يبدو أن المستثمرين لم يرفَّ لهم جفن من أشرس ضربة صينية في قلب عالم العملات المشفرة.
ورغم تراجع بتكوين وبعض نظيراتها يوم الجمعة بعد أن أصدر البنك المركزي الصيني بياناً يحظر فيه تداول العملات المشفرة وتعهد باستئصال جذور تعدين الأصول المشفرة، فقد تعافت إلى حد بعيد منذ ذلك الحين، وارتفعت بتكوين إلى ما يناهز 44 ألف دولار يوم الإثنين أي بالقرب من المستوى الذي كانت عليه قبل الإعلان الصيني، وحطمت إيثريوم حاجز الأسبوع الماضي البالغ 3100 دولار.
اقرأ أيضاً: بتكوين وإيثيريوم تستعيدان سعر ما قبل الحظر الصيني
وقال الاستراتيجيون في "فاندسترات"، في وقتٍ متأخر من يوم الجمعة عندما بدأت العملات تعوِّض خسائرها: "يبدو أن هناك دعم شراء يأتي إلى السوق لعملتي بتكوين وإيثريوم إذ بدأ المشاركون في السوق يستوعبون المعلومات.. وهذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه التصريحات من الصين"".
وأضافوا: "إذا كنا سنوسع تعريفنا للحظر، فيمكن أن نحدد سبعة تواريخ بما فيهم اليوم (الجمعة) عندما شهدنا حملات مشابهة على الأصول المشفرة من بكين".
تراجع معدل التعدين
وأغلقت خطوة البنك المركزي الصيني ثغرة متواجدة منذ وقت طويل مكَّنت المواطنين من الاحتفاظ بحساباتهم في البورصات الخارجية، كما أنها منعت المنصات من التوظيف محلياً في وظائف مثل التسويق والتكنولوجيا والمدفوعات ما يحد من قدرتها على خدمة العملاء الصينيين.
وانتقلت العديد من شركات التعدين بالفعل من الصين، التي امتلكت في أبريل الماضي 46% من معدل التجزئة العالمي (Hash rate)، وهو مقياس لقوة الحوسبة المستخدمة في التعدين والمعالجة، وفقاً لمؤشر "كامبريدج بتكوين" لاستهلاك الكهرباء.
منذ بدء الحملات، انخفض معدل التجزئة بأكثر من النصف من ذروة منتصف مايو حتى أوائل يوليو، وفقا لبيانات "بلوكتشين دوت كوم"، ويشير تعافيه إلى عودة شركات التعدين، سواء داخل الصين أو في أي مكان آخر، وفي أعقاب إعلان يوم الجمعة، ظل معدل التجزئة ثابتاً إلى حد ما.
وظهرت تداعيات الإعلان فوراً على "هوبي"، البورصة الخارجية الشهيرة، التي أوقفت تسجيلات المستخدمين الجدد باستخدام أرقام هواتف في البر الرئيسي للصين، وقالت إنها "ستلغي تدريجياً حسابات المستخدمين الموجودين في البر الرئيسي للصين" بدءاً من 31 ديسمبر، كما أوقفت "بينانس" تسجيلات المستخدمين الجدد من البر الرئيسي.
وتراجعت أسهم "هوبي" بنسبة 22% يوم الإثنين، ومع ذلك، فقد ارتفعت عملتها المشفرة بنسبة 13% قبل 24 ساعة من الساعة 9:45 صباحاً بتوقيت لندن، حسبما أظهرت أسعار شركة "كوين غيكو".
أيضاً استجابت "علي بابا" للقواعد الجديدة، قائلة إنها ستحظر بيع عملات شركات التعدين الافتراضية، بالإضافة إلى حظر بيع العملات المشفرة مثل بتكوين ولايتكوين وإيثريوم، وقالت في بيان إنها ستغلق أقسام "معدِّني بلوكتشين" و"كماليات معدني بلوكتشين" اعتباراً من 8 أكتوبر.
اقرأ أيضاً: أكبر منصة "بتكوين" في الصين توقف استقبال مستخدمين جُدد بعد تشديد الحظر
المستفيدون من الحظر
مع ذلك، قد يستفيد آخرون، وأشار تقرير صدر يوم الجمعة من شركة "غراي سكيل"، وهي شركة لإدارة الأصول المشفرة، إلى أن التمويل اللامركزي، والبورصات التي تنظمها الولايات المتحدة قد تكون من بين المرشحين للأداء الجيد، ويمكن أن يكون التمويل اللامركزي بديلا لمستثمري العملات المشفرة الصينيين في حالة إجبار اللاعبين المركزيين على الخروج من الدولة.
هناك أيضاً احتمال أن تكتسب المجالات التي تنظمها الولايات المتحدة أحجاماً مع انحسار التداول في البورصات الآسيوية الكبيرة نتيجة للحظر الصيني.
قالت "غراي سكيل": "في حالة انتقال المزيد من تداول العملات المشفرة إلى الولايات المتحدة، فقد يستفيد المنظمون من زيادة الرقابة على السوق، ما يوفر مزيداً من الشفافية وحماية المستثمرين على المدى الطويل".
