من غير المرجح أن تتلاشى عقبات سلاسل التوريد التي أزعجت أسواق السلع الأساسية، وساهمت في ارتفاع أسعار الألمنيوم، لتسجل أعلى مستوياتها في 13 عاماً هذا الأسبوع، في ظل غياب أية مؤشرات على تراجعها قريباً. كانت تلك هي الرسالة الرئيسية التي عبّر عنها المنتجون والمستهلكون والتجار وشركات الشحن في أكبر مؤتمر للألمنيوم عُقد في أمريكا الشمالية واختتم فعالياته أمس الجمعة.
قفز الألمنيوم بنسبة 48% هذا العام بسبب ارتفاع الطلب واختناقات الشحن وقيود الإنتاج في الصين، ما أثار مخاوف التضخم وتسبب في صداع كبير لمنتجي السلع الاستهلاكية الذين يواجهون نقصاً متزايداً في المواد الخام إلى جانب الارتفاع الحاد في التكاليف.
قال العديد من المشاركين في المؤتمر إن تعثر الإمدادات سيستمر في التأثير على الصناعة خلال معظم عام 2022، ويتوقع البعض أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 5 سنوات لحل تلك المشكلات.
اقرأ أيضاً: الأسواق تستعد لطفرة جديدة في أسعار الألمنيوم بسبب نقص المعروض
تعاني سلاسل التوريد العالمية من تحديات بشأن الشحن باعتباره العمود الفقري لها لمواكبة الطلب على السلع، والتغلب على اضطرابات العمالة الناجمة عن تفشي فيروس "كورونا"، حيث تتزايد المشاكل بصناعة الألمنيوم بالتزامن مع نقص العمال في المصانع ونقص سائقي الشاحنات لتوصيل المعدن.
قال مايك كيون، الرئيس التنفيذي لـ"الكومنولث للمنتجات المدرفلة" في "قمة هاربور للألمنيوم" بشيكاغو: "لقد كانت فوضى بالنسبة لنا، وبينما نتطلع إلى عام 2022، لا نتوقع انتهاء ذلك في أي وقت قريب للأسف. بالنسبة لنا نعتقد أنه قد بدأ للتو، وقد أبقى رأسنا في حالة دوران طوال الوقت".
تُصنّع "الكومنولث" منتجات الألمنيوم المصنعة ذات القيمة المضافة التي يتم بيعها لشركات صناعة السيارات، والتي تواجه هي الأخرى مشاكل في الإنتاج بسبب نقص إمدادات أشباه الموصلات.
أشار العديد من الحضور في مؤتمر الألمنيوم إلى أن نقص العمالة يمثل أكبر مشاكلهم، وليس لديهم أي فكرة عن موعد انتهاء ذلك.
قال آدم جاكسون، مدير تداول المعادن في "إيجيس هيدجينغ" في مقابلة: "يطلب المستهلكون أكثر من 100% من احتياجاتهم المتوقعة... إنهم لا يتوقعون الحصول على 100%، ولكن إذا زادوا في الطلب فربما يحصلون على الكمية المناسبة، ولن يخسروا مبيعاتهم. وتنطوي مثل هذه الممارسة على مخاطر جسيمة إذا انخفضت الأسعار وكان لديك مخزون زائد بدون عقود تحوط".
أوضح خورخي فاسكويز، العضو المنتدب في "هاربور إنتليجينس" أن الزيادة في أسعار الألمنيوم تأتي في الوقت الذي يتفاوض فيه المنتجون والمستهلكون على عقود التوريد السنوية. و يمتنع المشترون عن إبرام اتفاقيات لأطول فترة ممكنة نظرا لأن أقساط الشحن مرتفعة للغاية، كما أنهم ينتظرون مؤشرات حول ما إذا كانت روسيا، ثاني أكبر منتج للألمنيوم في العالم، ستُبقي على ضريبة تصدير الباهظة في العام المقبل أم لا.
اقرأ أيضاً: أسعار الألمنيوم تواصل اشتعالها مع الطلب المرتفع وتراجع المعروض العالمي
يشير كل هذا إلى إمكانية حدوث المزيد من الزيادات في الأسعار، حيث تتوقع شركة "هاربور إنتليجينس"، وصول متوسط أسعار الألمنيوم في عام 2022 إلى نحو 2570 دولاراً للطن المتري بما يزيد 9% تقريباً عن متوسط الأسعار الحالية لخام الألمنيوم القياسي المُتداول في لندن. وتقدر "هاربور" أيضاً أن ما يسمى علاوة الغرب الأوسط، والتي تمثل المبلغ المضاف لتسليم المعدن إلى الغرب الأوسط الأمريكي سيرتفع ليسجل أعلى مستوى له على الإطلاق ويبلغ 40 سنتاً للرطل في الربع الرابع، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 185% مقارنة بمستويات نهاية عام 2020.
قال بودي ستيمبل، الرئيس التنفيذي لأعمال المنتجات المدرفلة في شركة "كونستيليوم"، ومقرها في رافنسوود بغرب فرجينيا: "ربما تكون الفوضى كلمة جيدة. لم أكن قد مررت بفترة مثل هذه، حيث تجتمع كل تلك العوامل دفعة واحدة".