ربما تكون دبي هي بوابة السياح للشرق الأوسط، لكن المستثمرين في الأسهم يهربون إلى جاراتها أبوظبي والرياض مع إشعال مبيعات الأسهم بمليارات الدولارات في الأسواق المحلية.
وتبث الطروحات الأولية للجمهور من قبل الشركات السعودية "أكوا باور انترناشونال"، ووحدة خدمات الإنترنت التابعة لـ"إس تي سي"، وكذلك "موانئ أبوظبي" و"أدنوك للحفر"، الحياة في البورصات المحلية، أما البورصة الإماراتية الأخرى في دبي فلا ينتظرها في الأفق سوى شطب أسهم مثل تلك الخاصة بـ"إعمار مولز".
ويساهم التعافي في أسعار خام البترول في 2021، الذي حصل على دعم أكبر من أزمة الطاقة العالمية، في انتعاش السعودية وأبوظبي الغنيتين بالنفط، واللتان عملتا بكد لإحياء بورصتيهما المحليتين، وفي غضون ذلك، دمر الوباء اقتصاد دبي الذي يعتمد بشدة على الضيافة والعقارات والسياحة.
اقرأ أيضاً: صفقات إدراج بمليارات الدولارات تشعل المنافسة بين بورصتي الرياض وأبوظبي
جذب المليارات
وقال صلاح شما، مدير الاستثمار في الأسهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "فرانكلين تمبلتون" في دبي: "لدى دبي الكثير الذي يجب أن تقوم به من أجل اللحاق بالركب: سجل سيولتها ضعيف مقارنة بأبوظبي والرياض واللتين هما أيضا من بين أفضل الأسواق الناشئة أداءً العام الجاري".
وقبل الارتفاع المشهود مؤخراً في طروحات الأسهم، لم تشهد بورصة أبوظبي أي إدراج لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، بينما لم تشهد دبي سوى شركة واحدة صغيرة تتحول للملكية العامة منذ 2017، كما تبخر الطرح الوحيد المحتمل العام الجاري عندما سحبت شركة اللوجستيات "ترايستار للنقل" الصفقة في أبريل.
وفي الأسواق الخليجية الأخرى، وصل الطلب على الأسهم الجديدة أعلى مستوى، وتقدم المستثمرون بطلبات بقيمة 34 مليار دولار على طرح "أدنوك للحفر" البالغة قيمته 1.1 مليار دولار.
كما جذبت الشركة العربية لخدمات الإنترنت والاتصالات، المعروفة أيضاً باسم "اس تي سي حلول"، طلبات اكتتاب مذهلة بلغت 471 مليار ريال (126 مليار دولار) لطرحها الشهر الجاري بقيمة 966 مليون دولار.
اقرأ أيضاً: "stc حلول" تطرح 20% من أسهمها للاكتتاب العام بالسوق السعودية
طروحات مستقبلية
والارتباط ببورصة أبوظبي قد يكون أحد سبل دعم سوق دبي، وفقاً لما قاله فيجاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "سينشري فاينانشال" للاستشارات ومقرها دبي، وقال: "في جميع أنحاء العالم، تندمج البورصات لزيادة قاعدة المستثمرين وتحسين أحجام التداول اليومية".
وفي غضون ذلك، فمن المرجح أن يستمر فيضان الصفقات في أبوظبي والرياض، وتدرس البورصة السعودية طرح نفسها وكذلك وحدة أعمال البتروكيماويات المتخصصة التابعة لشركة "سابك"، وكذلك شركة الإمارات العالمية للألمنيوم ومشروع الأسمدة المشترك الخاص بـ"أدنوك"، "فيرتيجلوب"، حسبما نقلت "بلومبرغ نيوز".