يعتزم أغنى رجل في آسيا موكيش أمباني إدخال سلسلة متاجر البقالة "سفن-إليفن" إلى الهند، لتنضم إلى إمبراطوريته المزدهرة المتخصصة في تجارة التجزئة، والتي تعمل في السوق الوحيدة بالعالم التي تضم أكثر من مليار مستهلك وتفتح أبوابها للشركات الأجنبية.
واقتنصت شركة "ريلاينس ريتيل" التابعة لأمباني عقد التحالف مع "سفن-إليفن" بعد أيام فقط من إنهاء شركة "فيوتشر ريتيل" لإدارة سلاسل السوبر ماركت تعاقدها الخاص مع واحدة من أكبر سلاسل محلات البقالة في العالم.
وسيُفتتح أول متجر تابع لسلسلة "سفن-إليفن" يوم السبت المقبل في مدينة مومباي، تتبعه عملية انتشار سريعة تبدأ من مختلف مناطق المركز المالي في الهند، حسب بيان أصدرته شركة "ريلاينس ريتيل" اليوم الخميس لم يتضمن التفاصيل المالية.
السيطرة على سوق التجزئة
فازت "ريلاينس" بالصفقة بعد أن أعلنت هذا الأسبوع شركة "فيوتشر ريتيل" التي تعاني تحت أعباء الديون أنها أنهت الاتفاقية التي وقعتها مع شركة "سفن-إليفن" في عام 2019 باتفاق الطرفين بعد عجزها عن فتح محال تابعة للعلامة التجارية أو سداد رسوم الوكالة.
وتورط أمباني في معركة قضائية شرسة مع شركة "أمازون" على أصول "فيوتشر ريتيل"، وهي واحدة من أكبر سلاسل متاجر التجزئة في الهند.
تشكل هذه الخطوة جانباً من طموح أوسع لإمبراطور الأعمال القوي للاستحواذ على قطاع تجارة التجزئة الرسمي الهندي الآخذ في النمو.
قال أمباني في اجتماع مع حاملي الأسهم في يونيو الماضي إن شركة "ريلاينس" تتوسع بمعدلات سريعة وأضافت خلال السنة الماضية 1500 متجر جديد إلى إجمالي متاجرها التي يبلغ عددها 13 ألفاً.
ارتفعت أسهم شركة "ريلاينس إنداستريز" التابعة لأمباني بنسبة 1.6% في تعاملات الخميس.
توقيت نموذجي
قال جو ديبينتو، الرئيس التنفيذي لشركة "سفن-إليفن" في بيان: "إن الهند ثاني أكبر بلاد العالم واقتصادها واحد من أسرع الاقتصادات نمواً. وهذا هو التوقيت النموذجي الأنسب لأكبر شركة لمتاجر التجزئة في العالم لدخول السوق الهندية".
يأتي دخول شركة "سفن-إليفن" إلى السوق الهندية أيضاً في لحظة مواتية حيث تحظى الهند بخمود نسبي في عدوى كوفيد-19 بعد موجة انتشار مدمرة ضربت البلاد منذ بضعة شهور فقط.
وتدور حالات الإصابة اليومية حالياً قرب أقل مستوى في سبعة أشهر، كما رُفعت قيود الإغلاق إلى حد كبير في مختلف أنحاء البلاد مع تسارع وتيرة التلقيح ضد الفيروس.
كثير من الشركات الأجنبية يطمح منذ زمن طويل إلى دخول السوق الهندية التي يبلغ قوامها نحو 1.4 مليار إنسان في بلد يشهد ارتفاعاً في الإنفاق الاستهلاكي غير الاضطراري.
غير أنها تواجه عقبات هائلة عند الدخول إضافة إلى المعارضة السياسية في ضوء الانتشار الواسع لمتاجر "الكيرانا"، وهي محال صغيرة للبقالة والاحتياجات اليومية تغطي نحو ثلاثة أرباع تجارة التجزئة في الهند.
يقول أوتكارش سينها، العضو المنتدب لشركة "بكسلي أدفايزرز" للاستشارات في مومباي: "يجب أن تحظى شركة "ريلاينس" بنفس معدل الاختراق مع مرور الوقت حتى تحقق تأثيراً. وسوف تكون إحدى الرياح المواتية في مصلحتها إقبال السوق على العلامات التجارية الكبيرة: وطالما كانت قادرة على طرح هذه العلامات، تستطيع أن تُحدث تحولاً في ممارسة التسوق".
ساحة متغيرة
تعد الصفقة بين الشركتين "مناسبة تماماً"، ويمكنها أن ترسخ توسع "ريلاينس" الرقمي وأن تمنح أمباني "ارتباطاً قوياً في النهاية مع المستهلك" وفقاً لسالوني نانغيا، رئيسة شركة "تكنوباك أدفايزرز" لأبحاث تجارة التجزئة.
أضافت نانغيا: "إن الساحة تتغير مع تلقي محال الكيرانا الصغيرة دعماً رقمياً وسوف يكون هذا القطاع أكبر القطاعات نمواً في الهند".
إن تحالف أمباني مع "سفن-إليفن" يعتبر أيضاً علامة أخرى على تزايد الهيمنة التي تمارسها حفنة من الشركات الهندية الكبرى المسيطرة على نشاط تجارة التجزئة في الهند، إذ أنها تلعب دور بوابة الاستثمارات الأجنبية الكبيرة.
استطاع كثير من الشركات العالمية مثل "فيسبوك" و"ستاربكس" دخول أسواق البلاد الواسعة في السنوات الأخيرة عبر صفقات مع شركات هندية منتشرة، من بينها شركة "ريلاينس" ومجموعة "تاتا"، التي قامت كذلك بالاستحواذ على شركات ناشئة محلية.
وقالت نانيغا: "إن الشركات الكبيرة التي تمتلك أموالاً كثيرة تحصل على نصيب أكبر من الأخرى. وقد أصبحت متركزة في أربعة أو خمسة لاعبين – وتستحوذ "ريلاينس" على الحصة الكبرى".