تعمل الصين على تسريع وتيرة مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال استعدادا لفصل الشتاء، ما يؤدي إلى تفاقم نقص الإمدادات العالمية ويتيح وقودا أقل لأوروبا المتعطشة للطاقة.
تكافح بكين لتأمين ما يكفي من الوقود لتشغيل المصانع وتدفئة المنازل في فصل الشتاء، حيث يواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيناريو محتملا لأزمة الطاقة على غرار الفوضى التي تجتاح أوروبا.
حفّز ذلك بعض عمالقة الطاقة في البلاد، مثل شركة النفط الصينية العملاقة المملوكة للدولة، "سينوبك" (Sinopec)، على العودة إلى سوق الغاز الطبيعي المسال في التعاملات الفورية، بحثًا عن شحنات وقود التدفئة لمواجهة برودة الطقس.
اقرأ أيضا: نقص الطاقة في أوروبا يثير الذعر بأسواق آسيا
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي من أوروبا إلى آسيا إلى أعلى مستوياتها الموسمية، حيث يصطدم التعافي بعد الجائحة مع القيود التي تواجه المعروض.
وأصبحت التوترات تهمين على المشهد بالفعل، بسبب شهية الصين المتزايدة للغاز الطبيعي المسال لتغذية انتعاشها الاقتصادي، حيث تستعد لتجاوز اليابان كأكبر مستورد للوقود في العالم خلال 2021.
أوقف العديد من مشتري الغاز الطبيعي المسال في الصين، مؤقتا الشراء الفوري عندما بدأت الأسعار في الارتفاع خلال الصيف. وكان المتعاملون يراهنون على أن الأسعار الفورية ستنخفض، لكن هذا لم يحدث، والآن عادت الشركات إلى الشراء مرة أخرى.
طرحت شركة "تشاينا بتروليوم أند كيماكال" (China Petroleum & Chemical Corp)، المعروفة باسم "سينوبك"، مناقصة أمس الثلاثاء تطلب شراء ما لا يقل عن 11 شحنة من الغاز الطبيعي المسال حتى مارس، وهو أحد أكبر طلبات الشراء الشتوية من قبل شركة صينية منذ شهور.
اقرأ أيضا: أسعار الغاز الطبيعي تهدد تعافي الاقتصاد العالمي وتنذر بمشكلات اجتماعية
تسعى الشركات المستوردة الأصغر حجما، بما في ذلك "بكين غاز غروب كو" (Beijing Gas Group Co) و" قوانغتشو غاز غروب " (Guangzhou Gas Group Co)، إلى شراء شحنات لشهر أكتوبر ونوفمبر.
كانت "سينوبك" واحدة من أكثر المشترين الآسيويين نشاطا في الشتاء الماضي، وغالبا ما تشتري شحنات أكثر مما هو مطلوب في المناقصات. وقد تؤدي عودة الشركات الصينية إلى السوق الفورية إلى إخافة المشترين الآخرين في آسيا، وإثارة الذعر نحو الشراء، حيث يريد المنافسون تأمين الإمدادات قبل ارتفاع الأسعار المحتمل.