تجاوزت العقود الآجلة للقطن دولاراً للرطل لأول مرة منذ نحو عقد، حيث تُهدد الأحوال الجوية السيئة وعقبات الشحن الإمدادات، ما أدى لارتفاع تكاليف صناعة الملابس حول العالم.
تشهد المحاصيل في عدد من الدول المنتجة مشكلات بدءاً من الحقول التي أغرقتها الأمطار في الولايات المتحدة إلى دودة القطن في الهند، فيما يحتاج المشترون لمزيد من القطن حيث تشتري المكسيك والصين كميات قياسية منه. تتفاقم مصاعب الموردين مع زيادة تكاليف الشحن والعوامل الجيوسياسية ورد الفعل الدولي على انتهاكات بحق العمالة في شينجانغ وهي أكبر مناطق الإنتاج بالصين. حظرت الولايات المتحدة الواردات منها في وقت سابق من هذا العام.
"جيه بي مورغان": أسعار السلع أمام دورة صعود كبرى جديدة
تضافرت هذه العوامل مجتمعة لترفع الأسعار، ما يعني أن تكاليف صنع الملابس سترتفع، ما يضيق من هوامش صانعي الملابس، مثل شركة "ليفي شتراوس أند كو" (Levi Strauss & Co). يؤدي ذلك إلى تضخم أسعار المنتجات من القمصان إلى الجينز إن حاول تجار التجزئة تحميل هذه النفقات للزبائن.
تغطية انكشافات
ارتفع عقد التسليم لشهر ديسمبر 3.6% إلى 1.0155 دولار للرطل في نيويورك، وهو أعلى سعر منذ نوفمبر 2011. كان السعر قد ارتفع 28% هذا العام وزاد المتعاملون من حدة الارتفاع عبر مسارعتهم لتغطية انكشافاتهم.
فيما يشهد القطن عاماً ثانياً على التوالي من عجز الإمدادات، يترقب المتعاملون أرقاما دالة على مدى العجز من شركة الأبحاث "كوتلوك" (Cotlook) تصدر هذا الأسبوع.
رغم الأهمية المعنوية لارتفاع السعر إلى دولار، إلا أن مسلسل التصاعد لن يتجاوز على الأرجح مستوى الدولارين الذي بلغه في 2011، حسب قول لويس روز، رئيس الأبحاث لدى "روز كوموديتي غروب" (Rose Commodity Group) في تينيسي.
الصين قد تزيد حصص استيراد القطن بعد حظر شينجيانغ
كما قال روز، الذي كان يعمل لدى "كارغيل": "قبل 10 سنوات كان قطن الصين قد نفد إلى حد كبير، ولكن هذا ليس هو الحال هذه المرّة"
نفى جون روبينسون، وهو اقتصادي لدى "تكساس آيه أند إم أغريلايف اكستنشن" (Texas A&M’s AgriLife Extension) في كوليدج ستيشن أن تكون العوامل الأساسية تدعم تضاعف السعر، وقال إن القطن يتضرر من اختلالات سلاسل الإمداد، لكن مخاوف الإنتاج في الولايات المتحدة مبالغ بها كثيراً.
ومضى إلى القول: "نشأ هذا الارتفاع منذ الجمعة من عمليات شراء كبيرة، وهذا قد ينحسر بالسرعة التي بدأ بها".