هل من المفيد استخدام تطبيقات استثمارية مثل "روبن هود"؟

منصة "روبن هود" لتجارة الأوراق المالية - المصدر: بلومبرغ
منصة "روبن هود" لتجارة الأوراق المالية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

سألني زوجي الشهر الماضي عن تطبيق للتداول يسمى "روبن هود" (Robinhood) وعمَّا إن كنت قد رأيت أيَّ تقارير تفيد بأنَّ مستخدميه تعرَّضوا للاختراق وسرقة أموالهم. ويبدو، مما فهمته، أنَّ الضحايا واجهوا صعوبةً في الاتصال بممثِّلي الشركة.

لقد أدَّى هذا الأمر إلى فتح نقاش أوسع حول تطبيقات الاستثمار، وما إن كان يتوجَّب على المرء استخدامها بدلاً من شركات الوساطة التقليديَّة. ولكن، وقبل كل ذلك، هناك بعض الأمور التي يجب على المستثمرين مراعاتها قبل تبنيهم لتطبيقما يرونه مناسباً.

شهدت تطبيقات مؤخراً، مثل "أكورنز" (Acorns)، و"روبن هود"، و"ستاش" (Stash)، التي تأسَّست جميعها في الأعوام 2012 و 2013 و 2015 على التوالي، شعبية متزايدة. ففي شهر مايو، على سبيل المثال، أعلنت "روبن هود" أنَّها أضافت بالفعل ثلاثة ملايين حساب مموَّل في عام 2020.

تجذب التطبيقات الفئات المستهدفة من جيل الألفية، وجيل "زد"بشكل كبير، لأنَّها تجعل الوصول إلى سوق الأسهم بسيطاً إلى حدٍّ ما، ومنخفضاً من ناحية التكلفة. إنَّ تجربة المستخدم المباشرة تجعل هذه التطبيقات أكثر جاذبية، وأسهل في الاستخدام بالمقارنة مع العديد من نظرائهم في الوساطة المالية. كما تساعد هذه التطبيقات المستثمرين المبتدئين من خلال تقديم معلومات تعليمية حول السوق.

عوامل المساعدة

على الرغم مما سبق، هناك مزايا للبدء في الاستثمار عبر شركة وساطة معتمدة، أولُّها الشعور بالأمان لقدرة الوصول إلى خدمة العملاء. فإن كان لديكم مشكلة، لا داعي للقلق! يمكنكم الاتصال والتحدُّث مع شخص ما بشكل عام، وهذا ليس هو الحال دائماً مع تطبيقات الاستثمار، التي قد تقدِّم دعم البريد الإلكتروني فحسب. إذ لم يملك عملاء "روبن هود" الذين تعرَّضوا للاختراق، على سبيل المثال، خيار الاتصال بممثِّل خدمة العملاء.

كما يمكن أن تولِّد القدرة على مناقشة خياراتكم الاستثمارية شعوراً بالراحة عند اتخاذ قرارات الاستثمار المبكرة. وصحيح أنَّ شركات الوساطة لن تقدم النصائح الاستثمارية المحددة إن لم تدفعوا رسوماً استشارية، وقد تحتاجون في الكثير من الأحيان إلى حدٍّ أدنى من الأصول لفتح العرض؛ إلا أنَّه في حال كان لديكم أسئلة حول كيفية تجديد حساب التقاعد الفردي الخاص بكم، أو كيفية الاستثمار في صندوق تداول البورصة، أو صندوق مؤشر جديد، يمكنكم الاتصال بشركة الوساطة للحصول على مساعدة من خدمة العملاء.

تعرَّف على كم ستدفع رسوماً

أمَّا الأمر الآخر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، فهي الرسوم الإضافية التي قد تدفعونها لتصفُّح التطبيقات التي تعمل وسيطاً.

أمَّا بالنسبة للمستثمر في صندوق مؤشر أو صندوق تداول البورصة، فتوفِّر شركات الوساطة تجربة تسوُّق مباشرة، إذ يذهب المستثمر إلى المنصَّة الخاصة بشركة الوساطة، ويختار ما يريد الاستثمار فيه. أما التطبيقات، فهي تستخدم إلى حدٍّ كبير صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة في شركات الوساطة مثل "فان غارد" (Vanguard)، مما يعني أنَّ اختيار استخدام التطبيق بدلاً من الوساطة قد يعني دفع المزيد من المال مقابل المنتج ذاته، وأنتم، فعلياً، تريدون الحصول على خدمة مقابل هذه التكلفة الإضافية.

من المهم للمستثمرين مقارنة نسبة النفقات التي يقوم التطبيق بتحصيلها بتكلفة العمل مباشرة عبر شركات الوساطة للشراء من صناديق تداول البورصة، أو صندوق مؤشر. وصحيح أنه غالباً ما تكون النفقات متشابهة، لكن من الجيد التحقق منها دائماً.

تحفيز الاستثمار

هناك عامل آخر يجب أخذه بعين الاعتبار وهي الرسوم الشهرية. إذ تفرض بعض التطبيقات الاستثمارية رسوماً شهرية، وقد تستحق ذلك فعلاً مقابل امتيازاتٍ، مثل واجهة أفضل، وأدوات تساعدكم على الحفظ والمساهمة. ولكن قد يترك الذهاب مباشرة إلى شركة وساطة للاستثمار في أموالها، بدلاً من استخدام التطبيق، بعض الأموال الإضافية من استثماراتكم لنمو مستقبلي.

أمَّا الأمر الأخير الذي يجب مراعاته، فيتعلق بهذه التطبيقات التي تعمل بشكل أساسي على تحفيز الاستثمار، فهي مصمَّمة ليكون سهلاً على المستثمر التنقل خلالها، إلا أنَّه يجب مراعاة أنَّ كلَّ تلك الواجهات الملوَّنة، والإشعارات، والتنبيهات الفورية قد تدفعكم أيضاً إلى اتخاذ قرارات سريعة ومتسرِّعة، وهذه ليست دائماً الإستراتيجية التي تريدون اتخاذها عند الاستثمار.

يجب أن يعتمد مقدار الأموال التي تنفقونها من خلال تطبيق الاستثمار على أهدافكم الاستثمارية، ومدى ارتياحكم لميزات الأمان المتوفِّرة، وإمكانية الوصول إلى خدمة العملاء.

ليست بديلاً لبرامج التقاعد

في نهاية المطاف، هناك أمرٌ واحد مؤكَّد؛ فإن كنتم تنوون استخدام تطبيقٍ للاستثمار، فأنتم بحاجة إلى التأكُّد من أنَّكم تستثمرون ما يكفي لتحمُّل أي رسوم. وقد تبدو المبالغ الصغيرة معقولة، ولكن إن استثمرتم 5 دولارات شهرياً فقط، فمن المحتمل أن تستهلك رسومكم الشهرية عوائدكم. وبالتالي قد يساعد الالتزام بمبلغ 25 إلى 50 دولاراً شهرياً في الحفاظ على عائداتكم، والتقليل من استنزافها بسبب أي رسوم. هذا، بالطبع، على افتراض أنَّكم ضمن نطاق رسوم الدولار الواحد للشهر، وليس ال9 أو 10 دولارات شهرياً.

ويجب أيضاً مراعاة عدم استخدام هذه التطبيقات لتكون بديلاً عن الاستثمار في حسابات التقاعد، مثل "401 كيه" (401(K)) أو"روث آي أر إيه" (Roth IRA). ومع أنَّ هناك تطبيقات استثمار تتيح الوصول إلى حسابات التقاعد الفردية؛ لكن عليكم أن تقرروا إن كان من المنطقي دفع الرسوم الإضافية للوصول إليها عبر التطبيق بدلاً من الذهاب مباشرة إلى الصناديق في شركات الوساطة التي تستخدمها التطبيقات.

وزبدة الكلام، يمكن أن تساعد تطبيقات الاستثمار في تشجيع الأجيال الشابة على التعرُّف على الاستثمار، والصحة الماليَّة في وقت مبكر، ولكن كما هو الحال مع أيَّة أداة مرتبطة بأموالكم، من الأفضل دائماً التعامل معها بعناية.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
الآراء الأكثر قراءة