تدفع الهند شركة "كول إنديا" (Coal India Ltd) التي تديرها الدولة، أكبر شركة تعدين للوقود في العالم، لزيادة الإنتاج لمساعدة محطات الطاقة في التغلب على أزمة العرض وتلبية الطموحات طويلة الأجل للحد من الواردات.
شهدت الهند، التي تعتمد على الوقود لتوليد حوالي 70% من الكهرباء، بالفعل علامات تشير إلى عجز في الطاقة، وتحتاج إلى رفع الإمدادات لتجنب خطر انقطاع التيار الكهربائي. كما تسعى أيضا إلى تقليل التأثيرات قصيرة المدى على المستخدمين الصناعيين شديدي الاحتياج للطاقة، بما في ذلك منتجو الألمنيوم والأسمنت والطوب والورق.
اقرأ أيضا: أزمة الطاقة العالمية تترك الصين في مواجهة مزيد من نقص الكهرباء
قال وزير الفحم الفيدرالي أنيل كومار جاين في رسالة نصية، معلقا على رسالة كتبها إلى رئيس شركة "كول إنديا" برامود أغراوال، في أواخر الشهر الماضي: "يمكننا الاستمرار في دفع شركاتنا إلى الإفراط في الإنتاج"، طالبا من الشركة زيادة إنتاجها.
وبالإضافة إلى المخاطر قصيرة الأجل لأزمة الطاقة، تسعى الهند إلى تسريع الجهود لوقف واردات الفحم الحراري بحلول عام 2024، وفقا لـ"جاين". واستوردت الهند 215 مليون طن من الفحم خلال العام المنتهي في مارس، بانخفاض 14% على أساس سنوي. وشكلت الواردات ما يقرب من ربع إجمالي الطلب.
تستثمر شركة "كول إنديا" مليارات الدولارات لزيادة الإنتاج وتحسين النقل، مع توقع استمرار الطلب المحلي على الوقود الأحفوري في الارتفاع خلال السنوات القليلة المقبلة، حتى في الوقت الذي تستهدف فيه حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إحداث زيادة كبيرة في مصادر الطاقة المتجددة. وتعقدت هذه المهمة بسبب التقلبات الهائلة في سوق الفحم.
خلال بداية العام، واجهت شركة "كول إنديا" زيادة في المخزونات وتراجع الأرباح، إذ قلصت محطات الطاقة عمليات الشراء بسبب انخفاض الطلب على الكهرباء.
تواجه الهند حاليا أزمة في الإمدادات يمكن أن تستمر لمدة 5 إلى 6 أشهر، بعد هطول أمطار غزيرة غمرت مناجم الفحم وارتفاع تكلفة الواردات، ما أثار مخاوف من حدوث أزمة كهرباء على غرار ما حدث في الصين وأجزاء من أوروبا.
تسارعت وتيرة الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج المحلي قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، المقرر أن ينطلق في "جلاسكو" في نهاية أكتوبر.
تقاوم الهند، ثالث أكبر دولة تطلق الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، ضغطا دوليا لبذل المزيد من الجهود للحد من الانبعاثات، متذرِّعة باحتياجاتها التنموية المعتمدة على الفحم. يمكن للأزمة الحالية أن تدعم هذه الحجة التي تسوقها الهند.
اقرأ أيضا: دراسة: الهند ستوفر 1.2 مليار دولار سنوياً إذا أغلقت محطات الفحم القديمة
قال روبيش سانكي، نائب رئيس شركة "إيلارا كابيتال إنديا" (Elara Capital India Pvt) في مومباي: "سنشهد زخما متجددا لإنتاج الفحم المحلي من الآن فصاعدا.. هذه الأزمة ستعزز فكرة الاعتماد الذاتي على الفحم".
أظهرت بيانات حكومية أن مخزونات الفحم في محطات الطاقة تراجعت لتكفي متوسط أربعة أيام اعتبارا من يوم الاثنين الماضي، انخفاضا من 13 يوما في بداية أغسطس. يمتلك ما يقرب من 45% من أسطول طاقة الفحم في البلاد البالغ 202 غيغاوات، مخزونا لمدة ثلاثة أيام أو أقل، وفقا لوزارة الطاقة.