يبدو أن الارتفاع العالمي في أسعار الطاقة والحملة التي تشنها الصين على استهلاك الطاقة سيؤديان إلى خاسرين أكثر من الرابحين في الأسهم الآسيوية مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وتضرره.
تهيمن الأسهم الصينية على قوائم مراقبة المتداولين، نظراً لأن البلاد تعد أكبر مستهلك للكهرباء في العالم وأكبر مصدر للسلع. ووقعت المصانع التي تنتج كل شيء بداية من الألعاب إلى المكونات الحيوية لشركتي "أبل" و"تسلا" في ظل تداعيات ذلك.
سيستفيد منتجو الفحم والغاز الطبيعي في المنطقة على المدى القصير من الأسعار المرتفعة، بينما يجب أن يربح منافسوهم في مجال الطاقة الخضراء على المدى الطويل. وقد تكون القطاعات ذات الاستهلاك الكثيف للطاقة والتي تصنع المعادن والكيماويات هي الأكثر خسارة.
أدى ارتفاع الطلب على الهيدروكربون مع تعافي الاقتصادات من الوباء إلى جانب انخفاض الإمدادات على مستوى العالم إلى حدوث نقص في المعروض. وأسهمت جهود الصين الصارمة والمتزايدة للحد من الانبعاثات، في تضخيم التأثير الفوري على الشركات.
يعمل أكثر من نصف مقاطعات البر الرئيسي في الصين على الحد من استخدام الكهرباء، ما يؤدي إلى إغلاق المصانع، وهو ما يتردد صداه عبر سلاسل التوريد العالمية. وفيما يلي بعض الأسهم والقطاعات التي تجب مراقبتها:
الغاز
ستستفيد الشركات التي تنتج الغاز وتصدره للمنطقة بشكل واضح من ارتفاع الأسعار، في حين أن الشركات التي تستورد الغاز وتستهلكه وتوزعه معرضة للخسارة.
الفائزون المحتملون هم: "وودسايد بيتروليوم" (Woodside Petroleum) الأسترالية، و"بيتروناس غاز" (Petronas Gas) الماليزية، و "إنبيكس" (Inpex) اليابانية، وشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية، وشركة "ريلاينس إندستريز" (Reliance Industries). من ناحية أخرى، قد تواجه شركات توزيع الغاز مثل "تشاينا غاز هولدينغز" (China Gas Holdings) و"كونلون إينيرجي" (Kunlun Energy) ضغوطاً.
من المتوقع أن ترتفع التكاليف بالنسبة لمستوردي الغاز الهنود مثل "بترونيت للغاز الطبيعي المسال" (Petronet LNG) وموزعي الغاز في المدن، الذين يستخدمون الغاز الطبيعي كمواد وسيطة، مثل "إندرابراسثا غاز" (Indraprastha Gas).
قال نيل بيفريدج، كبير محللي الطاقة في "سانفورد سي بيرنشتاين" (Sanford C. Bernstein)، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "يكمن الخطر في أننا سنشهد ضغطاً على الهامش بحلول فصل الشتاء" بالنسبة لشركات توزيع الغاز. وأضاف أن شركات توزيع الغاز قد لا تتمكن من تجاوز الأسعار المرتفعة بما أنهم يخضعون للجهة التنظيمية في الصين.
الفحم والطاقة
قد تجني شركات استخراج الفحم ثروة في ظل ارتفاع أسعار سلعتهم. وتشمل الأسهم التي تجب مراقبتها شركة "أدارو إينيرجي" (Adaro Energy) الإندونيسية وشركة "وايت هافن كول" (Whitehaven Coal) الأسترالية و"كول إنديا" (Coal India). ومن بين الشركات الصينية هناك شركة "تشاينا شينهوا إينيرجي" ( China Shenhua Energy) وشركة "تشاينا كول إينيرجي" (China Coal Energy) ومجموعة "شانكزي كوكنغ كول إينيرجي" (Shanxi Coking Coal Energy).
تكبدت مخزونات شركات توليد الطاقة التي تعتمد على الفحم مثل هاوديان باور إنترناشيونال" (Huadian Power International) الصينية و"هوانيغ باور إنترناشيونال" (Huaneng Power International) و"داتانغ إنترناشيونال باور جينيريشن" (Datang International Power Generation) خسائر فادحة يوم الاثنين، وتم استردادها جزئياً أمس الثلاثاء.
كتب المحللان بيير لاو، وليزلي لي في مذكرة بتاريخ 26 سبتمبر أنه من المرجح أن يسجل منتجو الطاقة المستقلون الذين يعملون باستخدام الفحم في الصين خسائر صافية في الربع الثالث بسبب ارتفاع التكاليف. وأضافا أن الشركات لن تكون قادرة على نقل التأثير الكامل لارتفاع أسعار الفحم إلى المستهلكين.
انخفضت مخزونات منتجي ومستخدمي الطاقة اليوم الأربعاء، رغم قول أشخاص مطلعين على الأمر إن الحكومة الصينية تدرس رفع أسعار الطاقة للمستهلكين الصناعيين. و انخفض مؤشر المرافق "سي إس آي 300" (CSI 300) بمقدار 2.8% وهو أكبر انخفاض منذ 16 يوليو.
مستخدمو الكهرباء
يهدد ارتفاع أسعار الكهرباء بإلحاق الضرر بحصص مستخدمي الكهرباء بكثافة، مع وجود أسهم يجب مراقبتها ومن بينها "شركة الألومنيوم الصينية" (Aluminum Corporation of China)، وشركة "باوشان للحديد والصلب" (Baoshan Iron & Steel)، وشركة "أنغانغ ستيل" (Angang Steel)، و"شركة الصين الوطنية للهندسة الكيميائية" (China National Chemical Engineering)، و"مجموعة تشجيانغ لونغ شنغ" (Zhejiang Longsheng Group).
ونظراً لأن انقطاع التيار الكهربائي في الصين يحد من الإنتاج الصناعي، فإن ذلك الأمر سيؤدي إلى انخفاض الطلب على الشحن، ما يؤثر على أسهم مثل شركة "كوسكو شيبينغ هولدينغز" (Cosco Shipping Holdings)، وفقاً للمحللين.
وقال شي جونبو، مدير الصندوق في شركة "هانغزو شيان أسيت مانجمنت" (Hangzhou Xiyan Asset Management) إن "الصدمة الحالية تمثل جرس إنذار لقطاعات مثل المعادن والفحم، وإن أفضل فترة من المكاسب قد انتهت".
سلسلة التوريد العالمية
أوقف بعض موردي أجهزة "أيفون" وشركات صناعة السيارات الإنتاج في بعض المنشآت بالصين للوفاء بسياسة بكين الأكثر تشدداً لاستهلاك الطاقة.
وقالت شركة "إيه إس إي تكنولوجي هولدينغ" (ASE Technology Holding) الموردة لـ"أبل" إن مصنعاً في مدينة كونشان لن يشهد أي إنتاج من 27 سبتمبر إلى 30 سبتمبر بسبب قيود الطاقة. وتشمل الأسهم الأخرى التي تجب مراقبتها نظراً لتعرضها لمخاطر مماثلة الشركات الموردة لـ"تسلا" مثل "إيف إينيرجي" (Eve Energy) و"نينغبو جويسون إليكترونيك" (Ningbo Joyson Electronic) ومن بين شركات صناعة السيارات الصينية، يراقب التجار "بي واي دي" (BYD) و"جيلي أوتومبيل" (Geely Automobile Holdings) و"لي أوتو" (Li Auto) و"إس إيه آي سي موتور" (SAIC Motor) و"إكس بينغ" (XPeng).
كتب محللو "بنك أوف أمريكا" ومن بينهم مينغ هسون لي في مذكرة بتاريخ 27 سبتمبر: "إذا استمر تقنين الطاقة لفترة أطول، فمن المرجح أن يرتفع سعر المواد الأولية، ما سيؤدي إلى ضغط في التكلفة على صانعي المكونات".
أسهم الطاقة الخضراء
لم تكن الشركات التي تولد الطاقة عبر مصادر متجددة مثل الرياح والمياه بالضعف الذي شهده أقرانها الذين يعملون على وقود الفحم. ووصلت أسهم شركة "تشاينل لونغيولن باور غروب" (China Longyuan Power Group) إلى مستوى قياسي أمس الثلاثاء، بعد أن قفز سعرها بنسبة 21% خلال خمس جلسات تداول.
ومن بين الأسهم الأخرى التي تحظى بالتركيز "هوانينغ لانكانغ ريفير هيدروباور" (Huaneng Lancang River Hydropower) و"فوجيان ميندونغ إليكتريك باور" (Fujian Mindong Electric Power) و"سيسيب ويند-باور" (Cecep Wind-Power).
قالت صحيفة "إيكونوميك ديلي" المدعومة من الحكومة في تعليق على صفحتها الأولى أمس إن الطريقة النهائية لحل ضيق إمدادات الطاقة هي الانتقال إلى استهلاك أقل للطاقة. وقال شي من "هانغزو شيان أسيت" (Hangzhou Xiyan Asset): "على المدى الطويل، ستوفر الأحداث دعماً أكبر لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وستعمل أهداف الانبعاثات على تسريع انضمام الطاقة النظيفة إلى الشبكة".