم تشغيلها أعمال الطيران الخاصة بها بكفاءة رغم مساهمتها بنسبة طفيفة من إجمالي إيرادات المجموعة.

علق سينغ الذي قدم عرضاً لم يتم قبوله في بيان تم إرساله عبر البريد الإلكتروني: "أهنئ مجموعة تاتا بفوزها بصفقة طيران الهند وأتمنى لهم النجاح. لقد حان الوقت لكي تستعيد علامة المهراجا مكانتها كشركة طيران رائدة عالمياً".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك