قال بنك "غولدمان ساكس" إنَّ ارتفاع الأسعار في أسواق الطاقة الأوروبية يكشف عن مخاطر انقطاع التيار الكهربائي الشتاء القادم، خاصة إذا أدى الطقس المتجمِّد إلى تفاقم مشكلة مخزونات الغاز الطبيعي المنخفضة بشكل استثنائي بالفعل في المنطقة.
وبرغم أنَّ ارتفاع أسعار الغاز يمكن أن يؤدي إلى تعديلات في العرض والطلب لموازنة السوق التي تتسم بقلة المعروض، إلا أنَّ هذه الأسعار انعكس تأثيرها بالفعل على السوق إلى حدٍّ كبير، بحسب ما قال محللو "غولدمان"، بمن فيهم سامانثا دارت، في مذكرة.
نتيجة لذلك؛ فإنَّ الشتاء الأكثر برودة من المتوسط يعني أنَّ أوروبا بحاجة إلى التنافس مع آسيا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال، مما سيرفع الأسعار أكثر.
وقال المحللون، إنَّ هناك "خطراً لا يستهان به" يتمثَّل في أنَّ الغاز الطبيعي المسال الموجه إلى أوروبا لن يكون كافياً لمنع استنزاف مخزونات الغاز بحلول نهاية الشتاء، خاصة إذا كان الطقس بارداً في كلٍّ من أوروبا وآسيا.
وأضافوا: "في حال تحقَّقت هذه النتيجة؛ فإنَّ الآلية الوحيدة ستكون المزيد من الصعود الكبير في أسعار الغاز والكهرباء في أوروبا، بما يدمِّر الطلب إلى جانب تقليص الطلب على الكهرباء في القطاع الصناعي من خلال انقطاع التيار".
يضاف هذا السيناريو من جانب البنك إلى المخاوف المتزايدة بشأن أزمة الطاقة في أوروبا في الوقت الذي تتعافى فيه الاقتصادات من الوباء.
وتُحطم أسعار الكهرباء الأرقام القياسية يومياً، وتعدُّ احتياطيات الغاز والفحم أقل بكثير من المعتاد في الأسابيع السابقة لبدء موسم التدفئة، وتؤدي إمدادات الغاز المحدودة من روسيا، وانخفاض إنتاج بحر الشمال، والمنافسة مع آسيا على الغاز الطبيعي المسال أيضاً إلى تغذية ارتفاع الأسعار، علاوةً على ذلك، أدى حريق إلى إيقاف كابل كهرباء رئيسي تحت سطح البحر بين بريطانيا وفرنسا، أمس الأربعاء، مما أدى إلى تفاقم أزمة الطاقة في بريطانيا.
وقال أران ترين، المدير العام لشركة "إنرجي 24" (Energy24)، الذراع التجارية لمجموعة "بي إكس غروب" (PX Group)، التي تتعامل مع أكثر من 30% من إمدادات الغاز في بريطانيا: "إذا حصلنا على شتاء معتدل عاصف، فيمكننا الإبحار بشكل جيد.. ويبدأ الشتاء حقاً بعد الكريسماس، ويمكنك استخدام الكثير من الغاز في الربع الرابع، ولكنَّ الأسعار في آسيا قد تتغيّر، وقد تحصل أو لا تحصل على الغاز الطبيعي المسال".