بعد سباق انتخابي مثير.. كيف استقبلت الأسواق رئيس وزراء اليابان الجديد؟

فوميو كيشيدا – على اليمين – يحتفل مع يوشيهيدي سوغا بعد فوزه بزعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي - المصدر: بلومبرغ
فوميو كيشيدا – على اليمين – يحتفل مع يوشيهيدي سوغا بعد فوزه بزعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بعد شهر من سباق تنافسي مثير على موقع القائد الجديد لليابان، انتهت المعركة كما تنبأ الجميع. ويستعد فوميو كيشيدا، أكثر المرشحين للمنصب خبرة ووسطية، لأن يصبح رئيس الوزراء رقم مئة لدولة اليابان.

يرى المستثمرون في "كيشيدا" خيارا للاستمرار واستقرار الأحوال، سواء كان جيدا أم سيئا، كما أنه من غير المرجح أن يبث قدرا كبيرا من الحيوية في الأسواق.

في بداية السباق، أثارت فرصة تارو كونو في أن يفوز في الانتخابات فضول المستثمرين الأجانب والمتعاملين الأفراد في بورصة الأوراق المالية، إذ جذب اهتمامهم اتقانه للغة الإنجليزية وميوله الإصلاحية ومهارته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب ناوهيكو بابا، الاقتصادي لدى مصرف "غولدمان ساكس" في تقرير له: "يحتمل أن تكون حركة أسواق الأسهم في عهد كيشيدا في أضعف أحوالها، خاصة أن آراءه الإصلاحية تبدو ضعيفة نوعا ما وأنه يتبنى موقفا حذرا في مسألة انضباط المالية العامة".

جاء رد فعل أسواق الأسهم على فوز "كيشيدا" باهتا في بداية تعاملات اليوم الخميس، فلم تشهد حركة مؤشر "توبكس" تغيرا يذكر حتى الساعة 9:20 بالتوقيت المحلي لليابان.

ويتمثل التحدي القادم أمام "كيشيدا" في تقديم حزمة تحفيز جديدة للاقتصاد لا تُخيّب آمال المستثمرين، حيث تعهد بأن يتوخى السرعة والفطنة في سياسة الإنفاق، بينما يتعافى الاقتصاد من جائحة كورونا، وكرر وعده بعد فوزه بالانتخابات يوم الأربعاء، بإعداد حزمة تحفيز قيمتها عشرات التريليونات من الين الياباني قبل نهاية العام.

ربما يعيد مستثمرو البورصة النظر في أسهم شركات تشغيل القطارات وخطوط الطيران مع انتهاء حالة الطوارئ الأخيرة في البلاد نهاية الأسبوع الجاري، ويشجعهم على ذلك تأييد "كيشيدا" رفع قيود الحركة المرتبطة بفيروس كورونا وإعادة تفعيل برنامج تنشيط السياحة الداخلية "جو تو ترافيل" عبر تقديم خصم كبير على الرحلات.

استقرار وملل

سينبغي على "كيشيدا" في الأمد الطويل أن يُلمّح بموعد تغيير سياسات اليابان، حتى يعود تركيزها إلى ضبط الموازنة العامة، خاصة أنه تبنى مواقف متشددة في السابق بشأن ديون الحكومة، حتى أنه طرح فكرة أن اليابان قد تحتاج في النهاية إلى زيادة جديدة في ضريبة المبيعات بهدف تعظيم الإيرادات، رغم نفيه تطبيقها خلال العقد الحالي.

وفي حين أن الإدارة التي تسعى إلى استمرار الأوضاع الحالية قد لا تحمل كثيرا من الإثارة بالنسبة للمستثمرين في عام الانتخابات، إلا أن الاستقرار ربما يكون أيضا أمرا طيبا، حيث تخلفت أسواق الأسهم اليابانية عن الأسواق الأخرى على مدى شهور كثيرة من العام الحالي بسبب الخوف من خسارة الحزب الليبرالي الديمقراطي مقاعده في الانتخابات العامة هذا الخريف نتيجة ضعف شعبية رئيس الوزراء المنتهية ولايته يوشيهيدي سوغا.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

في تقرير صادر أمس، الأربعاء، كتب جون فيل، مسئول الاستراتيجية العالمية لدى شركة "نيكو لإدارة المحافظ" (Nikko Asset Management): "يجب أن تحقق قيادة كيشيدا نصرا كبيرا بما يعزز الآمال في إطالة عمر الحكومة التي ينبغي أن تكون مسألة إيجابية من وجهة نظر المستهلكين والشركات والمستثمرين".

رأسمالية جديدة

رغم ذلك، فإن استراتيجية "كيشيدا" ليست استراتيجية "آبينوميكس 2" (نسبة إلى السياسة الاقتصادية لرئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي). فقد أكد أن اليابان في حاجة إلى تضييق الفجوة في توزيع الثروة التي اتسعت كثيرا في ظل سياسة اقتصاد السوق التي انتهجها شينزو آبي، حين تخلفت الزيادة في الأجور كثيرا عن الزيادة في أسعار الأصول.

لوّح "كيشيدا" أيضا بفكرة "نوع جديد من الرأسمالية اليابانية" التي تُحبّذ إعادة توزيع الثروة وزيادة الأجور، غير أنه لم يكن واضحا في طرح تفاصيل تطبيق هذه الفكرة.

ومع ذلك، لا يتوقع الاقتصاديون أن يضغط كيشيدا على "بنك اليابان" حتى يغير وجهته في المدى القريب، إذ كان دائما صريحا في إعلان دعمه لسياسة البنك المركزي الجسورة في التيسير النقدي ومستهدف التضخم عند 2% الذي تبناه.

يواجه "كيشيدا" قرارا مهما يتعلق باستبدال وزير المالية تارو آسو الذي تولى هذا المنصب الحيوي لفترة طويلة امتدت لما يقرب من تسع سنوات من إدارتي رئيسي الوزراء شينزو آبي ويوشيهيدي سوغا. وأعلن "كيشيدا" أنه يريد أن يميل تشكيل حكومته نحو الشباب أكثر من حكومة "سوغا"، في حين أتم وزير المالية تارو آسو 81 عاما في أوائل الشهر الجاري.

وإذا استمر في منصبه لفترة أطول من "سوغا"، يظل أمام "كيشيدا" قرار على نفس الدرجة من الأهمية يتعلق بحاكم "بنك اليابان" المركزي هاروهيكو كورودا الذي تنتهي ولايته في أوائل عام 2023.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك