ارتفعت الأسهم اليابانية، اليوم الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي، مما دفع مؤشر نيكاي 225 للارتفاع إلى أعلى مستوى منذ أزمة الفقاعة التي شهدتها البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود.
حيث أغلق مؤشر الأسهم الممتازة عند 30670.10 في طوكيو، متجاوزاً الذروة السابقة لهذا العام في فبراير، لينتهي عند أعلى مستوى له منذ أغسطس 1990، حيث كانت شركة "كيه دي دي آي كورب" (KDDI Corp) وشركة "فانوك كورب" (Fanuc Corp) من أكبر المساهمين في مكاسب نيكاي بنسبة 0.7%.
كما أعطت شركات صناعة الإلكترونيات والسيارات أكبر دفعة لمؤشر توبكس (مؤشر أسعار الأسهم في طوكيو) الأوسع، والذي تقدم بنسبة 1%.
أفضل أداء في العالم
كانت اليابان سوق الأسهم الرئيسية الأفضل أداءً في العالم على مدار الأسبوعين الماضيين وسط آمال في قيادة جديدة، وتسريع التطعيمات، وتغيير في مؤشر نيكاي 225 بما يضيف شركات ثقيلة الوزن، مثل "نينتندو" (Nintendo)، و"كينس" (Keyence Corp)، و"موراتا للتصنيع" (Murata Manufacturing Co). فضلاً عن ذلك، فإن الأموال الأجنبية تعود إلى اليابان، حيث كانت شركات "جيه بي مورغان" (JPMorgan)، و"بيلي غيفورد" (Baillie Gifford)، و"بي أن بي باريباس لإدارة الأصول" (BNP Paribas Asset Management) من بين المستثمرين الذين صرّحوا أنهم أكثر إيجابية إزاء اليابان.
كما كتب الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs)، بمن فيهم كريستيان مولر غليسمان، في مذكرة: "المخصصات العالمية للأسهم اليابانية ما تزال محدودة، مما يشير إلى وجود مجال للمستثمرين لزيادة استثماراتهم فيها. حيث يأتي الانتعاش في الأسهم اليابانية بعد ضعف الأداء لفترة طويلة مقارنة بستاندرد آند بورز 500 ومؤشرات رئيسية أخرى منذ الربع الثاني".
تطعيم نصف السكان
من جانبه قال هيديوكي إيشيجورو، الخبير الاستراتيجي في شركة "نومورا لإدارة الأصول" في طوكيو، إن تقدم اليابان ضد الجائحة كان داعماً للسوق. حيث تفوقت اليابان يوم الثلاثاء على الولايات المتحدة من ناحية نسبة أولئك الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19، حيث تلقى 63.6% الجرعة الأولى؛ في حين تم تطعيم أكثر من 51% من سكان اليابان بشكل كامل.
وأضاف إيشيجورو: "لقد تجاوز معدل التطعيم في اليابان 50% وهو على نفس المستوى مع الولايات المتحدة. كما أظهرت الأسهم اليابانية أداءً غير مستقر مقارنةً بالولايات المتحدة والأسهم الأوروبية بسبب الشكوك السياسية وتأخر عملية التطعيم، ولكن مع حل هذين العاملين، ستستمر تحركات المستثمرين لتحرير مراكزهم السابقة".
جدير بالذكر أن مؤشر نيكاي 225 ارتفع الآن بنحو 12% لهذا العام، مع ارتفاع توبكس بنسبة 17%. ويُقارن ذلك بمكاسب بنسبة 19% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 و17% لمؤشر ستوكس أوروبا 600.
مكاسب جماعية
في الحقيقة، أدى الارتفاع في سوق الأسهم اليابانية إلى رفع طيف واسع من الأسهم. حيث ارتفعت حصة أعضاء توبكس الذين يتداولون فوق متوسطاتهم المتحركة لمدة 200 يوم إلى 74% - وهي أعلى نسبة منذ أبريل – وذلك في إشارة إلى اتساع السوق القوي. وقال إيشيجورو من شركة "نومورا لإدارة الأصول": "من الجيد أن المكاسب التي شوهدت مؤخراً ليست مقتصرة على مجموعة ضيقة".
فضلاً عن ذلك، ينصح الخبراء الاستراتيجيون في "جيه بي مورغان تشيس وشركاه" (JPMorgan Chase & Co) بقيادة ماركو كولانوفيتش بزيادة الاستثمار في الأسهم اليابانية. حيث كتبوا في مذكرة للعملاء أن استقالة رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا تُمهّد الطريق لحزب حاكم مستقر، وهو سيناريو تقول الشركة إنه أدى تاريخياً إلى عائدات أفضل في الأسهم. كما تجدر الإشارة إلى أن تارو كونو، المرشح الشعبي بين المستثمرين الأجانب، هو المرشح المفضّل لدى الجمهور ليحل محل سوغا كزعيم للحزب الحاكم، وفقاً لاستطلاع أجرته نيكاي وتلفزيون طوكيو.
وفي الواقع، اشترى المستثمرون الأجانب ما قيمته 662.7 مليار ين (6 مليارات دولار) من الأسهم اليابانية والعقود الآجلة في الأسبوع حتى 3 سبتمبر، وهو اليوم الذي انتشرت فيه أخبار غير متوقعة بأن سوغا لن يسعى لولاية أخرى كزعيم للحزب الديمقراطي الليبرالي. وكان ذلك أكبر شراء في أسبوع واحد منذ فبراير.