هناك حالتان من أوضاع الديون التي تشتهر بصعوبتها، وهما تتشابهان من حيث أفضل عوائد السندات الدولارية في العالم هذا الشهر.
فقد عادت السندات الدولارية اللبنانية المنكوبة بالأزمة بنسبة 31% في سبتمبر، في حين ارتفعت "السندات الممتازة" من بليز المتخلفة عن السداد بنسبة 25%، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. ما يضع البلدين في مرتبة متقدمة جداً عن أقرانهما في مقياس بلومبرغ للسندات السيادية بالدولار في الأسواق الناشئة.
الأسباب واضحة.. ففي لبنان، أصبح لدى حاملي الديون أخيراً حكومة للتفاوض معها على إعادة الهيكلة. أمّا بليز، فهي في طريقها لإعادة شراء السندات والقضاء على ديونها الأجنبية بالكامل.
السوق تتنفس الصعداء
غويدو تشامورو، الرئيس المشارك لديون الأسواق الناشئة بالعملة الصعبة في شركة إدارة الأصول "بكتت" (Pictet)، يرى أن المستثمرين يلحظون "الأداء المتفوق للدول المصنفة عند الدرجة D". مُضيفاً أن "السوق تتنفس الصعداء، حيث تبدو إعادة هيكلة ديون بليز على وشك الانتهاء. بينما في لبنان يوجد الآن بعض الأمل لإعادة الهيكلة في المستقبل".
بالطبع، هناك طريق طويلة لقطعها كي تُمكن معالجة أزمة ديون لبنان بشكل كامل. فبينما قالت مجموعة من حاملي السندات الدوليين إنها مستعدة للعمل مع السلطات للتوصل إلى حل، تمّ الإعلان عن حكومة جديدة في البلاد قبل أكثر من أسبوع بقليل.
أمّا في بليز، فتجري الأمور بشكلٍ أسرع، حيث إن غداً الجمعة هو الموعد النهائي للمستثمرين لقبول عرض إعادة الشراء. ووافقت مجموعة الدائنين الرئيسية التي تمتلك حوالي نصف السندات المعلقة على طرح حيازاتها للبيع بالكامل.