أظهر بحث أجراه الاقتصادي بجامعة هارفارد ألبرتو كافالو، أن معدلات التضخم الحالية انعكست أكثر على الأُسر الأمريكية ذات الدخل المرتفع، مقارنة بالأسر منخفضة الدخل، بما يعكس الاتجاه السائد في وقت سابق من الوباء.
وتسبب كوفيد-19 في صداع للإحصائيين المعنيين بالأسعار، لأنه غيّر الطريقة التي ينفق بها الناس. وتستخدم مقاييس التضخم الرئيسية في الولايات المتحدة سلّة من السلع والخدمات القائمة على عادات التسوق قبل الوباء، لذلك فإنها لا تُظهِر دائماً الأسعار المرتفعة التي دفعها الأمريكيون في الأشهر الـ18 الماضية.
ابتكر "كافالو"، المتخصص في التضخم، سلالاً مرجّحة تستند إلى ما أنفقه المستهلكون بالفعل منذ بداية تفشي الوباء، ليجد أن معدلات التضخم التي شهدها مختلف فئات الدخل، والتي كانت شديدة التشابه في عام 2019، أصبحت متباينة منذ ذلك الحين.
اقرأ أيضاً: توقعات باستمرار ارتفاع التضخم في أمريكا بسبب أزمات العرض ومخاوف "دلتا"
في العام الأول للوباء كانت الأسعار ترتفع أسرع بالنسبة إلى ذوي الدخل المنخفض، لكن العكس كان صحيحاً في الأشهر القليلة الماضية. ومن شأن هذا الأمر أن يعكس الطريقة التي تَحوَّل بها الإنفاق، ففي بداية الوباء كانت منتجات مثل المواد الغذائية، حيث تميل زيادة الأسعار إلى التأثير أكثر في الأسر منخفضة الدخل، تشكّل جزءاً أكبر من الإنفاق الاستهلاكي.
مع إعادة فتح الاقتصاد هذا العام، كان ارتفاعٌ في أسعار عناصر مثل السيارات والرحلات الجوية واستئناف تناول الطعام في المطاعم، وهذه العناصر تمثّل حصة أكبر من ميزانيات الأسر المنتمية إلى أوساط أصحاب الدخول المرتفعة.
اقرأ أيضاً: برامج خاصة لتعليم أبناء الأغنياء كيفية الحفاظ على ثرواتهم
ولأسباب مماثلة فإن معدلات التضخم الرئيسية، التي كانت تقلّل من شأن ارتفاع الأسعار الفعلي الذي كان يتحمله الأمريكيون العام الماضي، أصبحت تشهد مبالغة في تقديرها، حسب بحث كافالو. وخلال الأشهر القليلة الماضية كانت الأسعار في سلة "كوفيد" أبطأ ارتفاعاً من مؤشر أسعار المستهلك.
وجدت الدراسة نمطاً مماثلاً في دول أخرى، رغم أن الفجوة بين التضخم الرسمي وسلة التضخم في أثناء كوفيد أكبر في الولايات المتحدة من أي مكان آخر. يُذكر أن بحث "كافالو" يستخدم معاملات بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم لتعديل الترجيح الرسمي على مؤشر أسعار المستهلك، كما أن السِّلال ذات الدخل المنخفض والمرتفع تعتمد على إنفاق أعلى وأدنى 20% من أصحاب الدخل.