سجل مؤشر أسهم شركات التكنولوجيا الصينية القياسي في هونغ كونغ مستوى قياسياً منخفضاً اليوم الثلاثاء، إذ يتخارج المستثمرون بسبب المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة، مما عزز من عمليات البيع على أسهم شركات التكنولوجيا عالمياً.
انخفض مؤشر "هانغ سنغ" لأسهم التكنولوجيا بنحو 2.5% ليهبط إلى ما دون أدنى مستوى إغلاق سابق في 20 أغسطس.
المؤشر، الذي يضمُّ "تينسنت هولدينغز"، و"علي بابا غروب هولدينغ" باعتبارهما من أهم الشركات المدرجة به، بصدد التراجع للأسبوع الرابع على التوالي لتصل خسائره إلى 29% منذ يناير.
تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، التي صعدت خلال الوباء، بسبب زيادة القيود التنظيمية، والارتفاع المفاجئ في العائدات، مما أثار مخاوف المستثمرين من حدوث فقاعة. تضرَّرت الشركات الصينية على وجه التحديد، مع معاناتها من حملة الجهات التنظيمية في الصين.
هبطت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة بين عشية وضحاها، مع خسارة شركات: "فيسبوك"، و"أمازون"، و"أبل"، و"مايكروسوفت"، و"غوغل"، بما يوازي 238 مليار دولار من قيمتها السوقية، كما دخل أداء سهم "أمازون" على مدار 2021 إلى المنطقة الحمراء.
عوامل مجتمعة
انخفض مؤشر شركات التكنولوجيا في هونغ كونغ الذي بدأ رسمياً في يوليو 2020، حالياً بنحو 46% من القمة التي حقَّقها في فبراير، وخسرت الشركات المدرَجة به نحو 1.4 تريليون دولار من القيمة السوقية.
قال ماثيو كانترمان المحلِّل في "بلومبرغ إنتليجنس": "حالياً .. إنَّها العاصفة العارمة من الصعوبات.. تجمع العوامل بما في ذلك استمرار القيود التنظيمية، وارتفاع أسعار الفائدة، ومخاوف عدوى أزمة العقارات بالصين، من المحتمل أن تستمر في التأثير على قطاع التكنولوجيا بالصين على المدى القريب".
الأسواق المتوترة تترقب المصير الغامض لسندات "إيفرغراند"
هبطت أسهم شركة الترفيه عبر الإنترنت "بيليبيلي" بأكثر من 5% في هونغ كونغ، لتكون من بين أكثر المتضررين في المؤشر، في حين تراجعت "علي بابا غروب" بنسبة 3.7% .
يتمُّ تداول السهمين عند مستويات منخفضة قياسية. كما تراجعت أسهم "تينسنت " الرائدة في الصناعة بنسبة 2.5%.
امتدت عمليات البيع إلى أجزاء أخرى من آسيا أيضاً. إذ تراجعت أسهم الشركة، مشغِّل محرِّك البحث المدعوم من "سوفت بنك غروب" بنسبة 9.2%، وهي أكبر نسبة انخفاض في عام تقريباً، في حين هبطت أسهم شركة " نافير كورب"، التي يطلق عليها بعضهم اسم "غوغل" في كوريا الجنوبية، بنسبة 3.1%.
تعرَّض قطاع التكنولوجيا في الصين لضربة قوية، إذ شدَّدت السلطات قيودها على الشركات الخاصة لتلبية أهداف رؤية الرئيس شي جين بينغ بشأن "الرخاء المشترك". كما ساهمت المخاوف من امتداد عدوى الانهيار المحتمل لشركة التطوير العقاري المثقلة بالديون "إيفرغراند غروب" عالمياً، في تراجع الأسهم.
سهم "تينسنت" الخاسر الأكبر على مستوى العالم بعد تبخر 170 مليار دولار من قيمته السوقية
أجبرت المخاوف سوق هونغ كونغ للتخلي عن تصدُّرها لأسواق آسيا لصالح اليابان في أواخر يوليو، ودفعت مؤشر "هانغ سنغ" القياسي، للمركز المالي إلى منطقة "السوق الهابطة" في أغسطس. كما أصبح مؤشر "هانغ سنغ تشاينا انتربراييسز إندكس" الأسوأ أداء بين المؤشرات الرئيسية على مستوى العالم منذ بداية 2021.
قال كانترمان، إنَّه في حين تراجعت تقييمات الأسهم التكنولوجية في الصين؛ فإنَّه "بدون محفِّزات، أو إيجاد حلول لمختلف التحديات؛ من الصعب تغيير الاتجاه على المدى القريب".