تخطط الصين لإنشاء شركتين عملاقتين لتعدين المعادن الأرضية النادرة في محاولة لكسب قوة تسعير أفضل في الأسواق العالمية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وتهدف الحكومة في نهاية المطاف إلى دمج جميع شركات المناجم ومعالجة المعادن الأرضية النادرة في شركتين كبيرتين، واحدة في الشمال والأخرى في الجنوب، كما قال الأشخاص المطلعون، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً لخصوصية المسألة.
قال الأشخاص المطلعون إن شركة في جنوب الصين ستشرف على المعادن الأرضية النادرة المتوسطة إلى الثقيلة، والأخرى في الشمال ستسيطر على جميع المعادن الأرضية النادرة الخفيفة. ومن غير الواضح متى سيتم الانتهاء من الدمج.
اقرأ أيضاً: شركات السيارات تسعى لتأمين إمدادات المعادن النادرة بعيداً عن هيمنة الصين
هيمنة على الإنتاج
تعيد بكين هيكلة الصناعة منذ سنوات إلى ست مجموعات كبيرة تسيطر عليها الدولة. وتأمل من خلال توحيدها في الحفاظ على هيمنتها في إنتاج المعادن الاستراتيجية، التي تسيطر عليها بنسبة 70%، حيث تتطلع الولايات المتحدة وأوروبا إلى تطوير سلاسل الإنتاج والإمداد الخاصة بهما والتنويع بعيداً عن الصين.
قالت وحدة المعادن الأرضية النادرة التابعة لشركة "تشاينا مينميتالز" في ملف أودعته في بورصة شينزين للأوراق المالية مساء الخميس، إن العديد من شركات التعدين المملوكة للدولة، بما في ذلك شركة الألمنيوم الصينية، ستعيد هيكلة أصولها. وقال الأشخاص المطلعون إن هذه الخطوة الأولى نحو الاندماج في كيانين عملاقين.
ولم ترد لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة وإدارتها التابعة لمجلس الدولة، التي تشرف على شركات التعدين، على رسالة بالفاكس للحصول على تعليق. كما لم يتم الرد على الأسئلة التي تم إرسالها بالفاكس إلى وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، المسؤولة عن إدارة المعادن الأرضية النادرة أيضاً.
اقرأ أيضاً: الصين تضع عينها على معادن أفغانستان في رهان خطر على طالبان
إعادة الهيكلة
رغم أن تفاصيل المرحلة الأولى من إعادة الهيكلة شحيحة، شارك الطرفان حصصهما الخاصة في أربعة من أصل ست شركات إنتاج تهمين على قطاع المعادة الأرضية النادرة.
وجرى إلقاء الضوء على أهمية المواد، التي تدخل في مجموعة من الاستخدامات من السلع الاستهلاكية وحتى المعدات العسكرية، في عام 2019، حيث فكرت الصين فيما إذا كانت ستستخدم موقعها كمورد مهيمن في العالم كسلاح مضاد في حربها التجارية مع واشنطن.
ساعد قرار بكين منذ حوالي 30 عاماً بجعل المعادن الأرضية النادرة مادة استراتيجية وحظر الأجانب من التنقيب عنها في تمهيد الطريق أمام الصين لوضع الولايات المتحدة جانباً باعتبارها المنتج الرائد في العالم. يُعدّ المغناطيس الدائم أكبر استخدام لهذه المعادن، ويشمل مجموعة "إن دي فيب"، الموجودة في كل شيء من الهواتف إلى أجهزة الكمبيوتر إلى السيارات.
يتزايد الطلب على المعادن الأرضية النادرة، وهي مجموعة واسعة من 17 عنصراً، مدفوعاً بالحاجة المتزايدة للمغناطيس الدائم.
ارتفعت أسعار النيوديميوم والبراسيوديميوم أو (NdPr)، وهما اثنان من المعادن الأرضية النادرة السبعة عشر المستخدمة في مغناطيس "إن دي فيب" إلى أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمان هذا الصيف.