على مدى أسبوعين، نشط مصرفيون استثماريون لجذب الاهتمام لأول طرح عام يفوق مليار دولار في السعودية منذ اكتتاب "أرامكو". لكنهم احتاجوا لساعاتٍ فقط كي تتخطّى طلبات الشراء الحد المستهدف.
يلقى الإدراج المزمع لشركة "أكوا باور إنترناشيونال" بقيمة 1.2 مليار دولار، والمقرر تسعيره في وقتٍ لاحق من سبتمبر، اهتماماً كبيراً من المستثمرين الذين يبحثون عن شراء حصص في الشركات التي يُنظر إليها على أنها محورية لخطط المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.
تلقّى الطرح الأولي طلبات شراء تبلغ عدة مليارات من الدولارات، وسيضطر المستشارون لتحديد عملية التخصيص للمستثمرين من المؤسسات، وفقاً لأشخاصٍ على دراية مباشرة بالصفقة.
"أرامكو" و"أكوا"
في حين أتاح الاكتتاب العام القياسي لأرامكو في عام 2019 للمستثمرين امتلاك حصة من الثروة النفطية لدى المملكة العربية السعودية، فإن "أكوا باور" توفر لهم الدخول إلى مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين التي تعتبرها الرياض مستقبلها.
من المتوقع أن تتولّى "أكوا باور"، التي يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي نصفها، إنجاز ما لا يقل عن 70% من مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة بحلول عام 2030، في وقتٍ تتوقع البلاد تحقيق هدفها الخاص بصافي انبعاثات صفرية قبل المستهدف الحالي في 2050.
من المتوقع أن "يتمّ الإقبال بشكل كبير" على اكتتاب "أكوا باور"، بحسب نافيد ناز، المراقب المالي لمجموعة الجماز العائلية السعودية، مُضيفاً: "نتوقع أن تكون الشركة قادرة على تنفيذ خطط النمو الخاصة بها، وأن يتضاعف حجمها 3 مرّات في غضون 7 إلى 10 سنوات".
بدوره، يرى ثامر السعيد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة مضاء للاستثمار، أن "الاكتتاب في أسهم "أكوا باور" سيتجاوز المعروض بمعدل كبير، بسبب طبيعة الطرح الذي يعتمد على زيادة رأس المال وليس التخارج أو البيع".
سوق الهيدروجين
في سياقٍ منفصل، كشفت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها قبل اكتمال الطرح، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي زاد حصته في الشركة المنتجة للطاقة أواخر العام الماضي، لا يتطلّع إلى بيع أي من أسهمه.
يأتي الطرح العام الأولي لشركة "أكوا باور" في الوقت الذي تتصدر فيه الشركات السعودية المدعومة من الصندوق السيادي السعودي، البالغ قيمته 430 مليار دولار، الطروحات الجديدة في أكبر بورصة بالشرق الأوسط، حيث تندر الاكتتابات العامة بالمنطقة.
ومهد اكتتاب "أرامكو" القياسي، الذي جمع حوالي 30 مليار دولار عام 2019، الطريق أمام المزيد من الشركات السعودية للقيام بالطروحات.
وتخطط المملكة العربية السعودية للسيطرة على سوق الهيدروجين البالغ حجمها 700 مليار دولار. لذلك تقوم ببناء مصنع بكلفة 5 مليارات دولار يعمل بالكامل على الطاقة المُولّدة من الشمس والرياح، وسيكون من بين أكبر مُنتجي الهيدروجين الأخضر في العالم عندما يتم افتتاحه في مدينة نيوم الضخمة عام 2025، في إطار خطواتها الأولى لتشكيل سوق عالمية للهيدروجين. وتشارك "أكوا باور" بنسبة الثلث في المشروع.