قد يتمكَّن مستثمرو السندات من التخلُّص من أحد الألغاز الدائمة في سوق سندات الخزانة الأمريكية في الأسبوع المقبل عندما يحصلون على تحديث جديد بشأن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة.
أدت قفزة بأكبر من المتوقَّع في نمو الأجور خلال شهر أغسطس الماضي، إلى زيادة التركيز على السؤال الملح حول ما إذا كانت الضغوط التضخمية ستثبت أنَّها مؤقتة، كما يتوقَّع مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
يقول المحللون الاستراتيجيون في "بنك أوف أمريكا كورب"، إنَّه إذا دعمت أرقام التضخم المنتظر صدورها يوم الثلاثاء سردية الضغوط المؤقتة؛ فستُرفع احتمالات بقاء العوائد طويلة الأجل منخفضةً خلال الفترة التي تترواح بين الأشهر الستة إلى الاثني عشر القادمة.
من المتوقَّع أن يظهر التقرير الارتفاع الرابع على التوالي لمؤشر أسعار المستهلك بوتيرة سنوية تبلغ 5% أو أكثر.
اقرأ أيضاً: الطلب الأجنبي على سندات الخزانة عند أعلى مستوياته في عقد
"سيتي غروب" يوصي ببيع سندات الخزانة الأمريكية مع التحوّط والرهان ضد اليوان
البعض الآخر أكثر حذراً
يرى تييري ويزمان من مجموعة "ماكويري غروب" (Macquarie Group) أنَّ هناك مخاطر تتمثَّل في أنَّ مدخلات مثل تكاليف الإيجار قد تعزز أسعار المستهلك، مما يزيد من القلق من استمرار التضخم المرتفع.
وأوضح أنَّ هذا السيناريو يقود المضاربين للإسراع من الرهانات على توقيت تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يميل إلى رفع العوائد على المدى القصير بشكل غير متناسب. لذلك ينصح بالمراهنة على فجوة أصغر بين أسعار الفائدة طويلة الأجل وقصيرة الأجل.
قال ويزمان، وهو محلل أسعار الفائدة والعملات العالمي، عبر البريد الإلكتروني: "أفضِّل التمسُّك بجزء من 2-3 سنوات من المنحنى، لأنَّ هذا يعكس بشكل أفضل ما قد يحدث ضمن أفق سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي" المنظورة، في الإصدار، سأكون محدودَ التعامل مع تلك المنطقة، ومراهناً على سطيحة المنحنى".
كان منحنى العائد في الغالب يواجه صعوبات على مدى أسابيع - والتقلُّبات آخذة في التدهور - فقد تمسَّك المضاربون بالتوقُّعات بأنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يبدأ على الأرجح في رفع سعر الفائدة القياسي من الصفر حتى أوائل عام 2023.
اقتصاديّ في "إتش إس بي سي" لا يتوقع رفع الفائدة الأمريكية في وقت قريب
المضاربون يراقبون تحركات "الفيدرالي"
تبلغ فجوة العائد للسندات من فئة الاستحقاق الثانية للسندات ذات أجل 10 سنوات حوالي 110 نقطة أساس، بانخفاض عن 140 نقطة أساس في أوائل شهر يونيو الماضي، مما يعني أنَّ المنحنى ضاق في البداية، إذ يراهن المضاربون على أنَّ تحرُّك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتقليص مشترياته من السندات في أقرب وقت ممكن هذا العام سيمهد الطريق لبدء رفع أسعار الفائدة الأساسية.
لكن في الآونة الأخيرة، ظلَّ الوضع أكثر تسطيحاً بشكل جزئي، فقد خفف ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا التوقُّعات بشأن وتيرة الانتعاش الاقتصادي من الوباء. تباطأ معدل التوظيف في الولايات المتحدة بطريقة حادة في شهر أغسطس الماضي. ومع ذلك، ارتفعت المكاسب عن الشهر السابق بمقدار ضعف ما كان متوقَّعاً، فقد رفعت الشركات رواتبها لجذب المرشحين للوظائف.
لا يوجد في تقويم بنك الاحتياطي الفيدرالي أحداث منتظرة قبل قرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة الأساسية في 22 سبتمبر الجاري، لذلك سيتعيّن على المستثمرين الانتظار حتى ذلك الحين للحصول على آخر ما يتخذه المسؤولون إزاء مسألة التضخم.
يقول آدم كوربيل، رئيس استراتيجية الأسعار في بنك "سوسيتيه جنرال"، إنَّ المستثمرين في وضع يسمح لهم بسيناريو الضغوط التضخمية المؤقتة، وذلك لأنَّ المقاييس قصيرة الأجل لتوقُّعات التضخم هي أقل من تلك التي لها آجال استحقاق أطول.
تبلغ نقطة التعادل لسندات الخزانة فئة استحقاق 10 سنوات، التي تمثِّل وجهة نظر السوق حول الوتيرة السنوية لتضخم أسعار المستهلك للعقد القادم، حوالي 2.4%، في حين أنَّ معدلات السندات من فئة استحقاق السنتين؛ تبلغ حوالي 2.7%.
ما يزال كوربيل يتوقَّع سيناريو هبوطياً بشأن سندات الخزانة، بناء على توقُّع يفيد أنَّ عودة السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لطبيعتها قادمة، مضيفاً "التضخم المرتفع سيؤكِّد هذا الاتجاه فقط، وعلى صعيد التضخم، جرى إحراز تقدُّم كبير، ونحن بحاجة إلى مراقبة التوظيف في المستقبل ".
التقويم الاقتصادي:
13 سبتمبر: بيان الميزانية الشهرية.
14 سبتمبر: مؤشر ثقة الشركات الصغيرة للاتحاد الوطني للشركات الصغيرة، ومؤشر أسعار المستهلك.
15 سبتمبر: تقرير طلبات الحصول على الرهن العقاري الصادر عن رابطة مصرف الرهن العقاري.
- مؤشر إمباير للتصنيع.
- مؤشر أسعار الاستيراد/التصدير.
- مؤشر الإنتاج الصناعي.
16 سبتمبر: تقرير مبيعات التجزئة، ومطالبات إعانة العاطلين عن العمل
- توقُّعات الأعمال التجارية الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا.
- مؤشر لانغر لراحة المستهلك.
- تقرير مخزونات الشركات.
- تقارير التدفُّقات لعمليات البيع والشراء الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية.
17 سبتمبر: مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان.
- تقويم الاحتياطي الفيدرالي خالٍ من الأحداث.
- تقويم مزادات السندات:
13 سبتمبر: سندات فئة استحقاق 13 و 26 أسبوعاً.
16 سبتمبر: سندات فئة استحقاق 4 و 8 أسابيع.